طالب ماجستير عراقي يتناول في رسالته نصوص "علي حسين الخباز" المسرحية كأنموذج

04-07-2023
محمد عرب
جرت يوم الخميس الموافق 18/ 5/ 2023م في قاعة التربية الفنية في كلية الفنون الجميلة/رجامعة بابل، مناقشة رسالة الماجستير للباحث صباح سامي فرهود الحسني والموسومة بـ(الشخصية التأريخية في نصوص علي حسين الخباز المسرحية)، وقد أُجيزَت الرسالة بتقدير (جيد جداً عالي).
وسلط فيها الباحث الضوء على النصوص المسرحية للكاتب علي حسين الخباز، مسؤول شعبة الاعلام المقروء في العتبة العباسية المقدسة، والذي يتميز بأسلوبه الفريد في ظاهرة صياغة النصوص المسرحية وطريقة ذكية جداً؛ بإعطاء عنوان مميز للشخصيات السلبية في العمل المسرحي، مع تركيزه على عناصر الصراع الداخلي والتشظيات الفكرية التي تنشأ بين الرغبة والرهبة.
وقال رئيس الجلسة البحثية الاستاذ الدكتور التدريسي اياد كاظم طه السلامي: "منذ فتره ليست بالقصيرة حاولنا جاهدين مع مجموعة من التدريسين في كلية الفنون الجميلة بالتأسيس للمنجز المسرحي العراقي من خلال الدراسات الأكاديمية".
مبينا، "يزخر المجال المسرحي بمبدعين سواء على مستوى التأليف او الاخراج او التمثيل بمبدعين ونتاجاتهم تشكل ظاهرة في المجال المسرحي العراقي".
مستدركا، "لكن لا يوجد من باحثينا من الطلبة في الماجستير والدكتوراه من يسلط الضوء والكشف عن هذه الطاقات تأصيلا وتوثيقا للمنجز المسرحي العراقي، ومنها الرسالة التي تمت مناقشتها حيث تم تسليط الضوء على كاتب مسرحي عراقي له بصمة في التأليف المسرحي، وهو الاديب والشاعر علي حسين الخباز".
وأشار رئيس الجلسة الى، اننا "نعرف الكاتب علي الخباز منذ أكثر من عقدين، وهو يحمل فكراً وعقيدة راسخة، فهو يكتب وعينه على واقعة الطف، فكانت اغلب نتاجاته تتجه نحو النهضة الحسينية".
موضحا، "كتابات الخباز تستل الشخصيات السلبية في الواقعة لتحولها الى دليل ادانة وكشف الزيف وفرزه عن الحق".
مؤكدا على ان الخباز، "يتعمق داخل الشخصية ويسبر اغوار الشخصية الحياتية، ويحولها الى شخصية مسرحية بطريقة كشف الجانب المضيء للشخصية، مع تبيان ان ضغوط البيئة والحياة جعلت من تلك الشخصيات ان تجانب الحق".
ومن جهتها تحدثت المناقشة الاستاذة في الجامعة المستنصرية كلية التربية الدكتورة منتهى طارق قائلة، "اليوم نحن في صدد مناقشة بحث للشخصية التاريخية في نصوص علي حسين الخباز المسرحية، حيث يعد كاتباً مهماً ولن يتناول مسبقا وهذه اول دراسة على الكاتب رغم الكتابات الصحفية الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعية والشبكات الاخرى وبالصحف، لكن كدراسة اكاديمية هذي تعد هذه الاولى من نوعها".
واضافت،" ان الباحث اصاب بهذه الرسالة، وهناك وقفات خطرة للدراسة بأنه استوقف التاريخ وامدنا بمعلومات تاريخية مهمة، ويعرج على الفلسفة بالتاريخ، وهذه منطقة جدا خطرة وخاصة بأن يتناولها كباحث ماجستير وهذه تحسب للباحث.
وأشارت، أن الكاتب هنا اختص بواقعة الطف بالخصوص، ولاحظنا التنوع بالشخصيات جداً متميزاً؛ لكونه لم يأخذ الشخصية التاريخية للإمام الحسين (عليه السلام) فقط، وانما اخذ الشخصيات السلبية لواقعة الطف وعالجها ووظفها بشكل ممتاز وبشكل لافت".
ودعت طارق، "المخرجين المسرحيين بأنه يأخذوا هذه المسرحيات والوقوف بجنبها، وإبرازها حتى يتعرف المتلقي على الواقعة بأسلوب مختلف، حسب رؤية الكاتب الذي تناولها بشكل غير تقليدي كما هو معروف".
واشارت الى، "البحث ثري وممتع جدا واخذنا لمساحات نقاشية جدا واسعة وأدخلنا بدهاليز الفلسفة والتاريخ والكتابة الادبية والدرامية؛ فشكرا للباحث وشكرا للكاتب، وشكرا لكلية الفنون الجميلة بإتاحتها لنا هذه الفرصة الجميلة".
من جانبها أوضحت المشرفة على رسالة الباحث، المتخصصة في جامعة بابل الاستاذ المساعد الدكتورة وسن عبد الامير حسين: ان الهدف الرئيسي للرسالة هو التعرف على الشخصية التاريخية في نصوص علي حسين الخباز المسرحية.
وقالت، "تناول البحث الطريقة وكيفية تعامل الكاتب علي الخباز مع الشخصية التاريخية من ناحية شكل التوظيف وفق قراءة جديدة".
مبينة، "كان سير البحث ابتداء من تقديم فهم حول التاريخ وفلسفته ومحركاته وعلاقته بالكاتب المسرحي، مع بيان وجه الافتراق والاتفاق بين الكاتب الدرامي والمؤرخ، عروجا بالمسرح العالمي وانتهاء بالمرجعيات الفكرية للكاتب وعوامل تطوره، ومن ثم تحليل مجموعة من نصوصه للوقوف على طريقته في توظيف الشخصية التاريخية".
واضافت، "البحث خرج بمجموعة نتائج؛ جسّد الكاتب علي حسين الخبّاز تناقضات المجتمع من خلال واقعة الطف، عن طريق إعمام شخصياته التاريخية، وعدم انحسارها بعمر بن سعد وحميد بن مسلم وعبيد الله بن زياد التاريخيين".
مستشهدة؛ "دأب الخبّاز من خلال نصوصه (الصراع، ومحاكمة حميد بن مسلم، والنورس) بإثارة قريحة المتلقي بفك شيفرات ما بين السطور، من خلال توظيفات فكرية واجتماعية وسياسية واخلاقية".
وتتابع، "كان الابطال في نصوصه المسرحية هم السلبيون، لوجود مساحة يمكن الاشتغال عليها، كما في صراع عمر بن سعد مع نفسه، وحميد بن مسلم وعبيد الله بن زياد؛ لأن الصراع يتولد بسبب الجهل بعواقب الامور والشهوات النفسية وعدم وضوح الرؤية وغموضها".
وترى عبد الأمير، إنّ توظيف الخبّاز للشخصية التاريخية في نصوصه الدرامية يدخل ضمن مفهوم مسرحيات الصوت الداخلي في الشخصية، والممثل الواحد المنشطر على نفسه كما في (الصراع).
مؤكدة على، ان "الخبّاز يتميز بقراءته للتاريخ لغرض محاكمته لا بقصد الهروب من الواقع، من ناحية توظيفه لمشكلات المجتمع السياسية والاجتماعية وكيفية تعاملهم مع المصلحين، وما يترتب عليه من نتائج وخيمة في حال تخليها عن هويتها".
وتبين، "هيمنة اللغة الشعرية على نصوص الخبّاز بسلاسة وانسيابية عالية هي حرفنة تحتاج الى مستوى عال باستعمال الشعر، وبلغة فصيحة عالية وسهلة (السهل الممتنع)".
وتختتم الدكتور وسن عبد الأمير، "اعتمد الخبّاز في نصوصه المسرحية على كسر الايهام الارسطي ومشاركة الجمهور لتحقيق التواصل الحي والفعلي مع المتلقي، وان ما يُعرض ويُكتب ليس شيئا من الماضي، بل هو ما نعيشه اليوم".
الى ذلك يعزو الباحث صباح سامي الحسني اختياره لشخصية الخباز لعراقيته أولا. فيقول، "لابد من الافتخار بوجود كتاب عراقيين لهم باع ولهم تأثير واضح على الساحة الأدبية".
مضيفا، "الاختيار وقع على نصوص او على شخصية الكاتب علي حسين الخباز وذلك لما امتاز به من قراءات مختلفة عمن سبقه، لكونه يغوص في اعماقها ليستظهر ويستكشف لنا ما كان خافيا وما لم يصرح به على مستوى التاريخ".
ويشير الباحث الى، ان "الكاتب علي حسين الخباز تميز عن غيره من الكتاب بتوظيفه الشخصيات التاريخية السلبية".
موضحا، "من النادر نجد ان بطل مسلسل هو يزيد بن معاوية، او بطل المسرحية هو مثلا عبيد الله بن زياد، او البطل هو عمر بن سعد".
وأثنى الحسني في ختام حديثه على الخباز لما وصفه، "تعاون مطلق من حيث توفيره المصادر وتحمله التعب".
وأخيراً تحدث مسؤول شعبة الاعلام المقروء في العتبة العباسية المقدسة الكاتب علي حسين الخباز قائلاً، "من الجميل أن يتجه الاهتمام الأكاديمي إلى المسرح الحسيني بهدف نشر الوعي بقيم الخير والصلاح".
واشار، "تعكس هذه الدراسة الجهود المستمرة التي يبذلها المجتمع الأكاديمي في إبراز الأبعاد الثقافية والفكرية للمسرح الحسيني، وتعزز الفهم العميق للقضايا الروحية والأخلاقية التي تنبثق من هذا التراث الثقافي الغني".