الجهد الفكري والثقافي واستثمار زيارة الاربعين
24-09-2023
علي البداحي
يحتل قسم الشؤون الفكرية والثقافية مركزاً متقدماً وأساسياً خلال الزيارات المليونية، لا سيما زيارة الأربعين.
ويجتهد القسم في نشر ثقافة وعلوم ومعارف مدرسة أئمة اهل البيت (عليهم السلام) المنبثقة من الدين الإسلامي الأصيل.
فقد انفرد القسم في برامج وفعاليات غاية الأهمية على صعيد تحصين وتثقيف زائري المراقد المقدسة خلال زيارة اربعينية الإمام الحسين (عليه السلام).
وبحسب رئيس القسم السيد عقيل الياسري: "فقد أدت ملاكات الشعب والوحدات دوراً توعوياً وثقافياً تكلل بمنجزات مرصودة وموثقة، الى جانب تقديم الخدمات الإنسانية الأخرى".
ويقول، "قُسِّمت هذه النشاطات والبرامج على ثلاثة محاور، وهي المحور الثقافي، والخدمي، والأعمال العامّة".
المحور الثقافي
ويتضمن هذا المحور الرئيسي بتأسيس (خيمة نافذ البصيرة الفكريّة)، وهي برنامج ثقافي فكري متنوّع يضم عدة فقرات، أهمّها (الاستشاريّة الفكريّة، اقرأ وتملَّك في خمس دقائق، شاهد في ثلاث دقائق، استمع وتعلّم، مسابقة مهدويّة، نحن نسأل وأنت تجيب).
بالإضافة إلى تنظيم معرض للكتاب يتضمّن مجموعة من الإصدارات المتنوّعة وفي مختلف المجالات الدينيّة والعقائديّة والعلميّة والثقافيّة، مع التركيز على المواضيع ذات الأهمّيّة التي تكون بتماسّ مباشر مع الزائر.
وتتوزع محطّات خيمة نافذ البصيرة على أربعة محاور حيويّة، هي محطّة جامعة العميد طريق نجف - كربلاء، محطّة مدينة سيّد الأوصياء طريق بغداد – كربلاء، محطّة مجمع العلقمي طريق بابل – كربلاء، محطّة مضيف العتبة العبّاسيّة المقدّسة طريق نجف – كربلاء، الى جانب المواكب التي تحظى بدعم العتبة العبّاسية المقدّسة في طريق بغداد – بابل – نجف – كربلاء.
واتخذت من شعار نافذ البصيرة الذي أطلقه الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) بحق أبي الفضل العباس (عليه السلام) عنواناً لها، لأهميّة نفوذ البصيرة الى حياة الإنسان.
ونشاط المحطة الأولى هي، (أنا والكتاب) وفكرتها أنّ الزائر يقرأ الكتاب لخمس دقائق بعدها يمتلك الكتاب.
والمحطة الثانية هي (أنا والهاتف)، وتبين أهميّة الهاتف وخطورته في نفس الوقت كون الهاتف سلاحاً ذا حدين.
اما المحطة الثالثة هي (أنا والمجتمع)، وتعالج هذه المحطّة بعض المشاكل الاجتماعيّة لدى الزائرين.
أمّا المحطّة الرابعة هي (أنا وعاشوراء)، والتي تهدف إلى توضيح مفاهيم النهضة الحسينيّة وكيفيّة الاستفادة من دروس عاشوراء.
وخيمة نافذ البصيرة ومن خلال محطاتها وفعّاليّاتها ليست مخصّصة لفئة معينة، بل تستهدف كافة فئات المجتمع، وتتّسم بالخطاب المعتدل والواضح والمبسط الذي يفهمه الناس بعيداً عن التعقيد.
وضمن محطّة أنا والكتاب التابعة للخيمة كان لنشرتي الكفيل والخميس الأسبوعيتين الحظ الأوفر في التوزيع على الزائرين الكرام المتوجهين لإحياء الزيارة الأربعينيّة في محور النجف – كربلاء.
معرض الكتاب
كما تضمن المحور الثقافي معرض كتاب جاء في سياق خيمة نافذ البصيرة.
وقال مسؤول مركز الفكر والإبداع السيد محمد الأعرجي: "شهد معرض الكتاب إقبالاً واسعًا من زائري الإمام الحسين (عليه السلام) المتوجهين إلى مدينة كربلاء لإحياء زيارة الأربعين المباركة".
وأضاف، "تميّز المعرض بإصداراته المتنوعة، فقد عُرِض فيه (820) إصداراً، ما بين موسوعات ومجلّات محكّمة وكتب دينيّة وعلميّة توزعت على محطاته الثلاثة، جميعها من تحقيق العتبة العبّاسيّة وطباعتها، وقد سجّل الجناح حضورًا واسعًا من القرّاء ورواد المعرض".
وتابع، "كما نُظّمت أيضا مسابقة فكريّة تضمّنت عددًا من الأسئلة الثقافيّة والدينيّة والفكريّة، عن طريق سحب تلك الأسئلة والإجابة عليها، ليحصل الفائز على مجموعة من إصدارات العتبة العبّاسيّة المقدّسة".
من جانب آخر قال الزائر عادل باقر، أكاديمي من مدينة الأهواز: "نشكر العتبة العبّاسيّة المقدّسة ممثلة بقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة على جهودهم الكبيرة في تنظيم هذا المعرض والمسابقة الفكريّة".
مضيفا، "هذه الفعّاليّات تعزّز التفاعل الفكري والثقافي بين الزوار، وتسهم في تعزيز الوعي الديني والثقافي، ونحن نأمل أن تستمر بتقديم المزيد من الفعّاليّات والإصدارات التي تسهم في إثراء المشهد الفكري والثقافي في المجتمع".
المحور الخدمي
اما المحور الخدمي فقد تمثل بالنشاطات الخدميّة التي وفرها القسم، ومنها تقديم وجبات الطعام والشراب على مدى أيّام الزيارة من خلال المواكب الخدميّة التابعة للقسم.
ومن اهم تلك المواكب، موكبي (عشّاق الكفيل، وموكب العميد).
كذلك خدمة إرشاد التائهين التي تقدّم عن طريق تطبيق حقيبة المؤمن، والتي من شأنها أن تُساهم خلال الزيارة المليونيّة في حل مشكلة المفقودين، وتساعد في الحفاظ على الأطفال والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة من الفقدان.
موكب عميد بني هاشم (ع)
وفي سياق متصل، باشر خدام موكب عميد بني هاشم (ع)، وللسنة الخامسة على التوالي، بتقديم الخدمات والدعم اللوجستي.
ويدير هذا الموكب مركز الفكر والإبداع ومركز العميد التابعان لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة.
ومن الخدمات التي اعتاد عليها في كل عام هي توزيع وجبات الإفطار الصباحية أكثر من (1000) وجبة يوميًا، بالإضافة إلى توزيع كميات من العصائر الطبيعيّة والمياه الباردة في الفترة المسائية.
وموكب عميد بني هاشم (ع) قد تأسس منذ عام 2019م، والى الآن يقدم خدماته إلى الزائرين الوافدين إلى مدينة كربلاء المقدسة.
خدمة دليل الزائر
في سياق متصل أطلق القسم أيضاً خدمة دليل الزائر، وهي إحدى الخدمات الإلكترونيّة المقدّمة من خلال تطبيق حقيبة المؤمن، وتضم البوابة التي أطلقها مركز التطبيقات البرمجية التابع للقسم المذكور كل ما يحتاجه الزائر من خدمات تخص الزيارة الأربعينيّة.
وقال مدير المركز السيد علي الجيّاشي: "تم تكثيف الجهود للمشاركة الفعّالة في الزيارة الأربعينيّة وتوفير الخدمات التي يحتاجها الزائر عبر بوابة دليل زائر الأربعين المباركة، والتي تعنى بتقديم كل ما يحتاجه الزائر من مواقع مهمّة أثناء المسير والوصول إلى مركز مدينة كربلاء المقدّسة، حيث المراقد والحسينيات والمواكب والفنادق والحمامات الصحية وبعض النقاط الدالة".
وأضاف، "تضمنت البوابة إدخال أكثر من ٥٠٠٠ مكان مع تحديد الموقع الجغرافي الدقيق بواسطة الـ(GPS) حسب التكنولوجيا الحديثة التي يعمل عليها المجتمع في إيجاد المواقع المهمّة".
وأوضح، "المميزات التي وفرها التطبيق للمستخدم هي خدمة إظهار بعد المسافة بين المستخدم والنقطة المقصودة والوقت المستغرق لقطع هذه المسافة، كما يوفر خاصيّة إرشاد المستخدم إلى المكان المقصود عن طريق رسم خط على الخارطة".
وأكّد، "إنّ عدد المستفيدين من هذه الخدمة من الزائرين في الزيارة الأربعينيّة بلغ (642،884) مستخدم".
مبيناً،" سجّل المركز أكثر من (33) مليون قراءة لزيارة الأربعين من خلال تطبيق حقيبة المؤمن".
مشيراً، "بلغ عدد القراءات التي تم تسجيلها عن طريق هذه الخدمة خلال الزيارة الأربعينية (33،331،405) قراءة، بواقع (5,000,000) مستخدم".
محور الأعمال العامّة
وفي سياق متصل تستمر المراكز والشعب التابعة للقسم بتأدية الأعمال والنشاطات العامّة خلال الزيارة الأربعينيّة كإصدار الكتب والمجلات العلميّة والثقافيّة.
وكذلك إصدار النشرات والبروشورات التي يتم توزيعها على الزائرين الكرام خلال أيام الزيارة، فضلاً عن الأنشطة والمهام الرئيسة للقسم.
معهد تراث الأنبياء
من جهته بادر معهد تراث الأنبياء التابع لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة ببثّ مباشر باللغتين الإنكليزيّة والأرديّة، وتغطية شاملة لطريق الزائرين خلال الزيارة الأربعينيّة عبر صفحاته الإلكترونيّة.
وقال مسؤول المعهد الشيخ حسين الترابي: إنّ "أهميّة هذه التجربة المتمثلة بالبثّ المباشر وبلغات متعدّدة ركز على نشر الوعي الثقافي بين صفوف المشاركين في زيارة الأربعين".
ويضيف، "كذلك أسهم البث المباشر وبلغاتٍ متعدّدةٍ في تعزيز التفاهم بين المسلمين وغير المسلمين، ومكن من يرغب في مشاركة المعرفة وطرح الأسئلة".
مشيرا، "كما يهدف البرنامج الى تعزيز التلاحم والترابط الإنساني في مختلف البلدان والثقافات الأخرى، ونقل معاني هذه التجربة الروحيّة العظيمة إلى جمهور عالمي عبر المنصّات الإلكترونيّة".
مكتبة العتبة العباسية المقدسة
بدورها قدمت مكتبة العتبة العبّاسيّة المقدّسة خدماتها الرقميّة أثناء فترة زيارة الأربعين للباحثين عن بعد، الذين تواجههم صعوبة في الوصول إلى مقرّها بسبب توافد ملايين الزائرين.
وقال مدير مركز المعلومات الرقميّة التابع للمكتبة عمار الجواد: "لضمان استمراريّة تقديم مصادر المعلومات الرقميّة بمختلف أوعيتها المعرفية إلى الباحثين، اتجهت جهود المركز إلى تقديم مصادر المعلومات عبر المواقع الإلكترونية المُعدّة لهذا الغرض".
مبينا، "شملت هذه المواقع ثلاث خدمات رقميّة، وهي (خدمة الإعارة عن بعد، وخدمة معرفة نسبة الاستلال، وخدمة إهداء المصادر عن بعد)".
وأضاف، "خدمة الإعارة عن بعد تقدّم المصادر الرقميّة للمستفيدين، حيث يستطيع الباحث أن يطّلع على المصدر وهو في منزله من خلال بريده الإلكتروني، ويتمكن من معرفة نسبة الانتحال العلمي في بحثه أو أطروحته أو رسالته الجامعية من دون الحاجة للحضور إلى الموقع الجغرافي للمكتبة عن طريق خدمة معرفة نسبة الاستلال".
وأشار، إلى أنّ "في حال رغبة الباحث إهداء مؤلفه العلمي إلى المكتبة، ولكن يتعذر عليه الحضور إليها، فيمكنه إرساله للمكتبة من خلال الموقع الإلكتروني لخدمة إهداء المصادر عن بعد، وسيُسلّم كتاب شكر وتقدير يرده عبر بريده الإلكتروني".
وبحسب مدير مركز المعلومات الرقميّة فإنّ، "القاعة الرقميّة في مكتبة العتبة العبّاسيّة المقدّسة افتتحت لزائري الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام) طوال فترة زيارة الأربعين لمن يستطيع الحضور، إذ تقدم لهم الخدمات المكتبية كافّة، بالإضافة إلى الإنترنت المجاني للاستخدامات العلميّة".
كشافة الكفيل والموكب الثقافي
في السياق ذاته.. افتتحت جمعية كشافة الكفيل الموكب الثقافي، ضمن فعاليات برنامج التطوير الحسيني الشامل بنسخته السابعة، والذي تضمن مجموعة من المحطات الثقافية ذات المعالجات النوعية للتحديات والتهديدات القيمية والاخلاقية والفكرية المعاصرة، والتي تستهدف تحصين الوعي لدى الشباب والفتية والحفاظ على هويتهم الثقافية من التشويه والانحراف والضياع.
وقال مسؤول شعبة الأنشطة والمخيمات في جمعية كشافة الكفيل التابعة الدكتور زمان الكناني: إنّ "الجمعية بملاكاتها الإدارية والفنية والتطوعية افتتحت الموكب الثقافي العالمي على طريق سير الزائرين المتوجهين صوب مرقد الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام)".
مبينًا، "موقع الموكب على محور (كربلاء – النجف) ".
وأضاف، "محطة الفتية من المحطات المهمة ضمن فعاليات الموكب الثقافي العالمي شهدت تفاعل كبير من قبل الفتيان من عمر ٩ إلى ١٥ سنة".
وتابع الكناني، "قدّم الموكب الثقافي ورشات ومحاضرات نوعية مختصرة للأسرة المسلمة في محطة التربية الأسرية التي تستهدف تحصين المرأة المسلمة".
وأشار، "محطة الأجانب طرحت بعض المفاهيم الحسينية باللغتين الإنكليزية والفارسية، إلى جانب محطة المسرح الحسيني التي تعرض مسرحيات هادفة وأناشيد حسينية من إنتاج الفرق المسرحية والإنشادية في جمعية كشافة الكفيل".
وتضمنت فعاليات الموكب إقامة صلوات الجماعة، التي اعقبها جلسات شرح لبعض الأحكام الشرعية، ومحاضرات مختصرة لعموم الزائرين من قبل بعض الفضلاء.
واشترك في المحطات الثقافية أكثر من (150) متطوع من جمعية كشافة الكفيل المدربين بعناية خاصة، إلى جانب مشاركة مجموعة من طلبة العلوم والأساتذة الجامعيين.
وفيما يخص العمل المسرحي قال المسؤول عن النشاط في شعبة الأنشطة والمخيّمات السيد علي جبار: إنّ "العمل المسرحي (يا ليتني) تناول قضايا مجتمعيّة مهمّة، أبرزها نصرة القرآن الكريم، الذي تدور أحداثه حول أهميّة القرآن الكريم وآليّات الدفاع عنه".
مضيفاً، أنّ "العرض المسرحي من تأليف السيدة (زهراء سالم) وإخراج السيد (عباس جاسم) وإشراف مباشر من شعبة الأنشطة والمخيمات التابعة للقسم المذكور".
مسرحية يا ليتني التي تمحورت فكرتها حول أهمية القرآن الكريم وطريقة الدفاع عنه بصورة عملية، وجاءت المسرحية من اعداد الكاتبة زهراء سالم وإخراج الاستاذ عباس جاسم علما انه تقدم أربعة عروض في اليوم الواحد اي استقبال ١٠٠٠ زائر يومياً لمحطة المسرح.