عاشوراء.. نموذج متقدم للإسلام والإنسانية

25-07-2024
خاص صدى الروضتين
قد تندرج ذكرى عاشوراء بمفهومنا المعاصر ووفق الآليات الديمقراطية الحديثة على انها مسيرة تأييد وتضامن مثالية ونموذجية وذات مواصفات إنسانية وعالمية.
وهذا ليس اجتهادا شخصيا بل حقيقة واقعة نحتكم اليها، من خلال إعداد المشاركين وعفوية التنظيم وتباين الثقافات واختلاف الأجناس والأعمار.
وهي أشبه ما يكون اليوم بصناديق الاقتراع المشمعة بحب المسيرة الحسينية الخالدة وسلامة الفكر الامامي المحب للخير ونابذ للعنف والتطرف ناهيك عن ثنائية ترسيخ قيم (الاسلام والتدين الحقيقي).
ومن اجل استلهام مفردات تلك النظرية حاولنا ان نقطف ثمار تلك الفكرة ممن حضروا الى كربلاء في ذكرى استشهاد الامام الحسين (عليه السلام) من العراقيين ومن الوافدين الى كربلاء.
الاُستاذ عبد الحق اللامي اعلامي في صحيفة المستشار العراقية، يرى ان الامر لا يحتاج الى حنكة سياسية او دراية بالغة التعقيد، فواقع الطف الحسيني يشهد بأن الامام الحسين (عليه السلام) قيمة انسانية وحضارية وعقائدية لا غبار عليها مهما طال الزمن.
ويضيف: "احسب ان الفكر الحسيني اعجاز لا يقبل التأويل والنقاش".
ويتابع متسائلا: "كيف تفسر لي حالة الاصرار التي تعتمر قلوب المحبين الاطفال النساء الرجال كبار السن، وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة على احياء الشعائر الحسينية".
مشيرا إلى: "رغم كل هذا التباين في المستوى المعرفي واجناسهم وقومياتهم، فالجميع هنا ينشد الوفود الى كربلاء من دون كلل او ملل".
مؤكدا: "اذن نحن امام فلسفة عظيمة لا نطاق لنا على استيعابها او الإلمام بها الى الآن".
ويردف اللامي: "بالتالي شكلت هذه الظاهرة عنواناً اصيلاً في تاريخ الوعي الاسلامي والانساني على حد سواء، بل اكثر من ذلك امسى النهج الحسيني عقيدة لكل الثائرين ونغمة يتغنى بها الاحرار الشرفاء من اقصي الارض الى اقصاها".
حسين المعيوف زائر من البحرين جاء ليجدد العهد والبيعة لسبط النبي المُنتجب، يصف ذكرى واقعة عاشوراء بانها رسالة ذات مضامين متعددة.
ويقول "رسالة الامام الحسين (عليه السلام) واضحة جدا فهي تريد الاسلام والسلام واقامة حدود الدين الحق".
ويضيف: "نحن كذلك اتباع الامام الحسين (عليه السلام) في البحرين كنا وما زلنا نحمل ذات المضامين والاهداف وسوف نستمر بسلمية التظاهرات الى ان نحصل على جميع حقوقنا ولن ترهبنا قسوة الطرف الاخر".
ام اقبال: لبنانية الجنسية تصف زيارة الامام الحسين (عليه السلام) في العشر الاوائل من محرم الحرام ومشاركة العراقيين في الشعائر الحسينية انها رسالة لكل احرار العالم.
وتضيف: "مفاد تلك الرسالة هي ان الخط الحسيني كان وما زال لا يريد للحكم سبيلا بل يريد ان يقيم حدود الله سبحانه وتعالى".
وتتابع: "على هذا الاساس ستبقى كربلاء كما عهدناها دائما وابدا هي قبلة لكل العالم، ومدرسة نتعلم منها نواميس الهداية والصلاح والفلاح".
وتشير الزائرة اللبنانية الى: ان "عناصر ومقومات انبثاق الثورة الحسينية لها دلائل الالتزام بالوعي الديني والاسلامي اليوم وفي الامس".
الحاج ابو جلال زائر من المملكة المتحدة، كان من بين الحاضرين الى كربلاء، وقد شده كما يصفه: "منظر تلك الجحافل الزاحفة الى كربلاء وكأنها السيل العرم حيث الاطفال والنساء والرجال بمختلف اعمارهم".
ويقول: "الغريب في الامر ان جميع من حضر ويحضر الى كربلاء هم في غاية الشوق والامتنان الى روية كربلاء، ولم تثنهم بعد المسافات وحرارة الطقس".
ويضيف: "هذه فلسفة تحتاج للكثير الكثير من البحوث والتقصي العميق كي نستفهم تلك القيمة الانسانية والعقائدية ومحاولة تطبيقها على ارض الواقع عالميا".
اما الشيخ على الراشد من سلطنة عمان فقال: "انا اتابع شخصيا القنوات الفضائية العراقية وخصوصا قناة كربلاء الفضائية والانوار والاوحد، وهي تشير الى تواريخ المسيرات التي سوف تخرج لإحياء مناسبة عاشوراء في مختلف البلدان الاوربية فضلا عن البلدان الاسلامية".
ويضيف: "هذا دليل اكيد على ان مشروعية المشروع الحسيني وسلامة الفكر الامامي، وهذه نقطة تحول مهمة يجب التركيز عليها والوقوف عندها وهي شهادة نعتز بها كإمامية بأننا شعب مسالم وفكر حضاري لا تشوبه شائبة على مستوى الدين والتدين".
ويشير الراشد الى: ان "المشروع الحسيني قد اتى ثماره ولله الحمد، والا كيف تفسر هذه المسيرة التي تنطلق في كل ارجاء المعمورة لتحيي مراسيم يوم العاشر من محرم والمناسبات الدينية الاخرى، اليس هذا انتصاراً حقيقياً للدين وللإسلام ولواقعة الطف على مدى 14 قرناً".
في حين يشير الشيخ عادل الابراهيمي الى: ان "النهضة الحسينية لها القدرة على الصمود ومحاكاة الواقع بكل تفاصيله، لاسيما وهي تحمل بين طياتها راية المظلومية ومقارعة الظالم".
ويقول: "جوهر القضية الحسينية سيبقى خالدا ما دامت الدنيا قائمة، وهي لا تختص بزمان او مكان محددين، بل على العكس من ذلك نجد التواصل الانساني قائماً على قدم وساق".
الاستاذ علاء العادلي استاذ مادة التاريخ في جامعة الكوفة، يجد في النهضة الحسينية ملحمة لتهذيب الذات وتطهير النفس وهي اشبه ما يكون بالمدارس والمؤسسات التربوية في وقتنا الحاضر.
بل يراها اصلب عودا؛ لأنها تنمي القواعد والعقائد الاجتماعية والدينية والوطنية وتزيد من قابلية الاشخاص على مواجهة المحن والصعاب بروح ثابتة ومستقرة اساسها الايمان بالله والتسليم بقضائه.