بمشاركة أكثر من 60 ألف طالب.. المجمع العلمي يطلق دوراته الصيفية
24-07-2024
حسنين سامي جواد
يستثمر قسم المجمع العلمي للقرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة العطلة الصيفية من كل عام ولأكثر من 10 سنوات، في تقويم البراعم وتثبيت تعاليم الثقلين الشريفين في قلوبهم، عبر الدورات القرآنية التي ينظمها في معظم المحافظات العراقية.
وتضم الدورات دروس مختلفة تنقسم بين نظرية وعملية؛ تستهدف الأطفال على اختلاف أعمارهم، وبإشراف أساتذة أعدهم معهد القرآن الكريم بفروعه المتوزعة على اغلب المحافظات العراقية.
واعتمد المجمع العلمي آلية نشر أماكن الدورات القرآنية على المساجد والحسينيات والمضايف العشائرية في اغلب المحافظات، عبر انشاء مركز تعليمي في كل قضاء او ناحية منها.
وتولي العتبة العباسية المقدسة الأهمية البالغة لمشروع الدورات الصيفية؛ وذلك لتركيزه على استكشاف المواهب القرآنية وصقلها ورعايتها ليتسنى لهم اخذ دورهم في المحافل القرآنية المستقبلية، وتنشط الدورات الصيفية لخمسة أيام اسبوعياً.
وبهذا الصدد يقول رئيس قسم المجمع العلمي للقرآن الكريم الدكتور مشتاق عباس معن: ان "الدورات الصيفية لهذا العام استقبلت أكثر من 60 ألف طالب بمختلف الفئات العمرية من بين 7 الى 16 سنة".
وأضاف: "توزعت المراكز التعليمية للدورات القرآنية على 11 محافظة عراقية هي (بغداد، النجف الأشرف، كربلاء المقدّسة، بابل، الديوانية، واسط، ذي قار، المثنى، ميسان، كركوك، صلاح الدين)".
مبينا: "المجمع العلمي جهز المناهج الدراسية المخصّصة وفق برنامجٍ علمي منهجي، بما يتلاءم مع الفائدة والأعمار المستهدفة، فضلاً عن التجهيزات اللوجستية اللازمة، والقرطاسية، والوجبات الغذائية".
وأشار رئيس المجمع الى: ان "المشروع يستهدف طلبة المدارس للأعمار التي تتضمّن المراحل ما قبل الدراسة الجامعية، لملء أوقاتهم بما هو نافع، ولضمان نشأة جيلٍ صالح محبّ للقرآن الكريم، وتعاليم الدين الحنيف على هدي مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)".
محافظة كربلاءالمقدسة
أكثر من 218 مسجداً وحسينية، انطلقت الدورات القرآنية في محافظة كربلاء المقدسة، متوزعة على 96 موقعاً في مركز المدينة والاحياء المجاورة لها، و100 مسجد وحسينية في قضاء الهندية، بالإضافة الى 22 مركزاً في عين التمر.
وقال مدير معهد القرآن الكريم الشيخ جواد النصراوي: إنّ "الدورات الصيفية هذا العام استقبلت أكثر من 9500 طالب في مركز مدينة كربلاء المقدسة والمناطق المجاورة له".
وأضاف: "حلقات المشروع أقيمت في رحاب حرم أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وكذلك في مساجد وحسينيات مركز المدينة، والاحياء المحيطة به، مضافاً إلى مجمع العباس السكني، وقضاء الهندية، والحر، والحسينية، وعين التمر".
موضحا: "الطلبة يتلقون دروسهم بإشراف اساتيذ أكفاء معظمهم من خريجي مشاريع المعهد التخصصية السابقة، وقد استثمرت هذه الطاقات القرآنية في هذا المشروع الكبير".
وأشار النصراوي الى: ان "المعهد يقدم دروسًا معرفية للمشاركين في المشروع تهدف إلى غرس القيم الأخلاقية والدينية في أذهانهم، إضافة إلى الدروس القرآنية، والعقائدية، والفقهية التي تسهم في تنشئتهم ضمن قواعد القيم الإسلامية السامية".
وتقسمت المراحل الدراسية للدورات الصيفية الى ثلاث مراحل، تقتصر الأولى على تعليم القراءة الصحيحة للآيات القصار، والتركيز على دروس الاخلاق؛ بهدف النشأة الصحيحة للأطفال، واخذت المرحلة الثانية دوراً كبيراً في تعليم الطلبة مبادئ الدين المكتسبة من علوم أهل البيت (عليهم السلام)، بالإضافة الدروس العملية في الوضوء وغيره، وعززت المرحلة الثالثة بالدروس لمعرفة المحرمات والمحللات في الشريعة الإسلامية.
وتميزت الدورات بفقرات إثرائية عدة منها زيارة متحف الكفيل والمكتبة المركزية في العتبة العباسية المقدسة، بالإضافة الى النشاطات الصباحية مثل ترديد نشيد لحن الإباء، واحياء ذكرى مناسبات اهل البيت (عليهم السلام) وبإشراف أكثر من 150 أستاذاً ومعلماً قرآنياً.
أساتذة الجامعات والمدارس شاركوا عبر الدورات القرآنية في تقديم دروس تعليمية للطلبة في بعض مراكزها على ضوء المنهج المخصص من قبل معهد القرآن الكريم.
وتقديم دورات متخصصة في المناهج التعليمة للدورات الصيفية بالنسبة للأساتذة من قبل انطلاق الدورات الصيفية، وجاء ذلك بهدف الاستفادة من خبراتهم التدريسية في تقديم المعلومات للطلبة بحسب مسؤول وحدة النشاطات القرآنية في معهد القرآن الكريم الدكتور علي حمد.
وأضاف: "وزعت تلك الثلة الطيبة من الأساتذة على عدد من مراكز الدورات في مناطق كربلاء المقدسة مثل مجمع الدرة السكني وحي الحسين (عليه السلام)".
ومن جانبه قال الدكتور الصيدلاني مهند احمد عبد الله: "دافع انضمامي الى كوكبة معلمي الدورات القرآنية جاء لما لذلك من اجر وثواب في تعليم الصغار القرآن الكريم والأحاديث النبوية".
مبينا: "دروس العقائد والسيرة النبوية الشريفة مهمة جداً بالنسبة للأطفال، وشهدنا تفاعلا للصغار بشكل كبير".
المحافظات العراقية الاخرى
معهد القرآن الكريم في النجف الاشرف أطلق بدوره مشروع الدورات الصيفية بالتعاون مع مكاتب معتمدي المرجعية الدينية العليا في 6 محافظات عراقية، وهي (الديوانية وصلاح الدين وكركوك وواسط وميسان بالإضافة الى النجف الاشرف).
وقال مدير المعهد السيد مهند الميالي: "انطلقت الدورات الصيفية في المحافظات التي يشرف عليها معهد القرآن الكريم في النجف الاشرف بمشاركة أكثر من 30،000 طالب يتلقون الدروس الفقهية والأخلاقية وعقدية عبر 45 يوماً".
وأضاف: "اكثر1128 أستاذا ومعلما قرآنيا يشرفون على تدريس الطلاب في 612 مسجدًا وحسينيّة، موزعة على 22 قضاء و20 ناحية من محافظات النجف الأشرف والديوانيّة وواسط وميسان وكركوك وصلاح الدين".
واكد الميالي على: ان "ملاكات المعهد هذا العام طوّرت الوسائل التعليميّة لتوسعة الفائدة من الدورات، واعتمدت آليّات جديدة في تقديم الدروس، وأضافت فقرات ترفيهيّة كالألعاب الجماعيّة وغيرها؛ لتوفير فسحةٍ مناسبةٍ للطلّاب للترويح عن أنفسهم".
فيما بين مدير وحدة النشاطات القرآنية في المعهد الأستاذ زيد مدوحي: ان "أكثر من 8000 طالب التحق بالدورات القرآنية في النجف الاشرف، بإشراف أكثر من 270 أستاذاً ومعلماً قرآنياً".
وتابع: "أكثر من 130 مركزاً بين حسينية ومسجد ومضيف استقبلت البراعم القرآنية في النجف الاشرف، توزعوا على مركز وأطراف المحافظة مع التركيز على المناطق البعيدة".
ويتميز معهد القرآن الكريم في النجف الاشرف بمبادراته القرآنية الهادفة الى تطوير الأداء الإداري للدورات الصيفية بشكل عام، وذلك عبر اطلاقه برنامج نافذ البصيرة القرآني الأول في العالم الإسلامي.
والبرنامج الذي يعد سجل سيطرة متطور الكتروني يدخل العمل بتجربة أولى الى النخبة الحالية من الدورات القرآنية، واثبتت فعاليته في سجل الحضور بالنسبة للطلبة والأساتذة ومباشرة الدورات اليومية، وبهدف ضمان جودة التعليم في الحلقات القرآنية.
ويعلق عليه مدير معهد القرآن الكريم في كربلاء الشيخ جواد النصراوي: ان "كل مشروع مهم يحتاج إلى ديمومة واستمرارية وتحديث مستمر لكل آلياته ومناهجه وأساليبه، ومن بين الآليات التي حُدّثت وفقًا لمتطلبات العصر والحداثة الإلكترونية الجديدة هو تطبيق نافذ البصيرة".
ويضيف: "التطبيق يسهل عملية المتابعة المستمرة للدورات القرآنية الصيفية المنتشرة في أقضية المحافظات ونواحيها ومساجدها وحسينياتها المشتركة ضمن المشروع".
في حين أشار مدير المعهد في النجف الاشرف السيد مهند الميالي الى: أنّ "التطبيق سيتمثل بإدارة مشروع الدورات القرآنية الصيفية بشكل دقيق، عبر المتابعة والأرشفة لبيانات الأساتذة والطلبة بشكل مفصّل، فضلًا عن أرشفة بيانات المشروع كافة، وتحليلها بشكل دقيق؛ لاستكشاف نقاط القوة من أجل التركيز عليها، ومعالجة نقاط الضعف وإيجاد حلول ناجعة لها".
موضحا: "التطبيق سيقدم رؤية إجمالية لإدارة المعهد أو الفرع حول تفاصيل الدورات، كون المشروع يقام في وقت واحد، وفي أماكن وأقضية ونواحٍ متعددة وبعيدة، قد يدخلها النشاط القرآني لأول مرة، فجاء التطبيق لتسهيل عملية وصول الإدارة إلى بيانات تلك الدورات، وتفاصيلها".
والتطبيق يعد الأول من نوعه، إذ يتكون من ثلاث محطات: الأولى لدى الأساتذة متوفر على متاجر الاندرويد ونظام الايفون، واخرى متوفرة في المعهد، والمحطة الأخيرة لدى إدارة المعهد، إضافة إلى ذلك التطبيق قابل للتحديث السنوي وتطوير ادائه، وللتعرف على التطبيق استضاف معهد القرآن الكريم في النجف الاشرف رؤساء التشكيلات القرآنية من المعاهد التابعة للنجف الاشرف.
محافظة بابل
الى ذلك.. تستعد محافظة بابل لاحتضان الدورات الصيفية عبر 5 محاور بالاتجاهات الأربعة منطلقة من مركز المحافظة والتركيز على المناطق الريفية لبث التعاليم الدينية فيها للفئات العمرية المختلفة من طلبة المراحل الابتدائية والمتوسطة.
وبين مدير فرع المعهد في بابل السيد منتظر المشايخي: أن "المجمع العلمي للقرآن الكريم وفّر كافة الامكانات والاحتياجات لأجل إنجاح المشروع الفقهي والعقائدي والأخلاقي، المتمثل بالقرآن الكريم وتعلمه والحفاظ على الموروث السماوي".
وأضاف: "أعدت العُدة لتمكين 10.000 تلميذ وطالب من تلاوة القرآن الكريم وفهم معانيه وتعلم قراءته الصحيحة بمشاركة أكثر من 400 شخص، توزعوا على كافة مساجد وحسينيات المحافظة شمالها وجنوبها شرقها وغربها ومركزها بواقع أكثر من 350 محطة قرآنية".
وتابع: "هذه الخطوة تحقق الموازنة بين الدراسة الأكاديمية والدراسة الفقهيه، وهو الواجب الذي تبنته العتبة العباسية المقدسة في تعليم أبنائنا منهج القرآن الكريم وسيرة وعلوم أهل البيت (عليهم السلام)، وإن تشكيلات المجمع العلمي للقرآن الكريم متواصلة في عقد محاضراتها الفكرية والعقائدية والمسابقات الفرقية والمحافل الإيمانية على مدار 12 شهرًا دون توقف".
مبينا: "ما نسبته ٩٠٪ من المعلمين في مشروع الدورات القرآنية الصيفية هم من خريجي المعهد، الأمر الذي سهل كثيراً اتساع المشروع في عموم مناطق محافظة بابل، وما تبقى من أساتذة هم من طلبة العلوم الدينية الذين استقطبهم المعهد للتعليم في هذا المشروع المهم".
ومن جهته قال الطالب في دورات منطقة السياحي منتظر كريم: ان "الدورات الصيفية تعلمنا حب كتاب الله تعالى وحب اهل البيت (عليهم السلام)، ونحن ننتظرها بشغف كل سنة، وهذه المشاركة الثانية لي مع الدورات القرآنية".
وأضاف: "نستفيد من هذه الدورات في تعلمنا الوضوء والصلاة، والفرق بين المنجسات والمطهرات، بالإضافة الى المستحبات من الأعمال الدينية، واحياء المناسبات الدينية".
العاصمة بغداد
العاصمة بغداد هي الأخرى توسعت دائرة استقبال طلبة الدورات بأقضيتها ونواحيها وتكثيف جهود المعهد في المحافظة بهدف اكتشاف المواهب القرآنية داخل الدورات المتوزعة على جانبي الكرخ والرصافة.
فقد بيّن مدير معهد القرآن الكريم فرع بغداد الأستاذ نبيل الساعدي: ان "مشروع الدورات الصيفية استقبل هذا العام أكثر من 10,000 طالب، في عموم مناطق بغداد، موزعين على أكثر من 200 مسجد وحسينية".
وأضاف: "حرصنا على إشراك فئات متعددة من المجتمع في تقديم الدروس للطلبة، فمنهم موظفون، وأساتذة جامعات، وأطباء، ومهندسون، وفضلاء من السادة والمشايخ في الحوزة العلمية، وغيرهم كثير، بلغ عددهم أكثر من 350 أستاذاً من مختلف شرائح المجتمع".
مؤكداً على: أن "الهدف من هذه الدورات هو إعداد جيل من الطلبة وفق نهج الثقلين الشريفين من حيث الفقه والعقيدة والسيرة والتعاليم الدينية".
وتلحق الدورات الصيفية رزمة من الجولات التفقدية لاحتياجات الطلبة ومقترحات الأساتذة؛ لضمان سير العملية التربوية الدينية بانسيابية تامة، وتوفير الوجبات البينية من المرطبات والعصائر والحلويات.
لم تقتصر الدورات القرآنية الصيفية التي يُقيمها معهد القرآن الكريم فرع بغداد التابع للمجمع العلمي للقرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة، على مناطق مركز محافظة بغداد، بل امتدت لتشمل أطراف العاصمة وأقضيتها ونواحيها والقرى والأرياف.
إذ يستفيد من هذا المشروع نحو 4,000 طالب، في قضاء النهروان، والمدائن، وقضاء الحسينية، وعدد من القرى والأرياف الواقعة في أطراف المحافظة.
وقال والد الطالب مصطفى علي كاظم: "أفرحني كثيراً ما لاحظته من تغييرات كبيرة على أداء وسلوك ولدي من حيث المعلومات القرآنية والعقائدية والأخلاقية التي اكتسبها بفضل هذه الدورات".
وأضاف: "مدى استفادة ولدي من الدورات القرآنية الصيفية التي تقيمها العتبة العباسية المقدسة كبيرة جداً؛ كونها لا تقدم دروساً دينية فقط، بل لاحظت حرص الأساتذة فيها على استخدام أساليب تسهم في بناء شخصية الطفل بناءً قويماً من جميع الجوانب".
ذي قار
معهد القرآن الكريم في ذي قار وبالتنسيق مع مساجد وحسينية المحافظة لاستقبال أكثر من 3200 طالبة، وذلك بإشراف أكثر من 120 أستاذاً ومعلماً للقرآن الكريم، والفقه، والعقائد، والسيرة، والآداب الإسلاميّة.
وانتشرت مراكز الدورات الصيفية في المحافظة في مركز مدينة الناصرية وأقضيتها، البطحاء، وسيد دخيل، والغراف، وقلعة سكر، والرفاعي، والنصر، والشطرة، والمناطق المجاورة لها.