لمجابهة الادعاءات الكاذبة بالحقائق والوثائق الرسمية.. مؤسسة الوافي تواصل كتابة التاريخ الحديث والمعاصر

13-11-2023
منتظر عبد الهادي
تُمثل الموسوعات التاريخية شواهد حية على التاريخ الذي يواجه إشكالية تحيز الأقلام التي تخطه الى حاكم الحقبة المُراد تدوين أحداثها على حساب شرائح أخريات من المجتمعات وتجاهل وتزوير كثير من الحقائق؛ بغية إظهار السلطان بصورة بهية نزيهة قد تختلف كلياً عمّا هي عليه في الواقع.
ومن هذا المنطلق، وللأمانة التاريخية أخذت العتبة العباسية المقدسة على عاتقها مسؤولية ملامسة الحقيقة وتدوين التاريخ بأقلام حيادية ناصعة.
فأولى متوليها الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) مهمة توثيق جرائم النظام البعثي المقبور إلى مؤسسة الوافي للتوثيق والدراسات، وإبراز المظالم المتعددة في تلك الفترة المظلمة، مُقترحا عمل موسوعة تضمّ في طيّاتها قضايا السجناء السياسيين.
وبهذا الصدد، يقول مدير مؤسسة الوافي المهندس أحمد صادق: «بعد إسدال الستار عن موسوعة فتوى الدفاع الكفائي والنجاح الذي تُوجت به كموسوعة وثائقية مهمة، كُلفت المؤسسة من قِبل سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) بعمل موسوعة السجناء السياسيين"
مضيفا: «خَصصت المؤسسة فريقاً من مختلف الاختصاصات للتقصي عن الأحداث والوقائع وجمع أسماء السجناء السياسيين الذين بلغ عددهم أكثر من (114,000)، وجمع المعلومات والاحصائيات الخاصة بهم، وتبيان مصائرهم، بعد تعرض الكثير منهم الى القتل أو التعويق أو النفي وجرائم أخرى».
ويتم ذلك بالتعاون مع مؤسسة السجناء السياسيين العراقيين، والمحكمة الاتحادية، ووزارة الدفاع العراقية، وعدد من الجهات المسؤولة.
كما أُجريت زيارات متبادلة بين الفينة والأخرى للتباحث والتداول مع مؤسسة السجناء السياسيين، إذ أعدت مؤسسة الوافي استمارة تستبين فيها معلومات ومواقف وقصص السجناء، وتبنت مؤسسة السجناء السياسيين توزيعها واعادتها بعد ملئها الى مؤسسة الوافي، حسب مسؤولها.
وفي الزيارة الأخيرة التي أجراها وفد مؤسسة السجناء السياسيين الى العتبة العباسية المقدسة يذكر صادق: «تباحث الطرفان انجاز المشروع والسقف الزمني للإجابات التي من المقرر اعادتها في نهاية العام الجاري».
وعلى صعيد متصل، قال رئيس مؤسّسة السجناء الدكتور حسين السلطاني: «إن هذه الزيارات وهذا التواصل يمثّل حلقة وصلٍ مهمّة وضرورة تاريخية؛ لما لمؤسّسة الوافي من دورٍ كبير واستثنائي في توثيق التاريخ، وعرضه للأجيال القادمة».
مبينا: «أنّ الجهد الذي يُبذل من قبل مؤسسة الوافي يستحق كل الثناء، ونأمل أن ينتج شيئا يليق بالتضحيات التي قدّمها شعبنا الكريم في فترة النظام المستبد».
وقال معاون رئيس مؤسسة الوافي الشيخ بدر العلي: «ابتدأنا بكتابة هذه الموسوعة منذ ما يقارب سنة كاملة انجز خلالها ثمانية مجلدات من أصل خمسة وستين الى سبعين كما هو متوقع، سترى النور جميعا خلال عام أو أكثر».
ويتابع: «بالإضافة الى التوثيق الكتابي عمدنا، وبتوجيه من سماحة المتولي الشرعي (دام عزه) الى العمل على التوثيق الشفاهي والذاكرة الشفاهية التي تعد ذاكرة حية متجددة، وذلك عبر عمل لقاءات مع الشخصيات المهمة التي كان لها دور بارز في مقارعة النظام البائد، والتي شملت شهادات متعددة المصادر عن السجون وأساليب التعذيب، بالإضافة الى المعتقلات السرية التي شيّدها نظام الطاغية المقبور وغير المسجلة في المنظمات العالمية والمجتمع الدولي والقانوني».
ويشير العلي: «إنّ هذه الموسوعة التي من المؤمل أن تتبعها موسوعات أخرى تستعرض تلك الحقبة تمثل ردّا وشهادة ودليلا على مجابهة الأصوات التي بدأت تعلو هنا وهناك محاولةً تزويق شكل النظام المقبور وإطلاق تسميات منافية للحقيقة مثل الزمن الجميل وغيرها من التسميات الملفقة».