لماذا يلجأ الطلبة الى السراديب؟ حكايات ومواقف للأبناء والاباء
07-07-2023
عبد الله اليساري
بحثا عن الهدوء والأجواء المساعدة على التركيز، يلجأ "حيدر شاكر عباس" أحد طلبة المرحلة المتوسطة إلى سرداب الكف في العتبة العباسية المقدسة للمذاكرة قبيل انطلاق الامتحانات النهائية.
إذ يواظب حيدر وكثير من أقرانه على التحضير والدراسة في سراديب العتبة المقدسة لما توفره من وضع ملائم للقراءة دون ضجيج أو ضوضاء، إلى جانب استمرار التكييف والإنارة على مدار الساعة.
ويرى حيدر ان الأجواء في المنازل والحدائق العامة لا تساعد بشكل كبير على التركيز في الدراسة كما هو الحال داخل العتبة المقدسة.
ويقول، "ارتفاع درجات الحرارة وقلة ساعات تجهيز الكهرباء في المنزل تحد من قدرتي على التركيز، فيما تضج الحدائق العامة بالضوضاء التي تشتت الذهن".
في حين يشير طالب المرحلة الإعدادية عبد الله ميثم الى، "ان الأماكن التي وفرتها العتبة المقدسة مجهزة بكافة الاحتياجات، ابتداء من ماء الشرب البارد والإنارة الجيدة الى جانب التكييف الجوي مما يجعل من السرداب اماكن مثالية للمذاكرة المدرسية".
مبينا، "اقضي في السرداب أكثر من عشر ساعات يوميا للدراسة في ظل أجواء مريحة جدا".
وبتوجيه من المتولي الشرعي للعتبة المقدسة السيد احمد الصافي (دام عزه)، خصصت الأمانة العامة عدة سراديب أسفل الصحن الشريف لطلبة المدارس قبيل فترة الامتحانات، مهيأة بكافة مستلزمات الراحة المطلوبة.
وبحسب مسؤول وحدة السراديب حسن فاضل عبد علي، "منذ ساعات الصباح الأولى تستقبل العتبة المقدسة عشرات الطلبة".
وقال، "نشهد اقبالاً متزايداً من الطلبة الذين يفدون على العتبة المقدسة بهدف الدراسة والمراجعة والتحضير للامتحانات ومن كلا الجنسين".
وشيدت العتبة العباسية المقدسة أسفل الصحن الشريف ثمانية سراديب، منها للنساء وأخرى للرجال، والهدف من تشييدها استيعاب الاعداد المليونية للوافدين على العتبة المقدسة أيام الزيارات المخصوصة كزيارة العاشر من محرم الحرام، او زيارة الأربعين، او زيارة النصف من شعبان.
ويحمل كل سرداب من السراديب اسما من الأسماء المباركة للائمة (عليهم السلام)، او دلالة لمرفق من مرافق العتبة العباسية المقدسة، فيما تبلغ مساحة السراديب مجتمعة أكثر من عشرة آلاف متر مربع.
وهي: وسرداب الامام الحسن (عليه السلام)، وسرداب الامام الحسين (عليه السلام)، وسرداب الامام موسى الكاظم (عليه السلام)، وسرداب صاحب الزمان (عجل الله فرجه)، وسرداب الامام علي الهادي (عليه السلام).
وأيضا، سرداب باب الكف، وسرداب العلقمي، وسرداب باب القبلة.
احمد عبد اليمه، أب لثلاثة اولاد وبنت، جميعهم طلبة في المراحل الثانوية، وقد درجوا على المذاكرة في سراديب العتبة المقدسة بحسب والدهم.
ويقول، "اصطحب اولادي وابنتي بشكل شبه يومي لزيارة ابي الفضل (عليه السلام)، قبل ان نذهب الى أحد السراديب".
مبينا، "القراءة والمذاكرة داخل العتبة استثنائية مفيدة جدا لأبنائي خصوصا ان الأجواء تتميز بالهدوء ودرجات الحرارة مستقرة ومقبولة".
ويضيف، "في هذا المكان المقدس ينعزل الطالب مع نفسه للمذاكرة دون أي ازعاج، بالإضافة الى ذلك ينعم بالراحة النفسية والاطمئنان لكونه بالقرب من قمر بني هاشم (عليه السلام)".
اما السيدة اقبال عبد الحسين هي أيضا تشاطر عبد اليمه في رأيه، مشيرة الى انها وابنتها الوحيدة تقضيان ساعات طويلة داخل العتبة المقدسة.
وتقول، "مع دخولنا للحرم تنصرف ابنتي الى السرداب الخاص بالنساء للمذاكرة، فيما اقضي وقتي في التعبد والدعاء".
وتضيف، "الشكر والعرفان لكل من ساهم في تهيئة هذه الأجواء والأماكن وسخرها لخدمة أبناء المدينة".