متحف الكفيل.. وجهة ثقافية تجذب الزوار من مختلف انحاء العالم

31-07-2024
خاص صدى الروضتين
رؤية المعروضات الأثرية في صالة العرض التي لا تتجاوز نسبتها الـ10% من مخزون متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات، تصنع احساساً وكأنه وحي من الماضي يعيش بيننا، تظهر عظمة تلك الازمان وتقدمها، وتنقلك من حقبة إلى حقبة، ومن حضارة إلى أخرى.
وتسهم معروضات المتحف في تعريف الزائرين الوافدين من داخل العراق وخارجه بتاريخ مرقد أبي الفضل العباس (ع)، وأهم ما يحتويه من أثار وتحف نادرة وثمينة.

الوفد الإيراني
متحف الكفيل على عادته قدم شرحاً مفصلاً الى الوفد الإيراني المتكون من مختصين في الفنون المتحفية، عن خطته في تطوير العمل المتحفي في العراق، وجملة تعاونه مع الجهات الرسمية والدينية.
وشمل الشرح عرض الية العمل المتبع في التعامل مع القطع الاثرية داخل المختبر والمخزن، مثل تقييدها في سجلات ادخال المتحفي، وعمليات التنقيب والصيانة، وطرق متطورة في الخزن، بحضور رئيس قسم المتحف التابع للعتبة الحسينية المقدسة السيد غسان الشهرستاني.
وبين معاون رئيس قسم متحف الكفيل الأستاذ الدكتور شوقي الموسوي: إن "الوفد اطلع على جميع مفاصل العمل المتحفي داخل متحف الكفيل من المخزن والمختبر والوحدة الإعلامية، بالإضافة الى قاعة العرض".
وأضاف: ان "الوفد أبدى اعجابه بما يقدمه متحف الكفيل بالنسبة لحفظ تاريخ العالم الإسلامي".
وأشار إلى: "سيكون هناك تعاون علمي وفني مشترك بين العتبة العباسية المقدسة وأعضاء الوفد من الفنانين في مجال الأرابسك وصيانة السجاد القديم".
وأكد الموسوي: ان "متحف الكفيل يضّم من 500 الى 600 سجادة تصنف من النوع النادر والثمين جداً؛ ذلك حسب تقييم خبراء عدة، من جهات مختصة بعد ما تم الاطلاع على العدد الكلي من السجاد البالغ أكثر من 1600 قطعة، والمتحف مستمر في عملية تثمين السجاد الموجود في مخازن متحف الكفيل".
وأكمل: "تقاس درجة ندرة السجاد من جوانب كثيرة أهمها نوع الخيط المصنوعة منه، بالإضافة الى الزخارف الموجودة عليها وعمرها، ولاسيما مكان انشائها أو صناعتها وان تكون معمولة يدوياً".
ويتميز متحفا العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية في تبادل الخبرات بينهما لترميم القطع الاثرية من مخطوطات واللقى المعدنية لإحيائها وإبراز التراث المتصل بأهل البيت (عليهم السلام)، وذلك بحسب رئيس قسم المتحف في العتبة الحسينية المقدسة السيد غسان الشهرستاني.
وأضاف: "تستعين ملاكات المتحفين بالخبرات الخارجية من المختصين في بعض القطع القديمة مثل السجاد، عبر استقبال وفود متنوعة، ومن بينهم الجانب الإيراني في فن ريافة وترميم المنسوجات".
وبدوره قال الخبير الإيراني في فن الارابسك السيد صفر سامي قهرمان: ان "متحف الكفيل من المتاحف التي يتوقع لها بان تكون رصيداً مهماً في مجال الاثار والتراث في سبيل إفادة الأجيال القادمة".
وأضاف: "وجدت تطوراً كبيراً في جميع المجالات لدى متحف الكفيل والذي لم اشاهده بهذه الوتيرة السريعة لدى متاحف أخرى، نتمنى لقسم متحف الكفيل التميز والتطور الدائم لخدمة التراث الإسلامي وزوار مرقد قمر بني هاشم (عليه السلام)".
علماً أن: فن الارابسك هو طبع تصاميم حرفية تمثل أشكالاً هندسية باستخدام الخشب بألوانه المتنوعة، ويعتمد على ذوق ومهارة الحرفي في صناعته، وان أجمل القطع الموجودة داخل العراق هي التي تزين قبر المولى ابي الفضل العباس (عليه السلام).

الوفد العربي
اخذ الوفد جولته المكون من المغرب وليبيا والجزائر، جولته داخل أروقة متحف الكفيل من المخازن والمختبر وصالة العرض التي يضم أكثر من 25 ألف قطعة متحفية، للاطلاع على القطع الاثرية المهداة الى مرقد ابي الفضل العباس (عليه السلام)، الدالة على عظمة وقدسية المكان، من الأسلحة والنحاسيات بالإضافة الى القطع الطبيعية لبعض الكائنات البحرية المتصلبة.
وقال الأمين العام للاتحاد العربي للتمكين الرقمي، أحمد بو داوود: ان "متحف الكفيل ينفذ الاعمال المتحفية بطريقة علمية ممنهجة من التوثيق والحفاظ على الموروث في ظل ما يمتلكه من كم هائل من الموروثات المادية مع طاقم محترف في العمل المتحفي".
وأضاف: ان "متحف العتبة العباسية المقدسة عند اكمال بنايته الجديدة سيكون فضاء رحباً للدراسات العالمية وليس العراقية فقط، وبالنظر الى ما يمتلكه من الموروث فأنه سيصنف من المتاحف العالمية ذات الدرجة الأولى".
من جانبه تحدث السفير الليبي الدكتور فوزي محمد الغويل: ما شاهدته تجاوز التوقعات، هذا المنجز التاريخي والحضاري والديني والإنساني يؤكد قدرة الشاب العراقي على الإبداع".
واشار: الى ان "العتبة العباسية المقدسة حريصة على هذه الطاقات الشبابية عبر تسخيها بالاهتمام بهذا الموروث العريق، والأصيل، الذي ينبع من اصالة هذا الشعب". واكد فوزي: نحن "نطمح الى توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين الاتحاد العربي الذي يضم قرابة 16 دولة عربية للتمكين الرقمي والمؤسسات المتحفية مثل متحف الكفيل".