مجمّع أبي الفضل العباس (عليه السلام) الخدمي علامة فارقة من العطاء

17-10-2023
حسنين سامي جواد
حرصت العتبة العباسية المقدسة على إدخال مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) للخدمة خلال الزيارة الاربعينية المباركة وما بعدها بمراحل متقدمة من إعماره وتوسعة مرافقه الخدمية مع تهيئة الباحة الخارجة للمجمع.
وقد شرعت الى انشاء مبنى ضخم على طريق الزائرين ما بين النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، على أساس أن يكون مضيفًا خارجياً بمساحة تبلغ 37،500 متر مربع، فتطورت فكرة المبنى ليكون مجمّعاً متكاملاً تحت مسمّى بـ(أبي الفضل العباس - عليه السلام) شاملاً جميع الخدمات.
وقد خصً المتولّي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزه) بزيارة استطلاعية برفقة عضو مجلس الإدارة للأمانة العامة الدكتور عباس رشيد الدده الموسوي، مع المهندسين القائمين على تنفيذ المجمع، حسب ما بيّنه عضو مجلس إدارة العتبة المقدسة والمسؤول عن المجمع السيّد جواد الحسناوي.
مضيفاً: "أكملت ملاكات العتبة المقدسة الهندسية كثيرًا من مرافق المجمع في الآونة الأخيرة بعملية توسعة شملت إضافة قاعات جديدة ومفاصل خدمية مختلفة لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الزائرين تُفتح تباعاً مع ازدياد أعداد الزائرين".
موضحاً: "المجمّع يحتوي على قسمين: قسم للرجال وآخر للنساء، مجهزَين بكل ما يحتاجه الزائرون إلى جانب تخصيص بناية للطبابة تضمّ مركزاً صحياً يشمل عددًا من ردهات الطوارئ والصيدليات".
ويضمّ المجمع أربع قاعات رئيسية مع مجموعة من الغرف الصغيرة، بالإضافة الى المجموعات الصحية والجانب النسوي مجهز بقاعتين تبلغ مساحة الأولى 2500 متر مربع والأخرى 2400 متر مربع مع غرف صغيرة، بينما يشغل المجمع الصحي من مساحة المجمع 600 متر مربع حسب مسؤول وحدة الضيافة في شعبة العلاقات العامة الأستاذ محمد رضا علي.
قائلاً: "العدد الغرف (السويتات) في قسم النساء بلغ عددها 350 غرفة وهي معدّة للزينبيات من المتطوعات البالغ عددهن أكثر من 1000 متطوعة، ويتم التواصل مع إحدى الزينبيات للتعرف عن وجود المفقودات داخل القاعات الخاصة بالنساء وكذلك بالنسبة للرجال".
وتساند مؤسسة قمر بني هاشم (عليه السلام) أقسام العتبة العباسية المقدسة عن طريق المتطوعين من محافظة البصرة ومن الرجال والنساء.
وبيّن الأمين العام للمؤسسة السيد أيمن عبد السادة كاظم: أن "المؤسسة تسند خطط العتبة العباسية المقدسة بالمتطوعين في أيام الزيارات المليونية، ولاسيّما زيارة الأربعين؛ إذ تعمل على تهيئة المتطوعين، وإعدادهم على مدار السنة".
مضيفاً أنّ: "المؤسسة متكفلة بأمورهم الإدارية بما يتوافق مع الشروط والضوابط التي تضعها العتبة المقدسة وتوزيعهم على أقسام وشعب والمواقع الخارجية، ومنها مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) لخدمة الزائرين".
القاعات العملاقة والغرف الصغيرة بالنسبة لقسم الرجال جهّزت بنظام تبريد مركزي ومنفصل بطاقة اجمالية تبلغ 370 طنًّا حسب ما بيّنه مسؤول شعبة التبريد المهندس فراس محمد صالح.
مضيفاً أنّ: "القدرة الإنتاجية للتبريد المركزي والمنفصل بالنسبة لقاعات النساء والغرف، بالإضافة الى المجمع الصحي تبلغ 940 طنًّا".
متابعاً أنّ: "المجمّع يضمّ مطبخًا مركزيًّا مجهّزًا بـ 6 برادات لحفظ الأطعمة واللحوم بمساحة إجمالية تُقدر بـ 180 مترًا مربعًا تخزن فيه المواد الغذائية؛ بهدف تأمينها لصعوبة النقل في أيام ذروة الزيارة".
لافتاً الى: "وجود معملين للثلج الـ RO الأول ينتج القوالب المستطيلة بطاقة تبلغ 26 طنًّا من القوالب لليوم الواحد، والآخر يعمل على انتاج الثلج البلوري بقدرة إنتاجية تبلغ 70 طنًّا لليوم الواحد".
يعدّ المجمع الخدمي محطة مهمة بالنسبة للزائرين الكرام بالنظر الى ما يقدّمه من خدمات شاملة من حيث الطعام والشراب والايواء والعلاج، بالإضافة الى فعاليات دينية وثقافية حتى أصبح علامة بارزة للقادمين صوب كربلاء من داخل الوطن وخارجه لإحياء شعائر ال البيت (عليهم السلام).
ويسهم المتطوعون على نحو واسع في انجاز الاعمال الخدمية التي يباشر فيها المجمع حسب الواجبات المناطة بهم، منظمين على شكل أقسام يترأسهم الحاج بهاء الاسدي الذي فضل الخدمة على المجيء سيراً على الاقدام.
ويقول مسؤول المتطوعين العاملين في الجانب الخدمي الحاج بهاء الاسدي: "إنّ جميع المتطوعين داخل الموقع الخدمي من محافظة البصرة تابعين الى هيأة قمر بني هاشم (عليه السلام)، ويبلغ عددهم نحو 400 متطوع من الرجال، موزّعين على مفاصل العمل حسب الحاجة".
يواظب الحاج بهاء مع الاخوة المتطوعين على خدمة الزوار في مجمع ابي الفضل منذ عام 2007م على نفس النهج مجسدين خطاب الإمام الحسين (عليه السلام): "هل من ناصر ينصرنا".
مضيفاً: "يعمل المتطوعون على شكل خلية النحل، حيث يعمل في وحدة التنظيف 30 شخصاً داخل القاعات وخارجها، بينما يعمل 12 شخصًا على تنظيف الصحيات مقسّمين على نظام الواجبات الصباحية والمسائية، وأكثر من 70 متطوعًا في قسم المطبخ متوزعين على معامل الصمون والخبز والكباب بالإضافة الى تجهيز الوجبات الأخرى".
متابعاً: "يستمر عمل توزيع الأطعمة من الوجبات الرئيسية والبينية على مدار 24 ساعة على الزائرين الموجودين داخل المجمع، بالإضافة الى السائرين في الطريق العام خارج المجمع، علماً أن قاعات الرجال الأربع ممتلئة منذ وصول الزائرين في يوم الخامس من شهر صفر الخير".
متابعاً: "لم تقصر الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة في توفير ابسط احتياجات المتطوعين والزائرين برعاية كريمة من المتولي الشرعي سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه)، إذ وفرت أكثر من 7000 قطعة فراش من (بطانيات ووسائد)، بالإضافة الى توفير شركة نور الكفيل كلّ الاحتياجات الغذائية للمطبخ".
وعلى الجانب الآخر، فرغت العتبة العباسية المقدسة عدداً من طباخي قسم المضيف الى شعبة المطبخ في مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) الذين بدورهم تفننوا في تقديم الطعام الى الزائرين الوافدين الى المجمع والنقاط المجاورة له.
من جانبه، بيّن مسؤول شعبة المطبخ السيد قاسم الطباخ: "أن قسم المضيف أسند شعبة المطبخ في المجمع بـ 10 طباخين منذ اليوم الأول من صفر، وتم البدء بتقديم 200 وجبة باليوم والاعداد بتزايد، الى أن وصلت الى أكثر من 60،000 وجبة يومياً داخل المجمع فقط".
مضيفاً: "الوجبات المقدمة متعددة الأصناف وفيها ما لذّ وطاب حسب جدول يومي، حيث يضمّ المطبخ معدات لعمل أكلة المندي اليمني، ومعملا متكاملا للكباب بقدرة إنتاجية 1000 شيش في الساعة الواحدة".
متابعاً أنّ: "المطبخ يقدّم الوجبات اليومية الى النقاط القريبة من المجمع مثل سواق النقل المجاني 200 شخص، وزوار مزرعة السدر والابراهيمية، بالإضافة الى كراج 39، فضلاً عن القطاعات الأمنية ومشروع السقاء تصل اعدادهم الى 3000 وجبة يومياً".
مردفاً أنّ: "العمل يبدأ من مطلع الفجر الى الساعة 11 مساءً مع استمرار تقديم الوجبات البينية مثل: الفواكه والعصائر والكيك والشاي على مدار 24 ساعة، وهذه المسؤولية تقع على عاتق المتطوعين من هيأة قمر بني هاشم (عليه السلام)".
وقال الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد مرتضى مصطفى آل ضياء الدين: «إن هذه الزيارة تميزت بدخول مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) للخدمة وبطاقة استيعابية وانتاجية أكبر من ذي قبل، فهذا المجمّع الذي يعدّ من أكبر المجمعات الخدمية في المنطقة".
مبيناً أنه: "يضمّ سويتات وقاعات كبيرة للنساء والرجال ومجموعة مرافق صحية ويحتوي المجمع على معملي ثلج بإنتاج 360 قالبًا كل 6 ساعات ومحطة إنتاج ماء RO بسعة 6,000 لتر بالساعة وخزانات بسعة 2,400,000 ألف لتر و3,000 وجبة طعام قابلة للزيادة".
إشادة الزائرين
المجمّع الذي يعدّ قيد الاكمال، اثبت دوره الفعال في خدمة الزائرين المارين من خلاله، بشهادة الوفود العربية والأجنبية ومختلف الديانات والمذاهب من خارج البلاد، ومن ضمنهم القسيس (اندرو تومسن) من كنيسة إنكلترا في لندن الذي أشاد بما تقدمه العتبة العباسية المقدسة من أمور خدمية خلال زيارته مجمع أبي الفضل (عليه السلام) الخدمي.
وبيّن القسيس اندرو تومسن ان "ما يحدث في العراق من الصعب تكراره في بقية بلدان العالم وهو تقديم خدمة متواصلة لعدة أيام بهدف واحد وعمل انساني وهو شيء نادر".
مضيفاً أنّ: "الناس في هذا المكان لا يقتصرون على الإيمان بالكلام فقط، بل يطبقون بالفعل قيم المحبة والعطاء من خلال خدمتهم وإسهامهم في إرضاء الزائرين".
ولم يخفِ القسيس مشاعره الصادقة بالأمان في أحضان العراق مؤكّداً على عدم وجود أي مقارنة بين الزيارة الاربعينية وباقي المحافل الجماهيرية.
متابعاً أنّ: "زيارة الأربعين تجمع الناس بجميع أديانهم تحت رسالة المحبة والعطاء".