في بادرة منها للاحتفاء بسدنة المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام) ولاسيما المتقاعدين منهم نظمت العتبة العباسية المقدسة حفل تكريم لمنتسبيها الذين بلغوا سن التقاعد الوظيفي، وبحضور نائب الأمين العام للعتبة المقدسة المهندس عباس موسى أحمد، ومدير مكتب المتولي الشرعي الدكتور أفضل الشامي، وعدد من أعضاء مجلس إدارة العتبة المقدسة ورؤساء أقسامها، وجمع من المنتسبين المتقاعدين.
وتأتي هذه الاحتفالية البهيجة بتوجيه مباشر من المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، السيد أحمد الصافي (دام عزه).
وانطلقت فعاليات الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، والاستماع إلى النشيد الوطني العراقي ونشيد العتبة العباسية المقدسة (أنشودة الأباء).
ومن ثم ألقى عضو مجلس الإدارة الحقوقي كاظم عبادة كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، والذي أشاد فيها بدور المتقاعدين وإسهاماتهم القيمة في تطوير وخدمة المؤسسة.
وجاء فيها: "اخوتي خدام أبي الفضل العباس (عليه السلام) اتشرف أن أنقل إليكم سلام ودعاء وتحيات سماحة السيد المتولي الشرعي أحمد الصافي (دام عزه)، والسيد الامين للعتبة العباسية المقدسة (دام توفيقه)، والسادة اعضاء مجلس الادارة، وأود أن أتقدم لكم بوافر الشكر والامتنان لسنوات قدمتموها بجوار سيد الماء أبي الفضل العباس (عليه السلام) من خدمة المرقد الشريف والزائرين الكرام، وكانت خدمتكم كبيرة ومساهمتكم فعالة".
وأضاف، "إنكم وبفخر قدوة لأولادكم ولعوائلكم، ومن حقهم ان يفتخروا بكم وبما قدمتموه من خدمة مباركة في رحاب العتبات المقدسة وفي رحاب العتبة العباسية المقدسة حصراً، لقد خدمتم بإخلاص وكانت هذه النتيجة ان تكرموا من قبل سماحة السيد المتولي الشرعي ووكيل المرجعية وثقتها ومعتمدها سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) وادارتها الموقرة، ادركوا تماما ان الخدمة التي تشرفتم بها لا تقدر بثمن والسنوات التي قضيتموها لا تعوض لقد كنتم ركيزة من ركائز هذه الخدمة ولم تقصروا بشيء".
وتابع عبادة، "اتمنى لكم أن توفقوا في فترة تقاعدكم كما وفقتم في فترة خدمتكم، وشكراً لكم مرة اخرى على تفانيكم وتضحيتكم واخلاصكم وسوف تبقون جزءاً لا يتجزأ من هذه المؤسسة العظيمة التي تشرفتم بخدمتها، وستبقون في ذاكرتنا كأشخاص قدموا الأفضل خلال سنوات خدمتهم، لقد كنتم نِعمَ الخدم لنِعمَ المولى، واخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين، وصل الله على محمد واله الطيبين الطاهرين".
وعرض بعدها فلم بعنوان "مسيرة خادم"، ليلقي ممثل المتقاعدين المهندس عبد الجواد كاظم كلمة، وقال فيها "نشكر الله سبحانه وتعالى بأن وفقنا وجمعنا في هذا المكان المطهر والمشهد المعظم في حرم مولانا أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وليس بالسهل علينا ان نترك ارجاء الخدمة إلا العمر حال دون ذلك، فبلا شك أو ريب بأنا قد استلهمنا الصبر والحكمة والاجر فيما فات من خدمتنا المباركة لهذه البقعة الطاهرة، وقد مرت السنين دون أن نشعر حتى وجدنا أنفسنا قد تقاعدنا".
وأشار إلى "هذا العمر صعب عصيب على أناس لم تتخذ من هذا الانتساب الشريف عملاً فحسب، بل كان جزءاً لا يتجزأ من حياتنا في الدنيا والاخرة، لقد شهدنا لخدمة مولانا أبي الفضل العباس (عليه السلام) بالعطاء والأخلاص، وقد اعطينا غاية المجهود والنصيحة، نحن نتشرف بخدمته المباركة التي نبغي منها مرضاة الله تعالى ونبيه الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم)".
وأكمل كاظم، "أن مولانا العباس (عليه السلام) قد مضى ما مضى عليه البدريون، فبقى الدور دورنا في رد المعروف والحفاظ على الدين نصرة لآل البيت (عليهم السلام)، كما يجب علينا وعلى من بعدنا من الخدام بأن لا ننسى المبدأ الأساسي الذي تواجدنا لأجله ألا وهو خدمة الزائر الكريم، الذي طالما أوصى به سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، وأكد عليه في خطبه وكتبه".
مختتماً، "في الختام لا يسعني إلى ان نشكر الله سبحانه وتعالى دائماً وابداً على نعمة خدمتنا المباركة، والدعاء الدائم إلى مراجعنا العظام بالصحة والعافية وطول العمر، ولخدام المراقد المقدسة بالتوفيق والسداد، والشكر موصول الى إدارة العتبة العباسية المقدسة على هذا التكريم والاهتمام بنا والى القسم المنظم لهذا الاحتفاء المبارك قسم العلاقات العامة على جهوده الطيبة".
وتضمن الحفل قراءة قصيدة شعرية القاءها الشاعر محمد الفاطمي، وفيها تمجيد لمقام المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام).
ليختتم الحفل المبارك بتقديم هدايا تبريكية خاصة للمتقاعدين، بالإضافة إلى تقديم مبلغ مالي تقديرًا لجهودهم الطويلة والمخلصة في خدمة العتبة المقدسة.
من جانبهم عبّر المتقاعدون عن فخرهم واعتزازهم بنيل شرف تضمين أسمائهم في لائحة خدمة مرقد المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام)، مقدمين شكرهم للعتبة العباسية على التكريم الذي حظوا به، والذي اعدوه تتويجًا لما قدّموه في أيام خدمتهم المباركة.
وفي هذا السياق، أكد مدير مكتب المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة الدكتور أفضل الشامي على أهمية هذا التكريم، قائلاً: "نحن نؤمن بأن الاحتفاء بمنتسبينا الذين بلغوا سن التقاعد هو واجب نحوهم، إنهم قدموا عطاءات طويلة ومميزة في خدمة زوار المرقد الشريف، وفي تأدية واجباتهم بتفانٍ وإخلاص".
وأضاف الشامي، "أن هذا التكريم لا يعكس فقط الاعتراف بمساهماتهم، بل هو أيضًا رسالة إلى باقي المنتسبين الذين ما زالوا في الخدمة".
وأشار إلى، "نحن نشجع جميع منتسبينا على مواصلة بذل أقصى جهد وتفانٍ في خدمة الزوار والمحافظة على مكانة وقدسية العتبة المقدسة".
وأعرب الشيخ عبد الهادي السعيدي، أحد المتقاعدين من الخدمة في العتبة العباسية المقدسة، عن عمق مشاعره وتقديره لفترة الخدمة التي أمضاها في خدمة سيدنا ومولانا أبي الفضل العباس (عليه السلام).
وقال السعيدي، "السنوات التي قضيناها في خدمة هؤلاء الأئمة الأطهار كانت أيامًا لا تُحسب من العمر؛ لأنها تحمل الإخلاص والتفاني في خدمة الزائرين الكرام، وهذا ما نطمح إليه برغبتنا في التقرب إلى الله (عز وجل) من خلال خدمة الزائرين الكرام".
وأضاف، "التكريم الذي حصلنا عليه يعكس لنا أهمية عظيمة لخدمتنا، إنه يشعرنا بأن هناك من يقدر ويهتم بمساهمتنا الطويلة والمخلصة في خدمة العتبة العباسية المقدسة، ونحن نعتز بهذا التكريم الذي جاء بتوجيه مباشر من سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، العلامة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، الذي يتسم بفهمه العميق وروحه الأبوية، بالالتفات لهذه الجهود التي قدمها الأخوة المتقاعدون، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ سماحته ويطيل بعمره، وأن يحفظ الأخوة القائمين على هذا الاحتفاء المبارك".