مشروع فتية الكفيل الوطني نافذة ثقافية موسعة لطلبة الجامعات العراقية

04-11-2023
حسنين سامي جواد
يتجه مؤشر نجاح الأمم وازدهارها الى الاهتمام بفئة الشباب وشحذ هممهم للمبادرة في بناء المجتمع، بالإضافة الى تشجيع منجزاتهم، وذلك من ضمن رؤية الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، عبر مشاريعها الهادفة التي يطلقها قسم العلاقات العامة من خلال شعبة العلاقات الجامعية والمدرسية، التي أطلقت مشروع مخيم فتية الكفيل الوطني السنوي في نسخته التاسعة لمنسقيها من طلبة الجامعات.
ويعد اول مشروع متخصص لفئة من الشباب الجامعيين بهدف اعدادهم وتنمية مهاراتهم عبر البرامج المدروسة التي وضعت لهم ليكونوا ممثلين عن العتبة المقدسة في معظم المحافظات العراقية.
وبيّن معاون رئيس قسم العلاقات العامة السيد محمد جلوخان: «أن "المشروع الذي استقبل أكثر من 65 طالبا بواقع 22 جامعة عراقية ضم فقرات عدة منها: جولات ترفيهية وزيارات للمراجع العظام بالإضافة الى ورش ثقافية فضلا عن المحاضرات الدينية والارشادية».
يقول السيد جلوخان، «تبث العتبة افكارها التطويرية عن طريق سفرائها في الجامعات العراقية بمختلف مذاهبهم وقومياتهم وطوائفهم، مرتكزة على مشاريعها الرائدة بهدف تغيير الأفكار النمطية المأخوذة عن المؤسسات الدينية ومن ضمنهن العباسية التي ترعى منشآت صناعية وزراعية وتعليمية وغيرها».
مشيرا الى: «أهمية التعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي وتلاقح الأفكار بين الشباب المثقفين والاستماع الى مشاكلهم ومحاولة إيجاد سبل لحلها وتذليل الصعاب في طريقهم».
المشروع الذي استمر لخمسة أيام متتالية برعاية العتبة العباسية المقدسة وبتوجيه من لدن المتولي الشرعي لها سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه)؛ لكونه يهتم بصقل المواهب الشابة وتنمية الأفكار الإبداعية في داخلهم.

اليوم الأول
تلخص اليوم الأول بوصول الفتية المنسقين من محافظاتهم العزيزة الى كربلاء المقدسة، إذ أعدّت العتبة المقدسة فندق أرض النور محل لاستقبالهم واستقرارهم خلال أيام المخيم.
وينطلق المشروع من محطته الأولى وهي الجلسة التعريفية بالمشروع ومنهاجه في قاعة الامام الحسن (عليه السلام)، بالإضافة الى شرح أهدافه وشروطه والفائدة المنصبة في صالح الطلبة... بحسب رئيس قسم العلاقات العامة السيد محمد علي أزهر.
مضيفاً: «تنقسم برامج المخيم الى ثقافية وروحية وتتجسد الأخيرة في زيارة العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية والتعرف على اجوائها الايمانية من قبل الطلاب ذوي المذاهب والأديان الأخرى».
اليوم الثاني
توزعت فعاليات اليوم الثاني من المخيم فتية الكفيل الوطني على فترة صباحية ومسائية بملتقيات وورش ثقافية وعلمية بالإضافة الى فتح المجال للشباب في طرح أفكارهم ومقترحاتهم حول المشروع.
وقال مسؤول شعبة العلاقات الجامعية والمدرسية الأستاذ ماهر خالد: «على قاعة المقام الشريف افتتح المخيم الوطني التاسع أولى ورشه التطويرية الخاصة بتطوير الاعمال والنشاطات التي من الممكن اقامتها في الجامعات ضمن المنهج السنوي للمشروع».
مبيناً: «الورشة ضمت محورَين: الأوّل منها تناول أهم الخطوات والاستراتيجيات والمميزات التي يمتلكها المنسق من تهيئة وإعداد وتخطيط وتنسيق وكتابة المشروع».
مردفاً: «البرنامج المراد تنفيذه في الجامعة مع بيان كيفية الإعلان عنه بالإضافة الى الأهداف المراد تحقيقها من البرنامج، فضلاً عن إفادة الجهة المستهدفة والمتمثلة بطلبة الجامعة».
وبحسب محاضر الورشة الاستاذ ماهر: «أخذت المبادرة في المحور الثاني من الورشة في طرح بعض المقترحات عن المشروع التي سيتم إقرارها وفرزها لتكون دستور عمل للعام المقبل».
الفترة المسائية من اليوم الثاني لمخيم فتية الكفيل تميزت بحلقة ثقافية تصدى لها معاون قسم الاعلام الأستاذ جسام السعدي متحدثاً عن مشاريع العتبة العباسية المقدسة على الجانب التعليمي والطبي والزراعي والصناعي فضلا عن الجانب الديني مفنداً عبر ذلك الشبهات التي تُثار عن عمل الأمانة العامة للعتبة بعد عام 2003 ميلادي وتسلم المرجعية الرشيدة العتبات المقدسة في العراق.
اليوم الثالث
المشاريع الرائدة والمنشآت المتطورة في جوانب الحياة المختلفة اثارت اعجاب فتية الكفيل اثناء الجولة الميدانية التي نظمها قسم العلاقات العامة للطلبة صباح اليوم الثالث المشروع.
وقال السيد محمد علي عبد الرضا أحد ملاكات شعبة العلاقات الجامعية والمدرسية التابعة للقسم: «إنّ القسم نظم جولة على مشاريع العتبة العباسية منها جامعة العميد وشركة خير الجود لتكنولوجيا الصناعة والزراعة الحديثة ودار الكفيل للطباعة والنشر والتوزيع إضافة إلى مصنع شبابيك الأضرحة في العتبة المقدسة».
مضيفاً: «اطلع الطلبة خلال الزيارة عن كثب على مفاصل وطبيعة عمل هذه المشاريع والتقنيّات المستخدمة فيها والخبرات العراقية المسخرة حسب تخصّص كل مشروع».
مساءً، اتجه الطلبة المنسقون الى مقام الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) لتلقي محاضرة تفاعلية حول البرامج والمنهاج الخاص للعام الدراسي 2023م في جامعاتهم بالإضافة الى توسعة أفكارهم لحل مشاكلهم اليومية بلقاء مسؤول شعبة العلاقات الجامعية والمدرسية الأستاذ ماهر خالد.
ويبيّن الطالب من جامعة الموصل نسيم علاء من الطائفة الايزيدية: «إنّ أهم المخرجات المكتبة من المشاركة في المخيم هي التعرف على ثقافة الاخوة المسلمين من منهلها الصحيح».
مضيفاً: «بالإضافة الى التعرف على الطلبة من مختلف الجامعات العراقية وتبادل الأفكار بيننا مع مشاركة الآراء حول القضايا الوطنية ونقل الصورة المشرقة التي وجدناها عن مشاريع العتبة المقدسة».

اليوم الرابع
مسك ختام الفعاليات المرتبطة بطلبة الجامعات العراقية أقيمت في النجف الاشرف وبالتشرف بزيارة العتبة العلوية وبعض الشخصيات الدينية الكرام في المحافظة، بالإضافة الى النهل من فيض علوم وثقافة أهل البيت (عليهم السلام) على لسان أحد أساتيذ الحوزة الدينية فضيلة السيد غيث شبر.
وختم البرنامج الترفيهي والثقافي في اليوم الرابع بزيارة لمعهد القرآن الكريم في النجف الشرف التابع لقسم المجمع العلمي.
وقال مدير المعهد السيد مهند الميالي: «تشرفنا بزيارة كريمة من قبل منسقين مشروع فتية الكفيل الوطني التاسع والتعرف على نشاطات الفعاليات التي يقيمها المعهد بهدف نشر الثقافة القرآنية».
متابعاً: «بدورنا نظمنا لهم محفلاً قرآنياً مباركا بالاشتراك من حفاظ كتاب الله المجيد وبمشارك فتية المشروع في تلاوة الآيات البينات».
اليوم الختامي
على عادتها العتبة العباسية المقدسة تفتتح محافلها بآي من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة على اروح شهداء العراق مع النشيد الوطني ونشيد لحن الإباء، وتستهل بعدها فقرات الحفل الختامي لاستعراض مخرجات المشروع بالإضافة الى أهم ثمراته.
وتميز الجمع الختامي بكلمة الأمانة العامة للعتبة المطهرة عبر مدير مكتب المتولي الشرعي السيد الدكتور أفضل الشامي، وأبرز ما جاء فيها: «أهمية دور الشباب المثقف والواعي في بناء المجتمع واستثمار مهاراتهم في كافة الاختصاصات الأكاديمية وحثهم على إعطاء المزيد لخدمة العراق للحصول على مستقبل زاهر».
مبيناً: «دور السلوكيات التطوعية المغروسة لدى الشباب العراقيين بالفطرة وبدوافع إنسانية لاقتناء الجمال الحياتي منها البسيطة مثل الاعتناء بالممتلكات العامة والكبيرة مثل اخذ المبادرة في انقاذ حياة الاخرين وغيرها من الأمور التي تعود بالمنفعة العامة على الجميع».
لافتاً الى: «الواجبات التطوعية التي تقدمها العتبتان المقدستان على مستوى البلد ومبادراتهما الملحوظة والخيرية عبر ملاكاتهم في اغلب مشاريعهم الحيوية».
موضحاً: "العتبتان المطهرتان وسعتا نطاق خدماتهما المقدمة للزائرين الكرام بعد ما كانت تقتصر على الأمور الدينية وبعدد منتسبين لا يتجاوز الخمسين شخصا، وهم اليوم تصل اعدادهم الى ما يربو عن 40،000 منتسب».
مؤكداً على أن: «العتبات المقدسة لجميع أطياف ومكونات المجتمع من دون النظر إلى البلد أو المذهب أو المدينة».
ويختتم الشامي: «العتبات المقدسة حرصت على أن تتعامل مع الجميع باحترامٍ كامل وفق السياقات والضوابط المعمول بها لتبقى تمثّل القمم الشامخة التي كرّمها الله لتكون الملاذ الآمن للجميع».