لمواجهة التغيرات المناخية.. العتبة العباسية تحيي الحزام الأخضر جنوب كربلاء

25-06-2023
خاص صدى الروضتين
تُعد محافظة كربلاء من أبرز الوجهات الدينية والثقافية في العراق، كونها محطة للملايين من الزوار القادمين من داخل البلاد وخارجه.
واكتسب مشروع تشييد الحزام الأخضر جنوب كربلاء أهمية قصوى، إذ بدأت العتبة العباسية المقدسة ومن خلال ملاكاتها بالاهتمام بهذا الأمر بشكل كبير.
وتهدف جهودها المبذولة في إطار الحفاظ على البيئة الطبيعية، وزيادة المساحة الخضراء، وتحسبا لمواجهة التغيرات المناخية للمنطقة المحيطة بمحافظة كربلاء، حيث قامت بحملة زراعة كبرى وتشجير وتنظيم الحدائق وإنشاء المتنزهات، وإنشاء الممرات الرياضية والمشاة، وبناء الواحات الخضراء على طول مساحة تبلغ 27 كيلومترًا.
الهدف من هذه الخطوات هو لتعزيز جاذبية المنطقة وتوفير بيئة ملائمة وجذابة للزوار واهالي المحافظة، وبالإضافة إلى الجوانب البيئية الأخرى، حيث يسهم الحزام الأخضر في تعزيز النشاطات الاقتصادية والسياحية في المحافظة لكونه يوفر فرصًا للمشاركة في الأنشطة الرياضية والترفيهية والاستمتاع بالطبيعة الخلابة.
وقال مسؤول الحزام الأخضر الأستاذ الحقوقي ناصر حسين متعب: إن "المشروع يتضمّن إنشاء 22 واحةً خضراء وبمساحةٍ تُقدّر بنحو 1080 دونماً تسمّى كلّ واحة باسم إمامٍ من أئمّة أهل البيت الأطهار (عليهم السلام)، افتُتِحت منها أربع واحاتٍ لاستقطاب العوائل الكريمة، وما زالت الأعمال مستمرّة على قدمٍ وساق لإنجاز الواحات الأُخَر، ويعتمد مشروع الحزام الأخضر على عدة ركائز أساسية، منها توفير مصادر المياه من خلال آبار أنبوبية أو سطحية، وتوفير مصادر للطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى غرس النباتات والحفاظ على الثمار، ويتم تنويع أنواع النباتات في الواحات، حيث يتم زراعة النخيل والزيتون والكالبتوز، بالإضافة إلى الحمضيات والمحاصيل الانتاجية الأخرى، كما تم إدخال خلايا النحل لتعزيز إنتاج المنتجات المتنوعة وتلبية احتياجات الأسواق المحلية".
واوضح،" تم البدء بإحياء المشروع منذ خمسة أشهر بجهود مكثفة ودعم كبير من قبل المتولي الشرعي للعتبة المقدسة إذ تمت مراحل العمل بالحزام ببدء تحويط أشجار النخيل والاهتمام بها، ثم تنفيذ عمليات مكافحة الحشرات والآفات الزراعية وتلقيح الأشجار في توقيتات زمنية متتابعة".
من جانبه، أشار المهندس الاستشاري في المشروع علاء هادي عباس: "إلى أن تاريخ إنشاء المشروع يعود إلى عام 2006، لكنه عانى من الإهمال ونقص التمويل، بالإضافة إلى تأثير جائحة كوفيد-19 التي ألحقت أضرارًا بالمشروع. ومع ذلك، بفضل التعاون بين العتبة العباسية والحكومة المحلية، تم إعادة إحياء المشروع وتنفيذ العديد من الإصلاحات لتعويض الخسائر السابقة".

مضيفاً،" تتضمن خطة المشروع إنشاء واحات خضراء تحتوي على أنواع مختلفة من النباتات والأشجار، يتوقع أن يعزز مشروع الحزام الأخضر الجنوبي في كربلاء المقدسة التنمية الاقتصادية للمنطقة، حيث يوفر فرص عمل للأيدي العاملة المحلية. وتم استقطاب أكثر من 350 عاملًا للعمل في هذا المشروع، مما يعزز التشغيل والاستدامة الاقتصادية في المنطقة.
مبيناً،" يجب أن يتم التصدي للتحديات البيئية وحماية التنوع البيولوجي في المنطقة قد يتعرض المشروع لتحديات مستقبلية تتطلب اهتمامًا وحلولًا فعالة من بين هذه التحديات، قد يكون التغير المناخي والظروف الجوية القاسية عاملًا مؤثرًا، قد تتسبب الجفاف المتكرر وزيادة درجات الحرارة في تهديد نجاح المشروع واستدامته، ستكون هناك حاجة إلى استراتيجيات ري فعالة وتكنولوجيا متطورة لتحسين استخدام المياه وتوفير الري المناسب للنباتات.