تمور الكفيل.. حكاية عطاء تثمر من قلب كربلاء

18-04-2024
محمد عرب
في كربلاء تنسج حكايات العطاء بأحرف من نور، وتزهر ثمار الخير على أيدي أبناء هذا البلد المخلصين، ومن بينها يبرز "معمل تمور الكفيل"، بثماره الطيبة التي أينعت من شجرة العطاء المباركة للعتبة العباسية المقدسة.
وينتج معمل تمور الكفيل التابع لشركة الكفيل للاستثمارات العامة، أصنافاً وأنواعاً مختلفة من التمور العراقية النادرة، لرفد الأسواق المحلية وتصدير الفائض منها للخارج.
وقال مدير المعمل المهندس مشتاق عبد الجليل: إن "العتبة العبّاسية المقدّسة أولت اهتماماً كبيراً بالجانب الزراعي، وأنشأت مزرعة الساقي التي تحتوي على أصناف متعدّدة من النخيل، ولجأت فيما بعد إلى إنتاج معملٍ لتعبئة وتغليف التمور في نفس المزرعة".
وأضاف: "يتألف المعمل من خمسة خطوط إنتاجية، اثنان منها رئيسان وثلاثة فرعية، والخطّان الرئيسان يتكوّنان من خطوط إنتاج عجينة التمر فئة (1 كيلوغرام)، و(5 كيلوغرام)، كذلك خطّ إنتاج التمر المكبوس".
مبينا: "المعمل يُنتج أصنافاً متنوّعة من التمور العراقية الأصيلة وهي (البرحي، الخستاوي، الشكر، الخضراوي، شوثي أصفر، مير حاج، عمراني، مكتوم مندلي)، التي تُعدّ من الأصناف المميّزة".
وتابع: "خط العجينة (الفاكيوم) يمرّ بمراحل متعدّدة تبدأ بمرحلة تجهيز التمر، ثم يمرّ بمرحلة (الغسيل) ثم مرحلة (التعقيم) بتعريضه لدرجة حرارة معينة، وبعدها مرحلة (نزع النواة)، لتأتي بعدها مرحلة (العصر)، ثمّ ينتقل إلى ماكينة الإنتاج".
وأشار المدير إلى: أن "المعمل يحتوي على مكائن متطوّرة تُنتج في الساعة الواحدة (600) كيلو من عجينة التمور فئة (1 كيلوغرام)، وأكثر من (طن واحد) من عجينة التمور ذات فئة (5 كيلوغرام)".
وأردف: "أمّا خطّ الإنتاج الثاني فهو يمرّ بالمراحل نفسها، ثمّ يعبّأ بماكنة خاصّة تُنتج (1200) كيلوغرام في الساعة الواحدة، وهذان هما الخطّان الرئيسان اللذان يتكوّن منهما المعمل".
وحول فكرة إنشاء المعمل أوضح عبد الجليل: أن "تصدير التمور إلى الخارج كان يتمّ عبر تعبئتها وتصديرها دون المرور بتلك المراحل، الأمر الذي استدعى فكرة وجود معمل لتعبئة التمور وتغليفها في البلد نفسه، لأجل تفعيل الصناعة العراقية، وقد أولت العتبة العبّاسية المقدسة اهتماماً بالغاً في هذا الجانب".
وذكر مدير المعمل المهندس مشتاق عبد الجليل: إن "المعمل صدّر إلى دولة مصر حوالي (60) طناً من عجينة التمر فئة (5) كيلوغرام، فضلاً عن توزيعها عبر مراكز الكفيل الموجودة في المحافظات كافة، وستكون ضمن السلّة الرمضانية المتاحة في تلك المراكز".