مشروع الفردوس بادرة استدامة لتعزيز الإنتاج الوطني ومحاربة التصحر

04-11-2023
محمد عرب
تعمل العتبة العباسية المقدسة على تعزيز الإنتاج الوطني عبر تنفيذ مشاريع زراعية وصناعية متنوعة، ومن بينها مشروع الفردوس، الذي يمثل تكاملاً فريدًا بين الطابع الزراعي والصناعي؛ بغية محاربة التغير المناخي وتحويل صحراء غرب كربلاء إلى واحات خضراء باستخدام المياه الجوفية.
انطلق مشروع الفردوس في صيف سنة 2019م على مساحة تقدر بـ 760 دونما، أي ما يعادل (1,900,000) مليون وتسعمائة ألف متر مربع، وأضيف إلى سلسلة مشاريع مبادرة نظمتها العتبة العباسية المقدسة للارتقاء بالواقع الزراعي في البلد.
ولمعرفة البنية التحتية للمشروع، يقول رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة المهندس ضياء مجيد الصائغ: «تتميز مبادرة الفردوس بمزيجها الفريد من الزراعة والصناعة، حيث تستهدف تحسين الإنتاج الوطني وتحقيق الاستدامة البيئية».
وأضاف: «يتمثل الهدف الرئيسي للمشروع في استصلاح الأراضي الصحراوية وتحويلها إلى واحات خضراء تسهم في توفير موارد طبيعية ودعم الاقتصاد المحلي».
وأشار الصائغ إلى: «سبقت المباشرة بالمشروع أعمال تحضيريّة، منها التأكّد من مدى صلاحيّة التربة للزراعة وللمنشآت الصناعيّة والترفيهيّة، من خلال أخذ عيّناتٍ من التربة ومن أماكن متعدّدة لفحصها مختبريّاً، ومن ثم معرفة مدى ملوحتها وصلاحيّتها، وتحديد المساحة المراد إشغالها، وحسب كلّ مقطع من المشروع، مع تسوية التربة وتحديد المقاطع الزراعيّة والصناعيّة منها».
وأردف قائلاً: «زُود المشروع بشبكةٍ متكاملة من منظومات الريّ الحديثة من المرشّات المحوريّة ذات المناشئ العالميّة، وتهيئة مغذّياتها المائيّة عن طريق الآبار»، مبيناً: «إنّ استملاك الأرض الخاصّة بالمشروع قد تمّت وفقاً لقوانين الدولة العراقيّة النافذة، وقد استُخدِمَت في زراعتها أحدثُ الطرق والآليّات».
أهداف المشروع
ويهدف المشروع بحسب ما وضحه رئيس قسم المشاريع الهندسية إلى: «استثمار الأراضي الزراعيّة الصحراويّة وتنمية الواقع الزراعيّ والصناعيّ في كربلاء، وأن يعمل كمصدّات طبيعيّة للرياح والعواصف الترابيّة، فضلا عن توفير فرص عمل لتشغيل الأيادي العاملة للعناية بمنشآت ومرافق هذا المشروع، والاسهام في رفد السوق المحليّ بنوعيّاتٍ جيّدة ونادرة من المحاصيل والفواكه الزراعيّة والحقليّة، إضافة الى توظيف الإمكانيّات والخبرات الصناعيّة الزراعيّة ووضعها في مجالها الصحيح».
ووضح الصائغ: «كما يهدف المشروع إلى استثمار المياه الجوفيّة عن طريق حفر الآبار الارتوازيّة، وزراعة أصناف من أشجار الفواكه النادرة والاستفادة منها كذلك، وإدخال تقنيّات وآليّات زراعيّة وصناعيّة حديثة بالاستفادة من الخبرات المحليّة والدوليّة».
ويتابع: «بالإضافة إلى ذلك، خُصِّص قسم من هذا المشروع بوصفه مصدراً لتكاثر الأنواع النادرة من المحاصيل الزراعيّة، وأُفردت مساحة منه لإقامة منشآت صناعيّة سيتمّ تنفيذُها مستقبلاً وتعود بالمنفعة الاقتصاديّة على محافظة كربلاء المقدّسة والعراق عموماً، سيكون فرصةً للباحثين في دراسة وتنفيذ مشاريعهم البحثيّة».
ومن الجدير بالذكر، يستمر مشروع الفردوس برفد السوق المحلي بمختلف المحاصيل الزراعية سيما الحنطة ذات الرتب العالية الى جانب محاصيل أخرى كالبطاطا وغيرها، كما أنه حظي بإشادات من قبل الجهات المختصة الحكومية وغير الحكومية.