وزير العدل العراقي: نعمل على برنامج إعادة تأهيل ودمج السجناء في المجتمع بالاتفاق مع العتبة العباسية المقدسة
14-07-2023
هيأة التحرير
يكون الوقت داخل السجن ثقيلاً وصعباً على السجناء ذلك لأنهم في معزل عن أهلهم وعن العالم الخارجي والحياة الطبيعية للإنسان وهم مجبرون على المكوث داخل غرف محدودة دون ممارسة الحرية خلال الفترة الزمنية التي تم الحكم عليهم بها ذلك ما يحجم مدى التفكير والابداع لديهم وقد يؤول ذلك الى عدم تقبل الناس بعد خروجهم من السجن وقد لا يعود إنسانا سويا في نظر المجتمع.
هذا ما دفع وزارة العدل العراقية عبر وفداً يترأسه معالي الوزير خالد شواني الى زيارة العتبة العباسية المقدسة لفتح سبل التعاون في انشاء برنامج يهدف الى تأهيل السجناء داخل السجون الإصلاحية وزرع في أنفسهم الروح الإنسانية لتمكينهم من الانخراط في الحياة العامة، وعدم التفكير في اختراق القانون بعد انتهاء فترة حكمهم.
وناقش وزير العدل السيد خالد شواني مع الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين إمكانية مساعدة الوزارة في انشاء برنامج الاعتدال ونزع التطرف وتقويم سلوك المجرمين داخل السجون لإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع.
وتتركز المساعي على ان يكون البرنامج الاعتدالي لتقويم السلوك لدى السجناء قائما على دورات دينية وثقافية ومعرفية والتعرف على النشاطات الخاصة بهم لتحفيز روح الابداع داخلهم، بالإضافة الى تقويم السلوك العام لديهم لإرجاعهم اشخاص صالحين ومنتجين في المجتمع، الى جانب غرس روح الامل والشغف لديهم للتطوير من ذاتهم والاجتهاد في الحصول على مكانة مرموقة وإزاحة اليأس عن نفوسهم.
وقال وزير العدل العراقي، إن "العتبة المقدسة تقدم عملا كبيراً في المجال الثقافي والاجتماعي وفي توثيق الحقبة الماضية من تاريخ العراق مبيناً أنها أصبحت مكاناً للإلمام بجميع الأمور المتعلّقة بالأمن والقضايا الحياتية، فضلاً عن كونها مؤسّسة متكاملة في المجالات الثقافية والدينية، بالإضافة إلى المجالات المهنية والحرف الزراعية وغيرها".
وتابع "العمل الهادف للعتبة العباسية المطهرة على نشر فكر الاعتدال الذي يعد فكراً أصيلاً في التاريخ الإسلامي والمبادئ التي يتبعها الدين الإسلامي الحنيف".
واشار وزير العدل الى، أن "كربلاء المقدسة تعد ذا قيمة حضارية إسلامية كبيرة لما لها من خصوصية ليست فقط دينية بل سياسية واجتماعية، أيضاً وهي مدينة كبيرة بتاريخها وحضارتها ومكانتها وأهلها".
وأردف، "عمل المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف تجربة نوعية مهمة لتوثيق معاناة العراقيين في فترات معينة، واكد على تعاون الوزارة مع المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف".
بدوره قال الأمين العام للعتبة المطهرة السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين، ان "الزيارة تضمنت مناقشة آلية التعاون المشترك وبحث إمكانية عقد اتفاقيات تعاون تخص توثيق جرائم التطرف والانتهاكات والإبادة التي تعرض لها العراقيون، خصوصاً فيما يتعلق بآثار جرائم النظام البائد مثل المقابر الجماعية وتاريخ السجناء السياسيين في العراق".
وأضاف، "جاء في اللقاء كذلك الحديث عن فتوى الدفاع الكفائي والبطولات التي سطرها العراقيون فضلاً عن توثيق مجزرة سبايكر من خلال مراكز متخصصة أنشأتها العتبة المقدسة".
ويعد المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف والابادة الجماعية من المراكز الحيوية التابعة للعتبة المقدسة الذي يعمل على كتابة تاريخ العراق خلال الفترات الماضية بأيدٍ امينة اذ أصدر العديد من الموسوعات كموسوعة التطرف وموسوعة مجزرة العصر سبايكر، وتنظيم مهرجانات ثقافية لمناقشة البحوث التاريخية فضلاً عن نشر الفيديوهات الواقعية عن الحقب الماضية وكل ما تعرض له البلد العزيز.
وبين رئيس المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف الدكتور الشيخ عباس القريشي، إن "المركز مستعد للمبادرة والانفتاح للتعاون مع جمع المؤسسات والمراكز ووزارة العدل العراقية في تنفيذ عدة مشاريع توثيقية تساهم في حفظ الذاكرة العراقية من التزييف والتحريف".
وتستقبل العتبة المطهرة الوفود الرسمية وغير الرسمية ضمن سلسلة زيارات المؤسسات المحلية والدولية في المجالات المختلفة لتبادل الخبرات وفتح افاق التعاون مع العتبة المقدسة او الاطلاع على المشاريع الرائدة والاستثمارية داخل محافظة كربلاء المقدسة وخارجها.
وفي ختام زيارته تشرف الوزير العراقي بزيارة ضريح المولى ابي الفضل العباس (عليه السلام) مستلهماً من مواقفه البطولية معاني التضحية في سبيل المبادئ التي يؤمن بها الإنسان مثل العدالة والحرية والمساواة والايثار التي أرسى قواعدها رسول الإنسانية أبو القاسم محمد (صل الله عليه واله وسلم).