ما إن تدخل إلى الصحن الشريف لمرقد المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام) حتى تأخذك هالة روحية أثناء الحضور داخل المرقد الشريف وتأدية مناسك الزيارة، وينعش بصرك جمالية المكان الذي يظهر بأبهى صورة وأجمل حلة، من خلال بريقه وزهوره التي تبعث في نفس الزائر الراحة والطمأنينة.
وتقف خلف هذا الجمال أياد تقدم خدمات جلية وواضحة تابعة لقسم رعاية الصحن الشريف في العتبة العباسية المقدسة، وتتمتع ملاكاته بدرجة عالية من الكفاءة، وتعمل بصورة دورية على التنظيف حيث لا تنفك هذه الملاكات عن أعمال الإدامة والصيانة اليومية الخاصة بالصحن العباسي المطهر.
وتشمل الأعمال التي يقوم بها القسم تنظيف وإدامة الصحن الشريف، فضلاً عن أعمال التبخير والتعطير، وتوفير أعداد كبيرة من المصاحف الشريفة تنظيم حركة سير الزائرين، داخل صحن المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام) من حيث الدخول والخروج، كذلك تهيئة أماكن الصلوات داخل الصحن الشريف، وتخصيص السراديب للزائرات بالكامل.
ومن هذه الاعمال هي فرش السجاد وتنظيفه ومواصفات السجاد المفروش في صحن أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وأكد القسم، وضع شروط خاصة مع المصانع حول ألوان السجاد لصحن أبي الفضل العباس (عليه السلام)، بما يتلاءم مع الطراز الإسلامي.
وبحسب معاون رئيس القسم الشيخ زين العابدين عدنان القريشي: أن "المختصين في العتبة المقدسة وضعوا شروطاً خاصّة مع المصانع، حول ألوان السجاد المفروش في أرجاء الحرم المطهر، لتكون مناسبة لطراز وبلاطات الصحن من الكاشي الكربلائي والنقوش الإسلامية".
وأضاف، أن "الألوان ونوعية السجاد اختيرت بعناية ودقة كبيرة، لتكون ملائمة مع كثرة زائري المرقد الطاهر خلال العام، ووصل اللونان الأساسيان للسجاد الأحمر والنيلي إلى العتبة العباسية مطلع العام الهجري الحالي، ويحتويان على 18 لوناً من النقوش النباتية التي تتناسب مع الطراز الإسلامي الأصيل".
وأوضح أن "ارتفاع السجادة الواحدة بلغ 1 سنتمتر، بالإضافة إلى كثافة العقد الموجودة (الشانات) داخل السجادة، التي بلغ عددها في المتر الواحد 2500 عقدة، بينما بلغت الكثافة 3000 في المتر الواحد".
"ويختلف قياس السجّاد من مكانٍ لآخر بحسب المساحة داخل الأروقة، أمّا في الصحن بلغ قياس كل سجّادة (3 × 4 متر) و (3 × 8 متر)، بينما الأبواب تم فرشها بسجّاد (كاربت) بنفس مواصفات السجاد الموجود بطول 25 متراً،" وفقاً للقريشي.
وأن مجمل الأعمال الدورية التي يقوم بها ملاك القسم مستمرة على مدار العام؛ من أجل حفظ نظافة الحرم والصحن الشريفين، وهي مستمرة على مدار الساعة ولا يتوانى منتسبو القسم عن أي مطلب لبلوغ شرف هذه الخدمة.