هدم البقيع وآثاره الاجتماعية والعقدية.. ندوة فكرية موسعة حول التطرف والاقصاء

25-06-2023
خاص صدى الروضتين
يمثل قسم الشؤون الفكرية والثقافية، ركيزةً أساسية في التوجّه نحو تحقيق الرؤية المتكاملة التي تتبنّاها العتبة المقدسة، من خلال العمل في عدّة مجالات هدفها السير نحو تحقيق غاية نبيلة، تتمثّل في نشر وترسيخ فكر وثقافة أهل البيت (عليهم السلام)، ودحر الأفكار المتطرّفة التي تظهر بين الحين والآخر.
إذ يخطو القسم خطواتٍ واثقة نحو الإبحار والخوض في غمار كتابة التاريخ، وتوثيق الأحداث والجرائم التي طواها الدهر، ومنها تهديم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام).
إذ نظم القسم متمثلاً بالمركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف مؤخراً، ندوة فكرية بعنوان: (التطرّف الديني وآثاره الاجتماعية.. تهديم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام) نموذجا)، بالتعاون مع رابطة خطباء المنبر الحسيني.
وشارك في الندوة التي عقدت في قاعة مجمع الإمام المرتضى (عليه السلام) في محافظة النجف الأشرف، جمعٌ من الشّخصيات الدينية والاجتماعية والإعلامية والأكاديمية.
وشهدت الندوة ورقتين بحثيتين قدَّم في الأولى الأستاذ المتمرّس الأستاذ الدكتور حسن الحكيم عرضًا تاريخيا لعملية الهدم.
وقال مدير المركز الدكتور عباس القريشي، إنّ "الندوة جاءت بالتزامن مع الذكرى السنوية المئوية لفاجعة هدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام)".
مبينا، "كان من بين الأفكار التي طُرِحت في الندوة معالجة مشكلة ظاهرة التطرّف الديني وآثاره الاجتماعية من خلال الأوراق البحثية الّتي قُدِّمت خلال الندوة".
وأضاف، "جرى تسليط الضوء على جوانب عديدة من الآثار الاجتماعية للتطرّف الديني الذي هدد المجتمع المدني وتسبب بمقتل عدد كبير من أتباع أهل البيت (عليهم السلام)".
مشيرا إلى أن "الندوة دارت حول واقع المجتمع العراقي عامّة وعلى وجه الخصوص المجتمع الإنساني".
دعوة أممية
الورقة الأولى للأستاذ الدكتور حسن الحكيم الذي استعرض تاريخيا عملية هدم المراقد في البقيع، ودعا خلالها المنظمات الدوليّة إلى محاربة الفكر المتطرّف الضّال ومحاكمته دوليًّا.
ويرى الحكيم ان" مشروع هدم قبور أئمة البقيع عليهم السلام نابع من حقد طائفي دفين استفحل في جسد الأمة الإسلامية".
إلى ذلك أشار الشيخ إبراهيم النصيراوي في ورقته البحثية إلى أنَّ"الأّمة الإسلامية ابتليت بضيقي الأفق الذين يتصرفون تحت تأثير أحقادهم التاريخية فيحرفون الكلام عن مواضعه بناءً على ما تمليّه أهواؤهم ومصالحهم ليعطلوا سماحة الإسلام، ويتخذوا التكفير سبيلاً في محاربة أهل البيت سلام الله عليهم وأتباعهم".
موضحا،"جريمةَ الهدم والتعدي حربٌ على الدين واعتداءٌ على مبدأ إسلامي أصيل ففي هذه المشاهد إقامة للصلاة وإحياء للشريعة لما لهذه المراقد من موقعيّة عظيمة في قلوب المؤمنين".

الابتعاد عن النهج
من جهته بيّن الباحث والأكاديمي الدكتور حسنين الحلو، أنّ "المجتمع الإسلامي عاش الكثير من حالات التطرف الديني والإقصاء وإبعاد النهج الصحيح لأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، يضاف الى ذلك تهميش القاعدة النبوية والإمامية الصحيحة".
موضحاً، "جاءت الندوة لتوضح الفهم التاريخي الموجود في حياة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم وما بعدها، فقد تطرق الباحثون إلى القضية الروائية والدينية وآثارها الاجتماعية".
وذكر الدكتور حسنين الحلو أن الآثار الفاعلة المترتبة على التطرّف الديني لها جوانب سلبية وإيجابية.
مشددا، على أن "الإيجابية تعتمد على منهج أهل البيت عليهم السلام، أمّا القاعدة السلبية فهي الاعتماد على المناهج الأخرى، تبتعد عن المنهج الصحيح".
وتابع، "تعطي القاعدة السلبية إضافات مختلفة عن طريق إسقاطات مغلوطة وإخضاع القضية التاريخية إلى مفاهيم خاصّة، سواء كانت مفاهيم سياسية، أو دينية، أو مذهبية بحسب الحاجة التاريخية".