"السيرة النبوية بين الحقائق الموثقة والتأويلات المزيفة" الجزء الثاني من ميزان تصحيح السيرة النبوية

16-07-2023
هيأة التحرير
ضمن فعاليات ملتقى السيرة، نظمت دار الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) في مركز العميد الدوليّ للبحوث والدراسات التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة ندوتها الفصلية الثانية التي توسمت بعنوان (ميزان تصحيح السيرة -الجزء الثاني-)، ضمن سلسلة ملتقى السيرة النبوية.

وافتتح الندوة التي احتضنتها قاعة الإمام الحسن (عليه السلام) في العتبة المقدسة مدير الدار الأستاذ الدكتور عادل نذير بيري، وضمت محاضرة للأستاذ في الحوزة العلمية سماحة السيد محمد حسين العميدي، الذي تطرق في الجزء الأول منها إلى بيان أسس كتابة السيرة النبوية.
وذكر العميدي، أنَّ "مسائل السيرة تقع في مجموعتين؛ الأولى، هي السيرة الخاصّة والتي تمثل جملة من المواقف الشرعية، ولا بُدَّ من أنْ تستند على مستندات شرعية أسوةً بسائر مسائل الفقه".
وأضاف، "الثانية هي السيرة العامة والتي تمثل جملة من المواقف والمحكيات العامة التي وقعت في حياة النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، مما يكفي في إثباتها الآليات التي يُثبت بها التاريخ العام".
وبين استاذ الحوزة، "المستندات التي تعتمد لكتابة السيرة يمكن أنْ تكون قرآنية، أو روائية عن المعصوم (عليهم السلام)، أو روائية عامة بشرط أن تكون موثوقة".
ولفت العميدي الى، ان "هناك محوراً رابعاً مهماً؛ ويتمثل بالقواعد الاجتماعية والنفسية العامة، التي تحافظ على عدم تعارض الحكايات مع واقع الخصائص الاجتماعية المألوفة، أو الخصائص النفسية المتعلّقة بالشخصيات المختلفة التي يرد ذكرها في تلك السيرة".
وتابع، "لا يخفى على المتابعين في هذا المجال العلمي التخصصي الذي يتناول السيرة النبوية المباركة أن هنالك دعوات بين فترة وأخرى تظهر لكتابة السيرة وفق المعطيات المستجدة والمستحدثة من التطور العلمي والرؤى البشرية تتطور عند الإنسان، وبالتالي ينظر إلى الأمور نظرة تتناسب مع هذا العصر والرؤى لدى الناس".
ومرجحا، "ان يكون هنالك تراكم لدى الناس من الشبهات أو التشويهات المتعمدة وغير المتعمدة من قبل من هم أعداء لهذه الشخصية العظيمة، أو من قبل الجهلاء الذين يتطرقون من غير تناول بعض الأمور أو يعتمدون على بعض الروايات الضعيفة، ويروجون لها فتكون هناك حاجة لإعادة النظر في هذه السيرة، كما هو الشأن في إعادة النظر في التفسير والعلوم الأدبية وهذا أمر عام".
وكشف العميدي، ان "دار الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) ضلعت بمهمة إعادة كتابة السيرة المباركة، لكن لابد من وجود ضوابط معتمدة ومقبولة لدى المجتمعات والجامعات العلمية المختلفة للأخذ بها حتى تكون مقبولة عند الجميع".
موضحاً، "هنالك روايات متفق عليها، فالنص القرآني حجة للمسلمين كافة، والمعلومات التاريخية العامة التي هي ليس محل خلاف مثل حدوث المعارك وغيرها، لكن العالم الغربي تجرأ على شخصية النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم)؛ لوجود ثغرات في بعض الروايات شوهت هذه الصورة المشرقة مما استغلت من قبل خصومها وبين فترة وأخرى نسمع مثل هذا التصرف المشين تجاه النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم)".
من جهته اعلن رئيس دار الرسول الأعظم J الدكتور عادل نذير، أن "الدار من المؤسسات الفكرية والبحثية التي ترعاها العتبة العباسية المقدسة لتسليط الضوء على سيرة النبي الأكرم(صلى الله عليه واله وسلم)، بوصفها مصدراً من مصادر التشريع الإسلامي التي يجب أن تنقى من أي تشويه أو عارض".
مشيراً، "نحن على أعتاب المؤتمر الثالث عن شخصية النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم)، ولها سلسلة مسابقة عن الرسائل الجامعية ولاسيما رسائل الماجستير".
في السياق ذاته، اوضح الأستاذ الدكتور شعلان عبد علي السلطان عضو الدار، ان "سماحة السيد محمد حسين العميدي قدم بحثاً بعنوان (ميزان تصحيح السيرة) وهو الجزء الثاني، بعد أن قدم في الندوة السابقة الجزء الأول منها.
وقال، "تضمنت الندوة عدة محاور اعتمدت على المبادئ الأساسية في كتابة وتصحيح السيرة النبوية والبت بما هو عليه خلاف السيرة النبوية المباركة حسب ما جاء به الأستاذ من جامعة المثنى/ كلية التربية الأساسية/ قسم التاريخ الدكتور محمد جبار العامري".
وأتاحت الفرصة للمشاركين في الندوة لطرح الأسئلة وفتح باب النقاش والمداخلات لما تم تداوله فيها، كما جرى تكريم السيد محمد حسين العميدي، والحضور الكريم بشهادات مشاركة.