من كربلاء إلى استراليا مشاركة فاعلة ومتنوعة لقسم إعلام العتبة العباسية المقدسة

16-10-2023
محمد عرب
قدّم وفد إعلام العتبة العباسية المقدسة في استراليا موجزاً عن أهمّ نشاطاتها الثقافية والخدمية، عبر مشاركته في برامج إذاعية وتلفزيونية.
وقال المعاون الفني لرئيس قسم الإعلام الأستاذ جسام محمد السعيدي: "إن وفد إعلام العتبة العباسية المقدسة وضمن نشاطاته في دولة أستراليا لشهر صفر الخير للعام 1445هـ، قدّم موجزاً عن أهمّ الفعّاليات الثقافية والخدمية، وذلك عبر مشاركتنا في برنامجٍ حواريّ في إذاعة أهل البيت (عليه السلام) الأسترالية في مدينة سيدني، والتي وجّهت لنا الدعوة من الإذاعة التابعة لمؤسّسة أهل البيت (عليه السلام) في المدينة".
وأضاف: "استمر اللقاء لساعة إذاعية والإجابة عن جميع أسئلة المستمعين والتي تنوعت في مجال تأريخ العتبة العباسية المقدّسة (مراحل البناء والهدم منذ ملحمة الطف)، ومعالم العتبة المقدّسة الحالية، وأهم الأماكن التي يمكن للزائر زيارتها، مع استعراض ملخّص لمشاريع العتبة العباسية المقدسة في العصر الذهبي للعتبة المقدسة الحالي، ومقارنتها بما نُفّذ فيها خلال قرونٍ مضت".
وتابع السعيدي: "تناولنا أيضاً تأريخ مدينة كربلاء المقدسة منذ الطوفان، ومقاماتها، وتصحيح المفاهيم بشأن الفرق بين المقام والعتبة والمزار، مع شرح رسالة النهضة الحسينية، وإرشاد المؤمنين لخدمات شبكة الكفيل العالمية، وتبيان بعض المصادر حول تأريخ العتبة المقدسة".
وأشار المعاون الفنّي لرئيس قسم الإعلام إلى أن: "الوفد شارك أيضاً في لقاء تلفزيونيّ في قناة حيدر الفضائية الكنديّة، من خلال مدير مكتبها في أستراليا الواقع في مدينة برزبن عاصمة ولاية (كوينزلاند)، بعد أن وجّهت له دعوة لإجراء لقاء موسع".
وبين السعيدي أن: "اللقاء كان لساعة تلفزيونية وباللغة الإنجليزية، بصحبة السيد رزاق الحسيني عن قسم العلاقات العامّة في العتبة المقدسة، وتضمّن الإجابة عن أسئلة متنوّعة حول تأثير الخدمة في نفس الخادم وسلوكه الاجتماعي، واستعراض بعض مشاريع التوسعة والخدمة للعتبة العباسية المقدّسة".
وذكر ممثّل وفد إعلام العتبة العباسية المقدسة أن: "اللقاء تضمّن التعريف بخدمات شبكة الكفيل العالمية ومنها الزيارة بالنيابة والبث المباشر ورسالة إلى الضريح، وغيرها ممّا ينتفع به المؤمنون عن بُعد، لا سيّما أن قناة حيدر الفضائية الكندية خاصّة بالجاليات المسلمة في دولة كندا".
وتابع أن: "وفد قسم الإعلام في العتبة العباسية المقدسة، أخذ لقاءات تلفزيونية وانطباعات من جمهور النشاطات الثقافية التي شارك فيها في أستراليا، فضلاً عن تصوير نشاطات العتبة المقدسة الثقافية في مؤتمر الإمام الحسين (عليه السلام) الدولي الثاني المنعقد في مدينة برزبين شمال استراليا، وكلمة الوفد في مؤسّسة أهل البيت (عليهم السلام) في مدينة سدني شرقي أستراليا".

مشاركة بحثية في فعاليات مؤتمر الامام الحسين (عليه السلام)
وفيما يتعلق بمشاركة العتبة العباسية المقدسة بالورقة البحثية في فعاليات مؤتمر الإمام الحسين (عليه السلام) الثاني والذي عُقد في أستراليا، قال الباحث جسام محمد السعيدي: "إنّ الورقة البحثية التي قُدِّمت في المؤتمر المنعقد برعاية مؤسسة (الأطباء المنقذين في أستراليا) جاءت تحت عنوان: (كيف أنقذ الإمام الحسين (عليه السلام) رسالات السماء من الضياع؟ وكيف دافع عن قيم الفضيلة في المجتمعات؟)".
ومن جانبه قال عضو مجلس إدارة المؤسسة الدكتور أحمد مهدي (أسترالي من أصل باكستاني): "إنّ الأمل كان يعترينا بمشاركة العتبات المقدسة في كربلاء بالمؤتمر؛ لأنها خير من يمثل عنوانه في موضوعاته ومحاوره".
وأضاف: "كان تأثير موفد العتبة العباسية المقدسة الأستاذ جسام محمد السعيدي في أبناء الجاليات المسلمة بالغرب إيجابيًا، واستفدنا منه كثيرًا في العراق، وكانت الورقة البحثية ذات صبغة عالمية وبما يتناسب مع عالمية القضية وتأثيرها على الشعوب من جهة، وكانت معلومات بحثه مفيدة ومهمة لنا، باعتبار حضور شخصيات دينية مسيحية ومسلمة من مذاهب مختلفة، بل حتى من ديانات أخرى، فضلًا عن أكاديميين أستراليين مرموقين علميًا".

بدوره قال الشيخ جهاد إسماعيل (أسترالي من أصل لبناني): "كان المؤتمر مهمًّا، وكانت مشاركة العتبة العباسية المقدسة متميزة".
وشارك في مؤتمر الإمام الحسين (عليه السلام) الثاني المنعقد في مدينة برزبن الأسترالية باحثون من أستراليا وبريطانيا وأمريكا وفيجي إضافة إلى العراق، وحضره نحو (١٥٠) شخصًا من تلك الدول، فضلاً عن الصين والهند وباكستان وأفغانستان، وبابوا غينيا الجديدة، بعضهم من ديانات أخرى.
إحياء الشعائر
وفي سياق المشاركات التي شاركها الوفد شارك وفد العتبة العباسية المقدسة في المراسيم الحسينية السنوية التي تنظمها مؤسسة أهل البيت (عليهم السلام) في شهري محرم وصفر سنويًا بمدينة سيدني الأسترالية.
وألقى الوفد كلمة في حسينية الإمام محمد بن علي الجواد (عليهما السلام) التابعة للمؤسسة.
وقال المعاون الفني لقسم الإعلام في العتبة المقدسة الأستاذ جسام محمد السعيدي: "إنّ الكلمة جاءت تحت عنوان (أثر الشعائر الحسينية عمومًا وموسم الأربعين خصوصًا في تربية الفرد وبناء المجتمع وتحصين الأسرة أخلاقيًا)".
وأضاف: "العنوان اُختِير لأنّ زمن الملتقى كان قريبًا من موسم الأربعين، وحضره الجيل الثاني من المهاجرين العراقيين والعرب المحتاجين لمعرفة بعض المعارف في هذه المواضيع، فقد تناولنا فيها دروسًا أخلاقية مستقاة من مدرسة الأربعين، وكيف كان لها أثر كبير في صناعة نصرنا على داعش، وكيف ساعدت مواكب الدعم اللوجستي المقاتلين طوال الحرب، وهي من ثمرات موسم الأربعين، فضلاً عن مساهمة الأخير بشكلٍ فاعل في صناعة الشخصية العراقية المضحية بدءًا بكرم الإطعام وانتهاءً بجودها بالنفس".
وتابع: "شرحنا كيف لبّى أبطال العراق الفتوى دون تفكير في مقابل مادي، وهي مما علّمه موسم الأربعين اياهم طوال عقود، ونمّى استعداداً وراثيًا في سلوكهم لقرون عبر أجدادهم".
وختم السعيدي بالقول: "إنه نظرًا لهجمات الأخلاق ضد شبابنا هناك، وشعور العوائل بالخطر على أبنائهم؛ بسبب ثقافة الجندر، فقد تناولنا أهمية التمسك بالشعائر الدينية في تحصين الأبناء، وسبل حفظ قيمهم وهويتهم الثقافية، وسط أمواج التغريب".