"بالتكليف أكون رجلًا رساليًّا".. حفل التكليف الشرعي لمجموعة طلاب مدارس العميد ينطلق بنسخته الرابعة
22-05-2024
هيأة التحرير
بمشاركة أكثر من خمسمائة طالب، أطلق قسم التربية والتعليم العالي في العتبة العباسية المقدسة، فعاليات حفل التكليف الشرعي السنوي بنسخته الرابعة لطلاب مجموعة مدارس العميد التعليميّة (للبنين) من المرحلة المتوسطة، ممن بلغ 15 عامًا قمريًّا، بحضور الأمين العام للعتبة المقدسة السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين، ونائبه المهندس عباس موسى أحمد، وعدد من أعضاء مجلس إدارتها ورؤساء أقسامها ومسؤوليها، وشخصيات رسمية، إضافة إلى أهالي الطلبة.
الحفل احتضنته ساحة مجمع العميد التعليمي، وجاء تحت شعار (بتكليفي أكون رجلًا رساليًّا)، بمشاركة نحو (500) طالب، بعد استعدادات دامت لشهور عديدة.
ويعد الحفل ضمن المحافل الهادفة التي تقيمها العتبة المقدسة، وهو رسالة ناصعة البياض الى المجتمع الكربلائي بصورة عامة، والى طلاب وعوائل مجموعة مدارس العميد التعليميّة بصورة خاصة.
وتضمنت فعاليات الحفل عدة فقرات فنية وإنشاديه متنوعة، وعرض فديوي توضيحي عن استعدادات الحفل، بالإضافة الى عرض فيلم قصير عن التكليف الشرعي.
مستهلاً بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم بصوت الطالب علي أسامة الكربلائي، تلتها قراءة السورة المباركة الفاتحة ترحّمًا على أرواح شهداء العراق الأبرار، ومن ثم الاستماع إلى النشيد الوطني وأنشودة العتبة العباسية المقدسة (لحن الإباء).
والقى معاون رئيس قسم التربية والتعليم العالي في العتبة العباسية المقدسة، الدكتور حيدر الأعرجي كلمة في هذا الحفل البهيج، وجاء فيها:
"إننا أمام طريقين: طريق خير وطريق شر ولكي يهتدي الإنسان لطريق الخير لابد من تكليف يكلّف به فالتكليف هو طلب ما فيه كلفة أو مشقة فيصدق بمعناه العام على جميع أنواع التكليف، فالطالب والموظف أو العامل، كل منهم مكلّف من جهة مختصة للقيام بما كلف به، من الالتزام وتحمل المسؤولية والتكليف بمعناه الشرعي هو: إلزام المكلف بمقتضى خطاب الشرع".
وأضاف: "التكليف تكليفان، تكليف يوجبه العقل وهو النظر في الأصول وإدراك النعم والبحث عن واهبها والمغدق بها لكي يشكر، فالعقل يوجب شكر المنعم والامتثال له".
وتابع الأعرجي: "التكليف الثاني يوجبه الشرع فبعد المعرفة بالأصول وطلبًا لشكر المنعم لابد من تكليف للعمل بالفروع وبذلك يكون التكليف هو زمن الدخول في رحاب طاعة الخالق المنعم وشكره".
وأشار معاون رئيس القسم الى: "رسالة العتبة العباسية المقدسة والتي تريد إيصالها عبر قسم التربية والتعليم العالي فيها هي أن العلم بلا أخلاق كالجسد بلا روح، فإذا كانت الأوطان تبنى بالعلم فهي تبقى وتحيا بالأخلاق وتتجسد الأخلاق بعدم مخالفة الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، ولأجل عدم المخالفة لابد من العمل بالتكليف ولا بد أن نهدي أبناءنا طريقًا مضاءً مليئًا بالعلامات الإرشادية والتحذيرية نهايته النجاح والفلاح لا طريقًا مظلمًا نهايته الخسران والضياع".
موضحا: "يؤكد أهل البيت (عليهم السلام)على عدم اقتصار تربية الأولاد على الأبوين فحسب، بل هي مسؤولية اجتماعية تقع أيضًا على عاتق جميع أفراد المجتمع فيقول الاِمام الصادق (عليه السلام): «أيّما ناشئ نشأ في قوم ثمّ لم يؤدّب على معصية، فإنّ الله (عز وجل) أوّل ما يعاقبهم فيه أن ينقص من أرزاقه».
مستشهدا: "الإمام (عليه السلام) يحدّد المسؤولية الجماعية عن التربية الحسنة، ويكشف عن الترابط القائم بين التربية والتعليم، وبين موجبات إدرار الرزق وحبسه".
الى ذلك تضمن الحفل عرضًا فديويًا عن بدايات الحفل وفكرته، بالإضافةً إلى هدف القسم من تنظيمه، وعرض مقابلات فيدوية مع بعض الطلاب المكلّفين وأساتذتهم، والاستعدادات التي شملها الحفل والبرامج التي تمّت للتهيئة له.
كما تضمن أيضا فعاليات قدمها عدد من الطلبة المكلفين المحتفى بهم، كما شهد فقرات فنية وإنشادية أخرى.
بعدها بدأ الطلبة المشاركون في الحفل بالتوافد الى المنصة الرئيسة بتنظيم عال، حاملين وشاح التكليف الذي تضمن عبارة (بالتكليف أكون رجلًا رساليًّا)، وشهد الحفل تفاعلًا وتشجيعًا من عوائل المكلفين المتواجدين في ساحة مجمع العميد التعليمي.
واختتم الحفل بنسخته الرابعة بأداء نشيد التكليف الشرعي الذي أداه جميع الطلبة المكلَّفين المحتفى بهم وسط أجواء ابتهاجية، وهم يرتدون وشاحه، ويحملون كتاب الله العزيز القرآن الكريم.
من جهته أشار مدير عام مديرية التربية في محافظة كربلاء المقدسة السيد عباس عودة السلطاني الى: "مشروع حفل التكليف الشرعي للبنين أو للبنات يعد من المشاريع الرائدة، واليوم نجني ثمار عمل السنوات الماضية سواء كان على مستوى المدارس الحكومية أم مدارس العتبة العباسية المقدسة".
وأضاف: "حفل التكليف له أثر في معرفة المكلف أمور دينه، وله معان ودلالات كثيرة في نفوس المكلفين سواء للبنين أم للبنات، ومعرفة معنى التكليف والمسار الذي سيسيرون عليه وأصول دينهم ومعرفتهم بجميع الأمور التي تجعل هذا الشاب أو الشابة يسيرون في الاتجاه الإسلامي الصحيح، وبالتالي جنينا ثمرة كبيرة تأثيرها يستمر على جميع المجتمع".
وبدورهم أعرب أولياء الأمور الطلبة المشاركين في الحفل عن شكرهم وتقديرهم للجهود التي تبذلها العتبـة العباسية المقدسة على الصعيد التربوي.
مشاعر الأهالي والطلبة
قال ولي أمر الطالب حسنين صاحب: "نقدم الشكر الجزيل للعتبة العباسية المقدسة لإقامتها وتنظيمها حفل التكليف الشرعي لطلاب مجموعة مدارس العميد التعليميّة (للبنين)".
مشيرا إلى: "للحفـل مـردود جيد على تربيـة وتهيئـة الطالب المكلف في حياته".
ثم تحدث ولي امر الطالب عباس زكى عبد الستار: "هـذا الحفل نراه مبادرة دينية وارشادية وأخلاقية وثقافية رفيعة المستوى؛ لكونها ستنقل اولادنا المكلفين من مرحلة الى مرحلة أخرى أفضل في حياتهم المستقبلية وتشعرهم بتحمل المسؤولية وإدراك حقوقهم وواجبات في جميع الأمور منها الدينية والاجتماعية وأخرى".
وقال ولي الطالب حسن أحمد صادق: "منذ دخول أبنائنا لمجموعة مدارس العميد التعليمية لاحظنا الحرص الكبير عليهم لتعليمهم المبادئ السامية الصحيحة، اذ صارت المدرسة شريكاً أساساً في تربيتهم بالإضافة الى التربية التي يتلقونها في البيوت".
وتابع: "إنّنا نفتخر بانتماء أبنائنا لهذه المجموعة؛ لما تقدمه من جهود جبارة"، واشار إلى: "حفل التكليف يشعرنا بالبهجة، ويبين مدى اهتمام العتبة العبّاسيّة المقدّسة بهذه الشريحة المهمة التي تمثل الجيل القادم لبناء العراق".
ومن جهته تحدث الطالب علاء عبد السادة نعيم من ثانوية سيد الماء للبنين التابعة لمجموعة مدارس العميد التعليمية: "أتقدم بالشكر والثناء للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ولمجموعة مدارس العميد التعليمية ومن ضمنها ملاكات مدرستنا التدريسية والفنية والإدارية على الاهتمام بنا في جميع الجوانب".
وأضاف: "تعد هذه المبادرة من المبادرات النوعية والجميلة ولها بصمة في أنفسنا، ولها قيمة عالية بالنسبة لنا ولعوائلنا".