مركز الفهرسة ونُظُم المعلومات.. ندوات ودورات لدعم العلم والمعرفة في المكتبات العراقيّة

17-12-2023
علي طعمة ‏
تعد الفهرسة في العصر الحديث أحد أهم أركان المكتبة العلمية والتي تعنى بنظم المعلومات وترتيبها وفق اطر تخصصية، ولا يمكن لأية مكتبة صغيرة كانت أو كبيرة الاستغناء عنها في الوقت الحاضر؛ بسبب التدفق الفكري وثورة المعلومات، ولأن الاهتمام بالبحث العلمي ولّد حدوث فيضان هائل في الجانب المعرفي، أدى إلى نمو المجموعات في المكتبات ومراكز التوثيق والمعلومات نمواً كبيراً، وأصبح من الصعب الاعتماد على الجهد الفردي في السيطرة على هذه المجموعات، كما أن أوعية المعلومات ذاتها أخذت أشكالاً مختلفة وخرجت عن شكلها التقليدي الورقي من كتب ودوريات ونشرات وتقارير ورسائل جامعية إلى أشكال أخرى تمثلت بالوسائط الإلكترونية.
واستكمالاً لدور العتبة العباسية المقدّسة في دعم النشاط والمستوى العلمي وتطوير خبرات الملاكات التدريسيّة والجامعات بالخبرات التي تمتلكها، نظم مركز الفهرسة ونُظُم المعلومات في شعبة المكتبة التابعة لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة دورة حول التطبيقات العمليّة لتصنيف مكتبة الكونغرس، للملاكات التدريسيّة في الجامعة المستنصرية.
وقال السيّد زهير عادل عودة من المركز المذكور: أنّ "الدورة التي استمرّت لمدة ثلاثة أيّام بواقع جلستين في اليوم، تأتي استكمالاً لدور العتبة المقدّسة في دعم النشاط العلمي ورفد الملاكات التدريسيّة والجامعات بالخبرات التي تمتلكها".
وأضاف، "الدورة تهدف إلى تعزيز معلومات الملاكات التدريسية بما يتعلق بتصنيف مكتبة الكونغرس، تحضيرًا لإضافة هذه المادّة كمنهج دراسي بعد إعدادها من قبل منتسبي العتبة المقدّسة".
وواجهت المكتبات ومراكز المعلومات مشاكل كثيرة خاصة في النواحي الفنية والتنظيمية وأصبحت الحاجة ماسة إلى إيجاد وتطوير نظم وإجراءات علمية وفنية دقيقة والى ابتكار وسائل جديدة يمكن بواسطتها التحكم في المعلومات وتنظيمها وتيسير استعمالها من قبل الباحثين.
كما أصبحت المكتبات ومراكز المعلومات بحاجة ماسة إلى فهارس متكاملة ودقيقة تمكن المستفيدين منها من الوصول إلى ما يريدون بسهولة ويسر.
وبدورها قالت التدريسيّة في كلية الآداب بالجامعة المستنصرية السيدة أزهار زاير جاسم: إنَّ "الدورة تُعد باكورة للنشاطات الفعليّة بين مركز الفهرسة وقسم المعلومات وتقنيات المعرفة في الكليّة، والهدف منها مزج الجانب النظري والأكاديمي مع الجانب التطبيقي الميداني في المكتبات".
وتابعت، أنّ "زيارتنا للمركز جاءت للتشاور وتبادل الأفكار والتباحث في وضع منهاج علمي مبني على الجانب التطبيقي، للعمل على تطوير المناهج العلمية بما يتلاءم وطبيعية المكتبات العراقية، بالإضافة إلى الحاجة الضرورية للسير وفق أحدث التقنيات المعمول بها في المكتبات العالمية، ونُظُم التصنيف وقواعد البيانات وبالتالي فأن استخدام تكنولوجيا المعلومات هو الحل الأمثل لمؤسساتنا في هذه المرحلة".
ونالت الدورة استحسان المشاركين الذين عبّروا بدورهم عن شكرهم وامتنانهم للعتبة العباسيّة المقدّسة، لما لهذه الأنشطة من دور في الارتقاء بالمنهج التدريسي وتطوير تنظيم مصادر المعلومات في المكتبات العراقيّة.

وفي سياقٍ آخر واستكمالًا لسلسلة الندوات والمؤتمرات التي يعقدها المركز للتعريف بالمشاريع الهادفة ودعم العلم والمعرفة، منها مشروع البوابة العراقية للمعرفة، نظم المركز بالتعاون مع جامعة النهرين ندوة تعريفية حول مشروعي البوابة العراقية للمعرفة والملف ألاستنادي للمؤلفين العراقيين.
وقال السيد علي عبد الرضا رسول من مركز الفهرسة ونظم المعلومات التابع للمكتبة: إنّ "الندوة التعريفية تأتي اتباعاً لسلسلة الندوات والمؤتمرات التي يعقدها المركز للتعريف بالمشاريع الهادفة ودعم العلم والمعرفة، منها مشروع البوابة العراقية للمعرفة ومشروع الملف ألاستنادي للمؤلفين العراقيين الذي انطلق عام 2019 وضمّ نحو (2000) مؤلف، أمّا الآن فيضمّ أكثر من (21,000) مؤلف".
وأضاف، "بيّنا في الندوة الملف ألاستنادي العراقي الذي يختصّ بإنشاء قاعدة بيانات متكاملة للمؤلف العراقي، عبر منصة تضمّ الاسم المشهور للمؤلف وسيرته الذاتية واختصاصه ومؤلفاته، كذلك يحتوي على أبوابٍ متعددة للتعريف بمختلف المكتبات العراقيّة".
وتابع، "تطرّقنا إلى مشروع الخارطة الرقمية التي تضم المكتبات العراقية وموقعها على الخريطة، مع ذكر نبذة مختصرة عن كل مكتبة منها، تبين عدد العاملين والاختصاص وكذلك أوقات الدوام".
من جانبها قالت مديرة المكتبة المركزية بجامعة النهرين السيدة شروق فاضل: إن "الندوة جاءت لاطلاع طلبة الدراسات العليا وأساتذة الجامعة على عمل مشروعي البوابة العراقية للمعرفة والملف ألاستنادي للمؤلفين العراقيين وآلية الاشتراك بها لتحقيق الاستفادة من المعلومات المتاحة فيها".