تعمل ملاكات العتبة العباسية المقدسة بتفانٍ وإخلاص في التطوير العمراني للمراقد الدينية، وهي تدرك تماماً أهمية الحفاظ على هذه البقع الطاهرة؛ لتعزيز جمالياتها وبنيتها العمرانية.
وتولي الجهات المشرفة اهتماماً كبيرًا للحفاظ على المواقع التاريخية والأثرية، ويتم تنفيذ برامج الترميم والصيانة الدورية للمباني للحفاظ على أهميتها ورونقها وعمرها.
إذ باشر قسم الصيانة الهندسية في العتبة العباسية المقدسة ممثلا بوحدة المرايا ببدء تنفيذ تقنية جديدة ومتطورة للحفاظ على قبة مقام الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، بحسب مسؤول الوحدة حسن سعيد مهدي صالح.
وقال، ان "تقنية الحقن المستخدمة في تقوية هيكل القبة والكاشي الكربلائي هي تقنية حديثة تعتمد على تثبيت أنابيب داخل الهيكل المتضرر وحقن مادة الـ(سيكاديور) ((Sikadur لسد الثغرات والفراغات التي تؤدي إلى اختراق مياه الأمطار إلى داخل الهيكل".
وأضاف، أن "هذه المادة تعمل على لصق الهيكل من الداخل وتقويته، وتمنع تساقط التغليف الخارجي للكاشي الكربلائي".
ولفت سعيد إلى، أنه "قد تم استخدام هذه المادة أيضًا في تقوية مواد البناء مثل الجص في أروقة حرم أبي الفضل (عليه السلام)، مما يجعلها صلبة ومقاومة للظروف المناخية".
وبحسب الخبراء فان مادة السيكاديور عبارة عن معجون ترميم مقاوم للرطوبة، متغير الانسيابية، مكون من مكونين يعتمد على مزيج من راتنجات الايبوكسي وحشوات خاصة مختارة عالية القوة، مناسب للاستخدام في الظروف الحارة والاستوائية.
ويشير مسؤول وحدة المرايا، الى "تجنب استخدام مقاطع الحديد في هيكل القبة؛ لأن هذه العملية تتطلب رفع جميع مواد البناء والكاشي الكربلائي وتم تنفيذ الطريقة الحالية للحفاظ على هيكل القبة القائم".
موضحا، "تتأثر الأسطح الخارجية وتتلف نتيجة للظروف الجوية وارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، بالإضافة إلى اختراق مياه الأمطار".
ويكمل، "يجب أن يتم العمل في مثل هذه الأعمال تحت إشراف خبراء في هذا المجال لتجنب الأخطاء الإنشائية وضمان تنفيذ قبب الأضرحة أو المساجد".
ويتابع، "يتم تثبيت أنابيب الحقن بعد فحص جميع المناطق المتضررة التي توشك على السقوط، ثم يتم تثقيب الجدران وإدخال الأنابيب البلاستيكية في الفتحات وتثبيتها بشكل جيد باستخدام مادة الجبس لضمان عدم تسرب مواد الحقن".
منوهاً، "بعد عملية الحقن، يتم استعادة النقوش المتساقطة ويتم تطبيق مادة لتقوية الفتحات الخارجية لنقوش الكاشي الكربلائي، تكون هذه المادة ملونة بألوان تناسب الكاشي القديم وتضيف قوة ومتانة للترميم المستقبلي".
ويختتم، "تعمل هذه التقنية على زيادة عمر الهيكل العمراني للقبة دون الحاجة إلى رفع الهيكل وإعادة تصنيع الكاشي من جديد، وهو ما قد يكون مكلفًا جدًا".