سعيا منه لإظهار وابراز الزيارة الأربعينية المباركة بصورة ناصعة وللمساهمة في ايصال صداها إعلاميا، افتتح قسم الإعلام في العتبة العباسية المقدسة وبحضور ومباركة من متوليها الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، والأمين العام السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين، وعددٍ من السادة أعضاء مجلس الإدارة ورؤساء الأقسام، مركزاً اعلامياً استراتيجياً احتضن الصحفيين والاعلاميين الذين وفدوا من داخل العراق وخارجه.
وجاء تأسيس المركز بهدف تقديم جميع التسهيلات اللازمة لإنجاح التغطية الاعلامية.
وبيّن مدير مكتب المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة الدكتور أفضل الشامي أنّ: "افتتاح المركز يأتي انطلاقاً من توجّه العتبة المقدّسة لدعم الإعلام، خصوصاً في أيام الزيارات المليونية، لاستقبال الإعلاميّين وممثّلي المؤسّسات الصحفية المختلفة من داخل العراق وخارجه، للتعاون معهم وتسهيل عملهم في خدمة الزيارة المباركة".
وقال: "شهد هذا العام تخصيص مكانٍ أوسع للإعلاميّين وتهيئة جميع مستلزماتهم، لتسهيل عملهم في التغطية الصحفية لنقل مراسيم زيارة الأربعين".
لافتاً إلى أنّ: "العتبة المقدّسة تستقبل كلّ المؤسّسات الصحفية التي ترغب في المشاركة بنقل مراسيم الزيارة المباركة".
موضحاً أنّ: "العتبة العباسية المقدّسة هيّأت جميع مواردها البشرية لخدمة الزائرين، لا سيّما في الأيام التي بدأت فيها مراسيم العزاء، بدءاً من صباح يوم الحادي عشر من شهر صفر الخير، واستمرّ حتّى نهاية زيارة الأربعين".
ومن جهته، أشار رئيس قسم الإعلام في العتبة المقدسة السيد علي البدري أن: "افتتاح المركز الإعلامي لزيارة الأربعين هو الأول من نوعه، وقد تضمن أماكن لإجراء المقابلات الإعلامية وأماكن لحفظ أجهزة وأمتعة الإعلاميين، إضافة إلى تسهيل عملية دخولهم وتحركاتهم من خلال منحهم الباجات الإعلامية".
وأضاف: "تلك التسهيلات مكنت الإعلاميين من التحرك بحرية داخل العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية ومنطقة ما بين الحرمين الشريفين ومتقرباتهما، إلى جانب توفير أماكن الاستراحة الخاصة بهم".
وذكر البدري أنّ: "هذه الجهود قدّمت للإعلاميين لنقل صورة واضحة عمّا يجري في كربلاء".
وتضمّن المركز أماكن خاصّة لاستراحة ومبيت الإعلاميّين، بالإضافة إلى توفير صناديق خاصّة لحفظ معدّاتهم وأماناتهم، فضلاً عن توفير حاسباتٍ مزوّدة بخدمة الانترنيت لتسهيل عملية إيصال المادّة الإعلامية وإرسالها إلى مقرّات عملهم.
وأشاد عدد من الصحفيين بدور المركز الإعلامي التابع لقسم الإعلام في العتبة العباسية المقدسة، بتسهيل عمل المؤسسات الإعلامية خلال زيارة الأربعين.
وقال ممثل اتحاد الإذاعات والتلفزيونات العراقية السيد أمير القريشي إنّ: "المركز الإعلامي تجربة كبيرة وناجحة انفردت بها العتبة العباسية المقدسة، من خلال تجمع الإعلاميين المحليين بشكل خاص والعرب والأجانب عموما، وتسهيل مهمة إيصال رسالة الأربعين عبر وسائل الإعلام المختلفة المتواجدة هنا".
وابدى القريشي شكره وامتنانه لجهود القائمين والعاملين في المركز الذي أمسى يضاهي الكثير من المؤسسات الإعلامية.
في حين أبدى السيد أوس طارق رئيس القسم الفني لقناة العراقية العامة إعجابه وسروره البالغ بالمركز الجديد الذي تم تدشينه في زيارة الأربعين.
وقال، "المركز مثل نقلة نوعية في مجال العمل الإعلامي والتنسيقي للقنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى".
وأضاف: "تميز العمل في المركز بالانسيابية العالية، على نحو يختلف عن السنوات السابقة، وذلك بفضل التحضيرات الجيدة والدعم اللوجستي القوي الذي قدمه الإخوة بالمركز".
وفي السياق ذاته، تحدثت الصحفية المصرية سامية علام: قائلة "تعرفنا من خلال المركز الإعلامي على طبيعة الزيارة والمعلومات المهمة وبالأرقام من ناحية الأعداد الوافدة وطرق عدّها وتقييمها".
وأضافت: "إذ كنت اعتقد في بداية الأمر أنّ الأرقام التي تُذكر حول أعداد الزائرين هي أرقام تقديرية، إلا أنّ الواقع وبعد الاطلاع بدا مختلفًا بوجود الكاميرات والأجهزة التقنية المختصّة المعتمدة في العتبة العباسية المقدسة التي تقوم بمهمة الإحصاء".
وتابعت: "ما يُقدّم لنا كصحفيّين عرب وأجانب من معلومات وتسهيلات هو مهم جدًا، لنقوم بدورنا في نقل مراسيم الزيارة عبر وسائل الإعلام إلى المتلقي، كما تعرّفنا عن طريق العاملين على تفاصيل مهمة جدًا حول زيارة الأربعين، يجب أنّ يًخرج إلى المجتمع والشعوب كافّة".
مشيرة: "في الدول العربية نعاني من مشكلة إتاحة المعلومات، ففكرة وجود مركز يجمع أكثر من جهة إعلامية تشارك بنقل هذا الحدث الضخم وتوثيقه، يسهل عملية إيصال المعلومات حوله إلى الصحفيين الذين بدورهم سينقلونه إلى القرّاء والجمهور هو شيء عظيم".
نافذة دليل الزائر
وعلى صعيد متصل افتتح قسم الإعلام نافذة (دليل الزائر)، ضمن موقع شبكة الكفيل العالميّة على الأنترنت.
وقال مسؤول شعبة تقنية الشبكات والمعلومات التابعة للقسم السيد حيدر طالب عبد الأمير: "إن النافذة تضمنت فقرات عدّة يحتاجها الزائر بشدّة، وتحرز أقصى درجات الفائدة له، وتأتي حرصًا منّا على مواكبة ومتابعة الحوكمة الإلكترونيّة والتطوّر الحاصل فيها".
وأضاف: "احتوت الصفحة على فقراتٍ مختلفة، إذ يوجد فيها أكثر من (4086) موقعًا تضمّ فنادق، وحسينيّاتٍ، ومواكب، ومرافق صحّية وخدمية مختلفة، لتساعد في إرشاد الزائر على الطرق وتسهيل حركته داخل وخارج العتبات المقدّسة، وقد زُوّدت الصفحة بلغاتٍ عدّة؛ كي تصل الفائدة للزائرين من الدول كافة".
وتابع عبد الأمير: "اندرج في هذه الصفحة البثّ المباشر للعتبات المقدسة، كالعتبة العلوية المقدسة، والعتبة الحسينية المقدسة، والعتبة العبّاسية المقدسة، ومكنت بذلك الزائر أن يستمع للبثّ باستمرار وبكبسة زرٍّ واحدة".
وتضمّ الصفحة كذلك زيارة أبي الفضل العباس (عليه السلام) بالنيابة؛ إذ يستطيع الزائر إرسال الاسم عن طريق فقرة الزيارة بالنيابة، وتتمّ الزيارة من قِبل السادة الخدم في العتبة العبّاسية المقدّسة.
كما تضمّنت الصفحة وفقًا لعبد الأمير: "(22) مزارًا في كربلاء المقدّسة في فِقْرة دليل الزائر، وبمجرد الضغط على المزار المطلوب سوف تفتح نافذة جديدة تبيّن للزائر الكريم موقع المزار على الخريطة، وتوجد أيضًا عناوين (892) فندقًا، و(2812) موكبًا خدمياً و(12) مرافقَ صحّيةً وخدميّة، إضافة إلى (17) نقطةً دالّة، و(296) موقعًا آخرَ يحتاجها الزائر، والتي بيّنت الأماكن المختلفة في كربلاء المقدّسة".
وتضمّ الصفحة أيضًا بحسب مسؤول شعبة تقنيات المعلومات والشبكات، "فِقْرة (حدثَ في مثل هذا اليوم) التي تبيّن للزائرين المناسبات والأحداث المهمّة، والتي قد يحتاجونها في الحياة اليوميّة وفي أثناء الزيارات والمناسبات المليونية وغيرها، إضافةً إلى فِقْرة البحث عن الوجهات التي يحتاج الذَّهاب إليها الزائر، وتُظهر الموقع الجغرافيّ والعنوان للوجهة المطلوبة بسلاسةٍ ويُسر".
الأفلام الوثائقية والبرامج
الى ذلك أنتج قسم الاعلام في العتبة العباسية المقدسة سلسلة من الأفلام الوثائقية والبرامج الحوارية الخاصة بزيارة الأربعين الخالدة، وبإشراف مباشر من مركز الكفيل للإنتاج الفني، أحد شعب القسم الفنية.
وبحسب مدير المركز بشير التاجر: "فقد جرى انتاج ستين عملا فنيا، تباين بين فيلم وثائقي وحوار وتغطية، وتحقيق وفواصل تعريفية قصيرة.
وقال التاجر: "إن تلك الاعمال التي انتجت قبيل وخلال زيارة الأربعين المباركة سوّقت من خلال موقع المركز الالكتروني ونوافذ مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة الى القنوات الفضائية المحلية والدولية".