القضية الفلسطينية في عيون المرجعية الدينية العُليا

10-12-2023
منتظر عبد الهادي
في ظل الانتهاكات الوحشية والممارسات اللا إنسانية، ومع تقدم الوسيلة الإعلامية المناصرة للجبهة الصهيونية ومواقف العروبة المذعنة التي نُسجت من التخاذل والتغافل، كان لا بد أن يصدح صوت مناوئ، صوت لطالما أنصت له العدو قبل الصديق والبعيد قبل القريب، فكان صوت المرجعية الدينية التي دعت إلى الوقوف في وجه هذا التوحش الفظيع ومنع تمادي قوات الاحتلال الصهيوني عن تنفيذ مخططاته لإلحاق المزيد من الأذى بالشعب الفلسطيني المظلوم.
وبغية ترسيخ مفهوم الانتصار للحق ومجابهة الظلم، أقامت العتبة العباسية المقدسة ندوة حملت شعار (المرجعية الدينية رؤية واضحة وموقف ثابت) في قاعة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) ولثلاثة أيام متتالية، وبحضور منتسبيها وباحثيها.
افتتحت وقائع اليوم الأول بآيٍ من الذكر الحكيم بصوت القارئ منتظر عبد الأمير الكربلائي، ولتتجه الأنظار الى شاشات العرض الموجودة بالقاعة لمشاهدة عرض فيلم وثائقي لجرائم الكيان الصهيوني المعتدي، وحجم المأساة والكوارث التي تعرض لها الشعب الفلسطيني المظلوم.
وقال رئيس قسم التطوير والتنمية المستدامة الدكتور محمد حسن جابر: "مصداقاً لقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) (من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم)، ومع الفجائع الكبيرة أثر العدوان الوحشي الذي تشهده مدينة غزة، وتلبية لهذا الحدث، وانطلاقاً من واجبها الشرعي تلبي العتبة العباسية هذا النداء الذي وضحه سماحة المرجع الأعلى في بيانه الأخير عن القضية الفلسطينية".
مبيناً، "في كل يوم تجتمع الندوة بثلةٍ طيبة من المنتسبين للتثقيف حول القضية الفلسطينية من الجوانب السياسية والفقهية وأبعادها التاريخية ومواقف المرجعية الدينية من القضية عبر التاريخ وحول بيان سماحته بالخصوص ذاته".
ولأن التاريخ شاهد حي على مواقف الرجال إزاء القضايا الإنسانية والعقدية والقومية، ارتقى المنصة فضيلة الشيخ الباحث حسن الجوادي ملقياً بحثه الموسوم بـ(دور علماء الشيعة تجاه القضية الفلسطينية).
وتطرق فيه، الى "مواقف المرجعية الدينية العليا على مر السنين منذ ان بدأت القوات الصهيونية باحتلال أراضي فلسطين ابتداءً من موقف الشيخ كاشف الغطاء (طيب الله ثراه) في عام 1938م، وبعد ذلك إصداره للفتوى الشهيرة آنذاك التي نصت على تحفيز العرب والمسلمين لمقاومة الكيان المعتدي وتحريم بيع الأراضي والتعامل معه"، كما استعرض الشيخ الجوادي في ورقته مواقف أخرى لمراجع آخرين أمثال السيد عبد الكريم الجزائري والسيد محسن الأمين العاملي، وكذلك موقف السيد محسن الحكيم والسيد الخوئي في 1973م، وموقف سماحة السيد السيستاني في عام 2002م، ثم استمرار المواقف المناصرة للقضية الفلسطينية.
وقال الجوادي، "تكمن أهمية هذه الندوات والفعاليات بانها تسهم في زيادة الزخم الإنساني وتنبيه الناس على احقية هذا الشعب بأرضه، وان هذا الاحتلال هو مغتصب لهذه الأرض مرتكبا بذلك جرائم شنعاء مخالفة لجميع المبادئ السماوية والإنسانية".
وأضاف، "من المهم جدا ان يتعرف الناس على مواقف المراجع العظام عبر الزمن والاحاطة بالأسس والمنطلقات التي تبين السمة البارزة لعلماء التشيع تجاه أي قضية تمس الانسان بصورة عامة".
وأكمل، "انطلاقاً من الرؤية الدقيقة للعتبة المقدسة في مواكبة الاحداث والوقوف مع القضايا الإنسانية للشعوب المسلمة، كذلك ترجمة بيانات المرجعية العليا إلى ندوات وورش، وهذا هو ديدن العتبة المقدسة؛ من اجل إبقاء الموضوع ضرورة مهمة وزيادة الزخم الإعلامي وكل هذا يصب في وعي الناس وتنبيههم على خطورة الاحداث المحيطة".
اما الورقة البحثية الثانية جاءت بعنوان: (لمحة تاريخية عن القضية الفلسطينية) القاها الأستاذ الباحث حيدر كريم الحيدري، واستعرض عبرها "جذور عائدية الأرض إلى الشعب الفلسطيني وأهمية هذه البقعة وما تحمله من قدسية، كما بين عدداً من مخاطر دوافع الكيان الصهيوني وجذور فكرة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، مشيراً في ذلك الى جرائم الإرهاب الصهيوني منذ عام 1947م والى يومنا هذا".
يذكر أن: المرجعية الدينية العُليا أصدرت بياناً حول ما يتعرض له قطاع غزّة من قصف متواصل في مختلف مناطقه بتاريخ 11/ 10/ 2023م.