أهالي مدينة كربلاء يُكرمون العتبة العباسية المقدسة لجهودها المميزة

23-07-2024
محمد عرب
شهدت العتبة العباسية المقدسة احتفالية مميزة لتكريمها من قبل أهالي كربلاء المقدسة متمثلة بأطرافها واصنافها وهيئاتها، الذين توافدوا إلى الصحن العباسي الشريف تقديراً لجهودها المباركة في خدمة زائري المدينة المقدسة وإحياء مناسبات أهل البيت (عليهم السلام).
وحظيت الاحتفالية حضور الأمين العام للعتبة المقدسة السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين (دام تأييده)، ومدير مكتب المتولي الشرعي للعتبة المقدسة، واعضاء مجلس إدارة العتبة المقدسة، ورؤساء ومعاوني اقسام العتبة المطهرة، بالإضافة الى الحضور الواسع من شخصيات ووجهاء أهالي كربلاء.
واستهل الحفل بآيات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة العتبة العباسية المقدسة القاها الأمين العام للعتبة المطهرة السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين (دام تأييده) وجاء فيها:
"كلّنا يعرفُ ويؤمن بأن الله تعالى أعدّ لزوّار الإمام الحسين (عليه السلام) من الشرف والكرامة ما لا يعدله شيء من هذه الدنيا الزائلة، ومن الجَاهِ الوجيه والمنازل الرفيعة التي يتنافس عليها العارفون بها، وأن الأئمّة المعصومين (عليهم السلام) وعدوا زوّار الإمام الحسين (عليه السلام) وخدّامه، بأنّهم سيكونون متعلّقين بهم في الجنة، يدخلون مدخل أهل البيت ويردون موردهم، أو يكونون معهم".
مبيناً: "هذا عن الأجر الأخرويّ الذي هو غاية الغايات، أمّا الأجر الدنيوي، فكلّ الخدّام الكرام عرفوا واقتنعوا بأن لخدمة الإمام الحسين (عليه السلام) آثاراً وفيوضات إلهية، لا يلمسها إلّا من تطوّع لهذا العمل".
مضيفاً: "أيّها الحضور الكريم حين نلتقي مع كوكبة طيبةٍ ممّن خدموا الإمام الحسين (عليه السلام) بإخلاص، فإن لقاءنا هذا مبارك حتماً؛ لأنّه في درب الإمام الحسين (عليه السلام)، ومن أجل القضية الحسينية التي بقي بها الإسلام خالدًا".
وتابع: "أشعر بالاعتزاز والفخر في كلّ مرةٍ ألتقي فيها بأعيان المدينة، من أصحاب المبادئ، ومن المتمسّكين بنهج الإمام الحسين (عليه السلام) أبناء مدينة كربلاء، وعشّاق الإمام الحسين (عليه السلام) في كلّ زمانٍ ومكان".
وأكد الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة على: "أيّها الإخوة فإنّنا عندما نجتمع مع خدّام الحسين (عليه السلام) نكون في صميم إحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام)، وذلك لارتباط خدّام الإمام الحسين (عليه السلام) بالقضية الحسينية؛ لأنّهم عندما خدموا القضية الحسينية إنّما خدموها من أجل ديمومة المبادئ التي رسّخها سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، فقد آثروا الخدمة على الراحةِ والبقاء في البيت لينالوا بها خير الدنيا والآخرة، ومثلما عرفوا هم ذلك فقد عرف الناسُ ذلك أيضاً، فالناس باتت تعرف أن خدّام الإمام الحسين (عليه السلام) الحقيقيّين هم الأحسنُ أخلاقاً؛ لأنّهم المقتدون بأخلاق الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه، وهم المتواضعون الملتزمون بالآداب والسنن النبويّة، المتّصفون بالوجاهة والتقدير والكرامة".
لافتاً إلى: "هم المحزونون قلباً وقالباً وقلوبهم نظيفة من الغلّ والحسد والحقد، اللهم اجعلنا من خَدَمة وخدّام الإمام الحسين (عليه السلام)".
وأشار آل ضياء الدين: "إن الله سبحانه وتعالى خصّ زوّار الإمام الحسين (عليه السلام) بأن لهم من الفضل ما يعجز اللسان عن ذكره، كذلك جعل خدمة الإمام الحسين (عليه السلام) من العبادات؛ لأنّ النية فيها هي القرب إلى الله تعالى، وكي تكون الخدمة رفيعة جعل أوّل الخدم هم الملائكةُ الموكلون بالقبر الشريف، وجعل لمن يخدم الإمام الحسين (عليه السلام) منزلةً يغبطه عليها الناس، وجعل له شرفاً وكرامة".
واختتم الأمين العام: "هنيئاً لكم هذا الدرب الخالد وتلك الحياة الكريمة، وهذه العاقبة، وهنيئاً لمدينتنا المقدّسة بكم يا خدّام الإمام الحسين (عليه السلام)، وأخيراً نشكر كلّ من حرص على إحياء أمر خدّام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام)".
وتلت كلمة الأمانة العامة للعتبة المقدسة، كلمة لأهالي كربلاء المقدسة القاها الشاعر الحسيني حيدر المعلم الكربلائي وجاء فيها: "باسم أهالي كربلاء المقدسة متمثلة بأطرافها واصنافها وهيئاتها نتقدم بوافر الشكر والامتنان وبكل معاني المحبة والتقدير الى خدام باب الحوائج وقمر بني هاشم أبي الفضل العباس (صلوات الله عليه)؛ لما أبدوه من تفانٍ عالٍ وجدية واضحة وصدق وإخلاص في خدمة شعائر سيد الشهداء (صلوات الله عليه) وبذل الغالي والنفيس من اجل إنجاح التعاون المشترك بين أبناء المدينة والعتبات المقدسة".
وأضاف: "للحق نقول لقد وجدنا الاخوة الافاضل في العتبة العباسية المقدسة في كافة الشعب والاقسام على أهبة الاستعداد في مد جسور التعاون وإعطاء الوقت الكافي والجهد الكافي والدعم الكافي لكافة برامج أهالي كربلاء، وليس هذا بغريب فقد اثبتت المواقف ان أبناء المدينة هم اليد الضاربة للمرجعية الدينية العليا كما انهم قدموا الشهداء والقرابين من اجل ان تبقى هذه القباب الشامخة وهذه المنارات العالية".
وأشار إلى: ان "الانتماء للشعائر الحسينية هو جزء لا يتجزأ من الحفاظ على الهوية كربلاء وتراثها والحفاظ على النسخة الاصلية من الدين الإسلامي الأصيل، ولم نجد أقرب من هذا الطريق للحفاظ على قدسية هذه المدينة ان احياء امر اهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين) في الافراح والاتراح من مظاهر الالتزام بقدسية كربلاء، اذ اننا نطرح ما قاله الائمة الاطهار (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين) وما قاموا به عبر هذه المناسبات، وطالما تحدثنا عن قدسية كربلاء نجد من المناسب ان نعرج على هذا الموضوع ولو قليلا؛ لأننا نعتقد ان كربلاء اليوم امام تحدٍ كبير وخطير واستهداف واضح ومقصود، ونقول بضرس قاطع ان قدسية كربلاء في خطر كبير ومن جميع الجهات المعادية من الداخل والخارج التي تريد الإطاحة بشرف هذه القدسية وذلك من خلال التحلل الخلقي الذي نراه في بعض مواقع التواصل الاجتماعي والظواهر الاجتماعية المنحرفة والهجرة العشوائية والعادات والتقاليد السيئة والثقافات الدخيلة، وكل هذه العناوين سيئة الصيت اجتمعت اليوم لتحارب قدسية كربلاء، ولا نستطيع ان نقف مكتوفي الايدي من دون ان نضع النقاط على الحروف ونسمي الأشياء بمسمياتها، ومن هنا نقول وباختصار على محافظ كربلاء وحكومته المحلية ان تفعل وبشكل ملموس ومستمر قانون قدسية كربلاء، وان لا نكتفي في بعض المواقف في بعض المواسم فكربلاء مقدسة ما بقي الليل والنهار".
وأوضح المعلم: "نرجو من وكلاء المرجعية المباركة المتمثلة بأية الله العظمى المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) ان يبذلوا المزيد من الجهد من اجل استنهاض الهمم بالارتقاء والارتفاع بمستوى هذه المسؤولية، ولقد انتشرت في الآونة الأخيرة وفي البيوت العشوائية مظاهر وظواهر لا تسمح قدسية المكان الذي نحن فيه ان نتحدث عنها".
وتابع: "لابد من وقفة لأطراف وهيئات كربلاء وهم السباقون دوماً في المواقف الحاسمة ومساندة وكلاء المرجعية المباركة والحكومة المحلية في قراراتهم التي يقررونها من اجل هذا الامر، وهذا عين ما دعا اليه سيد الشهداء (عليه السلام) في نهضته الخالدة".
منوهاً إلى: "نطالب العشائر العراقية الاصيلة في كربلاء المقدسة ان يكون لها دورا رياديا في متابعة وملاحقة هذه التصرفات السيئة، وان لا تكون العشائر وحاشاهم غطاءً لبعض المتمردين والسيئين، ولابد من اعلان البراءة من الافراد والجماعات الذين يسيئون الى سمعة عشائرهم رجالاً ونساءً".
مختتماً: "اننا عازمون على متابعة كل ما يتعلق بقدسية كربلاء وكما قدمنا قوافل الشهداء في الماضي، سنقدم قوافل الشهداء من اجل لا يسيء أحد الى سمعة مدينتنا الفاضلة، وهنا لا يسعنا الا ان نكرر الشكر والتقدير الى خدام العتبة العباسية المقدسة في هذا المرقد المطهر".
تلتها فقرة التكريم، إذ كرم الأهالي الأمانة العامة للعتبة المقدسة والاقسام بدروع نقشت عليها كلمات الشكر والعرفان، قدمت خلالها هيأة الفاضلية كتيبة مخطوط عليها عبارة (عباس نحن بحماك).
وعلى هامش التكريم تحدث الأمين العام للعتبة المقدسة السيد مصطفى مرتضى ال ضياء الدين قائلاً: "من دواعي سرورنا حضورنا في هذه المناسبة المباركة هي تكريم اهالي مدينة كربلاء المقدسة، خدام الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس (عليهم السلام) ولسماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد حمد الصافي (دام عزه) وكيل المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف، والى الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة واقسامها؛ لما قدموه ويقدمونه لخدمة المواكب الحسينة والهيئات والاصناف والأطراف في هذه المدينة المعطاءة، وهذا هو واجب خدام أبي الفضل العباس (عليه السلام) وسبب وجودهم في العتبة المطهرة هو خدمة الزائرين الكرام الوافدين الى كربلاء المقدسة في الزيارات المليونية وليالي الجمعة وكافة المناسبات الدينية".
وتابع حديثه بالقول: "هذا التكريم من خدام الامام الحسين (عليه السلام) له اعتزاز كبير ومنزلة رفيعة عند خدام المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام)؛ لما يمثله من ارتباط وثيق بين أهالي كربلاء المقدسة والأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة".
ومن جانبه قال الاستاذ ليث حمد الكشوان احد وجهاء كربلاء: "لتقدم بالشكر الجزيل والثناء الجميل للعتبة العباسية المقدسة ابتداءً من سماحة المتولي الشرعي السيد احمد الصافي (دام عزه) والأمين العام للعتبة المقدسة السيد مصطفى ال ضياء الدين (دام تأييده) وجميع ملاكات العتبة المقدسة على ما قدموه لكربلاء المقدسة من خدمات وتعاون مستمر".
وأضاف: "ما شاهدناه خلال السنوات السابقة من اعانة وخدمات قدمتها العتبة المقدسة في جميع المناسبات الدينية تعد فخراً لكربلاء ولأهاليها الكرام".
وتابع: "نشكر العتبة العباسية على حفاوة الاستقبال والضيافة، وندعو الله ان يأخذ بأيديهم لكل خير".