تحرص العتبة العباسية المقدسة على دعم المشاريع الثقافية والمعرفية والعلمية عبر فعاليات وانشطة متنوعة، وتعد مسابقة معارف التراث الفرقية واحدة من تلك المشاريع التي تهدف الى لفت انظار الشباب الى التراث الإسلامي وزيادة تمسكهم واعتزازهم به؛ كونها تسهم في الارتقاء بالواقع الثقافي للشباب.
ويشرف على هذه المسابقة قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية، والذي يسعى بجهود حثيثة على إحياء الإرث والتراث بربط الجيل الحاضر به، عبر إقامة العديد من النشاطات الدينية والثقافية خدمةً للحركة العلمية والمسيرة التعليمية والأكاديمية.
وجاء حفل تكريم الجامعات العراقية الفائزة والمشاركة في النسخة الثالثة من مسابقة (معارف التراث) الفرقية الرمضانية التلفزيونية، وتكريم الفائزين بجوائز قيمة عن طريق القرعة.
وشهد الحفل حضور أعضاء مجلس إدارة العتبة المقدسة ورؤساء أقسامها، وعدد كبير من رجال الدين والأكاديميين والإعلاميين وطلبة الجامعات.
واستهِل الحفل بقراءة آيات مباركات بصوت الطالب مرتضى سلام النوري من جامعة بغداد، تلتها قراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء، وبعدها عزف النشيد الوطني العراقي ونشيد العتبة المقدسة الموسوم بـ (لحن الإباء).
تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، التي ألقاها عضو مجلس الإدارة ورئيس هيأة التربية والتعليم فيها الأستاذ الدكتور عباس الددة الموسوي، وجاء فيها: "أن الأمانةَ العامةَ للعتبة العباسية المقدسة، دأبت منذ بداية تأسيسها على الاهتمامِ ببناء الفكرِ الإنساني، ودعم الساحة العلمية والمشتغلين فيها ماديا ومعنويا، والوقوف مع المؤسسات الأكاديمية والثقافية والمعرفية، إيمانا منها بأهميةِ العلمِ، ودوره في بناء المجتمعات الإنسانية، وتقويم سلوكِ أفرادها".
وأضاف، "وتمثل هذا الاهتمام، بإقامة المؤتمرات العلمية، وعقدِ الندواتِ البحثية، وتقديم يد العونِ لمختلف المؤسسات التي تعنى بالعلم والمعرفة، إضافة إلى افتتاح عدد من المراكز المتخصصة في مجالات علمية شتى، وبفضلِ اللهِ تعالى، وبركاتِ المولى أبي الفضلِ العباسِ (عليه السّلام)، ورعاية المتولي الشرعي سماحة العلامة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، وجهود خدام المولى، تمكنت العتبة العباسيةُ المقدسة، من تحقيق منجزات كثيرة وفريدة من نوعها، في المجالات الفكرية والثقافية، ومجالات إحياء التراث الإسلامي الثر، فضلاً عن المجالات الأخرى".
وأشار إلى، "لا يخفى على كل متتبع ومنصف اهتمامها بشريحة الشباب، لا سيما الشباب الجامعي، إذ أخذت إدارة العتبة المقدسةِ على عاتقِها، رعاية هذهِ الشريحة المهمة، وتقديم كاملِ الدعمِ لها عبر برامج متعددة وفعاليات متنوعة".
وأكمل الموسوي، "أن مسابقة معارفِ التراث الفرقية الرمضانية الثالثة، التي نظمها قسم شؤونِ المعارفِ الإسلاميةِ والإنسانية هي إحدى هذه الفعاليات المباركةِ، إذ اشتركت فيها اثنتا عشرةَ جامعة حكومية وأهلية من مختلفِ المحافظاتِ العراقيةِ، وبثت تلفزيونيا أثناء أيامِ الشهرِ الفضيلِ على قناةِ الكفيلِ وقناةِ العراقية العامة وقناة كربلاء الفضائية، وعلى عددٍ من قنواتِ مواقعِ التواصلِ الاجتماعي".
وتابع، "سجلت حضوراً لافتاً بين البرامج، وعززت من تمسكِ الشباب بهويتهم الثقافية، فهي مسابقة تراثية معرفية، تهدف إلى إحياءِ التراثِ الإسلامي ونشره، ولفت أنظار الشباب إليه، وفي الختامِ نشكر كل الجامعات المشاركة، ونبارك للفائزين الثلاثةِ الأوائلِ، ونشد على أيادي أبنائنا الطلبةِ، الذين تنافسوا وتسابقوا، ضمنَ فرق ومجموعات في رحابِ تراثِنا الإسلامي".
مختتماً، "الشكر موصول إلى رئاسة قسم المعارف، وملاكاته التي اجتهدت وبذلت جهودا كبيرة في الإعداد والتحضير والتنسيق لهذه المسابقةِ، وجزيل الشكر والتقدير إلى الأقسامِ والجهاتِ الساندة كافة، التي تكاتفت وقدمت عطاء استثنائيا، لا سيما موقع الصيانةِ والإنشاءاتِ الهندسيةِ، وقسم الإعلامِ، وقسم العلاقاتِ العامةِ، وقسم الآلياتِ، ومعهد الكفيل لتقنية المعلوماتِ، وشعبة الاتصالاتِ ومجمع الشيخ الكليني (قدس سره)".
أعقبها كلمة الجامعات المشاركة في المسابقة، وقد ألقاها بالنيابة عميد كلية الإمام الكاظم (عليه السلام) الأستاذ الدكتور عبد الجليل منشد خلف، وقال فيها: "تعد هذه المسابقة المهمة التي تسلط الضوء على تراث بلدنا الحبيب بلد الانبياء والأئمة والأولياء والصالحين (عليهم السلام)، وامتنا المجيدة المعطاء بالعلوم والمعارف وعلمائها الاعلام وتاريخها الناصع، لنستلهم منها الدروس والعبر، وننهل من المآثر الواردة عن الائمة (عليهم السلام) ونقتدي بها في سلوكنا وتعاملنا ونقلها الى الاجيال القادمة على طبق من ذهب".
وأضاف، "اطلعنا عبر هذه المسابقة على الكثير من المؤلفات المهمة وعلى شخصيات كبيرة في العلم والادب واللغة والفقه، فضلا عن التعرف على عدد من الاماكن التراثية والاسلامية وتاريخ نشأتها".
واختتم عميد كلّية الإمام الكاظم (عليه السلام) كلمته، "أتقدم بالشكر الجزيل للأمانة العامة للعتبة المقدسة ولرئاسة قسم المعارف على جهودهم المبذولة في رعاية الشباب ودعمهم واحتضانهم، ونشيد بفكرة المسابقة وآلياتها، وأن هكذا برامج ومشاريع من شأنها الارتقاء بالواقع الثقافي للشباب وبالتالي الارتقاء بواقع البلد بصورة عامة."
أما الطلبة المشاركون، فكانت لهم كلمة أيضًا ألقاها بالنيابة عنهم الطالب حسين عبد الحسين من جامعة الكوفة، وبين أن "مسابقة (معارف التراث) تمثل تجربة ثقافية وإعلامية مهمة بالنسبة للطلبة، وتعد من محطاتهم الحياتية الجميلة".
وأشار إلى، أنها "ذات فائدة كبيرة وتركت أثرًا معرفيا وعلميا مميزا لدى المشاركين كافة".

ثم جاءت مشاركة الطالب حسن ناصر من جامعة واسط بقصيدة شعرية عن بطولات حامل اللواء (عليه السلام) ومواقفه يوم عاشوراء، وتلاها عرض فيديوي عن حيثيات المسابقة وآلياتها وتفاصيل إقامتها وجوائزها وكواليسها.
ليختتم الحفل بتكريم رئاسات الجامعات المشاركة في المسابقة بدروع فاخرة، مع تكريم جميع أعضاء الفرق التي مثلّت الجامعات بشهادات تقديريّة، مع تكريم خاص للفرق الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى، إذ تمّ منح الفريق الحائز على المركز الأوّل 5,000,000 دينار عراقي، والفريق الحائز على المركز الثاني 3,000,000 دينار عراقي، فيما منِح الفريق الذي حاز المركز الثالث 2,000,000 دينار عراقيّ.
وشهد الحفل أيضا تكريماً للمشاهدين الفائزين الذين اشتركوا في المسابقة عن طريق الإجابة على سؤال المشاهدين الذي يعرض في نهاية كل حلقة، فحظيت الفائزة الأولى فاطمة محمد عيسى من كربلاء المقدسة بجائزة (أداء مناسك العمرة)، أما الفائزة الثانية سناء خير الله مرجي من محافظة ذي قار، وحظيت بجائزة زيارة مرقد الإمام الرضا (عليه السلام)، والمركز الثالث كان من نصيب الفائزة حوراء كمال علي جائزة زيارة مرقد السيدة زينب (عليها السلام. (
وقال معاون رئيس قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية الشيخ علي الأسدي، "انطلقت الفكرة من رئاسة قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية، وكان للمسابقة دور كبير ومهم لعرض التراث الاسلام بين اوساط طلبة الجامعات العراقية، والهدف الاساسي من اقامة هكذا مسابقات لنشر وبث الوعي التراثي الثقافي الاسلامي بين طلبة الجامعات العراقية بطريقة سلسة وحقيقة ومباشرة."
وأضاف، "كان الاهتمام كبيراً من قبل الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة متمثلة بسماحة السيد احمد الصافي (دام عزه)؛ لان مسابقة معارف التراث تهدف لنشر الوعي الثقافي التراثي بين أوساط طلبة الجامعات، وهو يعد هدفاً سامياً من قبل العتبة العباسية المقدسة؛ كونه ينشر التراث الثقافي الإسلامي بهذه الطريقة بصورة مسابقة بين أوساط الجامعات".
وأوضح، ان "المسابقة بثت على مجموعة قنوات شبكة الإعلام العراقي، وكذلك قناة كربلاء، ومركز الكفيل في العتبة العباسية المقدسة، إضافة بدأت المسابقة في مواسمها الاولى بصورة تدريجية صعودا الى تطويرها من حيث الديكور والاليات والبرامج والهدايا وإلى آخره".
ومن جانبه قال مشرف كلية الامام الكاظم (عليه السلام) الدكتور مصطفى الانباري، ان "هذه المنافسة تهدف الى احياء التراث الفكري لعلمائنا الاعلام، وعمل قسم شؤون المعارف على استقطاب شريحة الشباب التي تعد الشريحة المهمة في المجتمع، وغرس معتقداتنا في نفوسهم والاهتمام بهم والعمل عليهم".
وبدوره بين الطالب علي سالم من فريق جامعة الكوفة، "التقدم بالشكر والتقدير للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة لما لها دور بتنمية الثقافة المجتمعية وتشجيع شراح المجتمع المختلفة على العمل والاهتمام بالتراث، بالإضافة الى توحيد الجهود لأجل النهوض بواقع التعليم العراقي".
وأضاف، ان "المشاركة جميلة وكانت قبسة من الحياة التي لا يمكن نسيانها ابدا لما تعلمنا منها الكثير".