الفرح والحزن في محنة لقاء (وسيلة وسلمان) بحفل تخرج طلبة جامعات العراق

22-07-2024
عدي المختار
لم يدر في خلد الاب الجنوبي المقاتل (سلمان احمد ٥٠ عاماً) أنه سيستعيد ذكرياته العصيبة في كربلاء المقدسة مجدداً بعد ان وجهت له الدعوة لمرافقة ابنه البكر في الحفل المركزي لتخرج طلبة جامعات العراق دفعة (على هدي القمر) بنسخته الرابعة، والتي نظمت تحت شعار (من أرض كربلاء يُثمر العطاء)، وهو ضمن مشروع فتية الكفيل الوطني التابع لقسم العلاقات العامة في العتبة العباسية المقدسة، وبمشاركة أكثر من (4500) طالب من (54) جامعة عراقية (حكومية وأهلية)، ليقف وجهاً لوجه مع ذاكرته المحاربه التي استفزتها السيدة (وسيلة علوان ٤٩ عاماً) القادمة من الموصل مع ابنها في ذات الحفل، وما أن وقف امامها وسمعت صوته بكت وابتسم هو بوجع.
ذاكرته المحاربة
كانت ليلة ماطرة تلك التي تلقى فيها الفوج الذي ينتسب له المقاتل (سلمان احمد) اشارة للتوجه فوراً الى احدى قرى محافظة الموصل لانقاذ احد العوائل المحاصرة من قبل عصابات داعش الاجرامية، وصل الفوج المكلف الى المكان ودارت مواجهات دامت لاربعة ساعات اندحرت بها داعش وهرب الاخرون من المكان، فتولى سلمان ومن معه مهمة اجلاء العائلة التي تم تفخيخ الجدار الخارجي لبيتها، طلب من العائلة الانتظار حتى يكمل سلمان ومن معه عملية تفكيك العبوات المحيطة بالدار، وتم ذلك خلال ساعات، وتم اجلاء العائلة بالكامل، وبقي فقط اجلاء سيدة الدار ولذلك تطوع سلمان للمهمة فدخل الدار ومع خروجه مع السيدة كانت ثمة عبوة خفية جانباً انفجرت في المكان الا ان العملية تمت بنجاح، هذه الحادثة مرت كشريط بسرعة البرق عليه وهو يقف امام تلك السيدة ذاتها.
سنوات التضحية
لم تغير تلك الحادثة من قدر الابوين فقد بقي سلمان وفياً لوطنه وعائلته في ان يجد ويجتهد كي ويواصل جهاده في عائلته ليواصل ابناؤه ذات الدرب في خدمة الوطن، ومثله السيدة وسيلة التي بذلت كل جهدها كي تعيد ترميم تلك العائلة وترسم ملامح جديدة لمستقبلها، حتى وقف الاثنان في موسم حصاد ما زرعوا من ثمر في حفل تخرج ابنائهم في كربلاء المقدسة.
لحظة فارقة
وقف المقاتل سلمان وابنه أمام السيدة وسيلة وابنها واستعادوا تلك الذكريات بالفرح والدموع وهم يقصون لولديهما تلك اللحظات وحينما حان موعد مراسيم الحفل كان الحزن يشتد بتجاعيد وجهيهما المبكر حتى استدلوا لوجع بعضيهما فسرد لها كل ماجرى في مراسيم الحفل؛ لان الحادثة تلك قد غيبت بصرها، وحينما حان موعد ترديد القسم وقفت هي بالنيابة عنه مع عوائل الطلية للمشاركة في ترديد القسم؛ كونه قد فقد ساقيه في تلك الحادثة، فيما الابناء ينظرون لهم بفرح وهم يهدون نجاحهم لعيون وكفي ابي الفضل العباس (عليه السلام) اللتين فقدهما في واقعة الطف آنذاك.