العتبة العباسية المقدسة تنظم ملتقى العميد للإرشاد التربوي
23-03-2023
خاص صدى الروضتين
نظّم قسمُ التربية والتعليم العالي في العتبة العباسيّة المقدسة ملتقى العميد للإرشاد التربوي تحت شعار (مُرشدُ العَميدِ مَلاذٌ آمِن مِنْ تَحدٍّ رَاهِن) ويأتي هذا الملتقى تقديراً لجهود المرشد التربوي المبذولة خلال الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الحالي، وذلك على القاعة الرئيسة للمجمع الثقافي التعليمي (للبنات) في مجموعة العميد التعليمية، وبحضور المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) وعدد من مسؤولي العتبة المطهرة فضلاً عن إدارات وملاكات مجموعة العميد التعليمية.
إذ استهل الحفل بآيات بينات من الذكر المُبين تلاها الاستماع الى النشيد الوطني العراقي ونشيد العتبة العباسية المقدّسة الموسوم (لحن الإباء)، وقراءة سورة المباركة الفاتحة ترحّماً على أرواحِ شهداء العراق.
جاءت بعد ذلك كلمة إرشادية لسماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزّه)، جاء فيها: جُزيتم خيرا على إقامة هذا الملتقى التربوي والذي نأمل إن شاء الله تعالى تكراره، المعلم التربوي يختلف عن التخصصات العلمية الأخرى وهنا أُحِب أن أقف في هذه الوقفة؛ إذ أن المعلم التربوي في صدد أن يُربي الآخرين وعنوان التربية بالمفهوم العريض الواسع يعني المعلم هو من ينقش على العرش والعرش هو قلب المتعلّم وذهن المتعلم والمعلم هو الذي سينقش على هذا العرش ما يريد، فأول شيء لابُدّ أن يكون المعلم على قناعةٍ بما يتحدّث وعلى قناعة بما يقول لا يتحول الى موظف يُعطى أجرًا مقابل ما يقول، فالجانب التربوي غير مرتبط بهذه الطريق.
وهناك شيء زائد على ذلك أن يكون هذا التربوي عاملًا بما يقول، وذا مدى أوسع في كلِّ المجالات وفي الجانب التربوي لابُدّ أن يكون المربي مقتنعًا بما يقول ومنفذا جيداً لما يُريد أن يربينا عليه أما أن يهضم بعض القضايا النظرية ويُلقيها على الآخرين حقيقة هذه ليست وظيفة المربي إنما لا تنسجم مع قضيته وإنّما هذه وظيفة موظف يأخذ أجراً على ما يقول.
ثمّ تلاها بعد ذلك كلمة لرئيس قسم التربية والتعليم العالي الدكتور حسن داخل نذكر أهم ما جاء فيها:" قسمُ التربيةِ والتعليمِ العالي اليوم يوشك أن يُتمّ العقد الأول من عمره، عشر سنوات على انطلاق هذا المشروع المبارك، من رؤيةٍ مباركة عميقة اختطت له مسار الريادة، وعهدت إليه أن يفتح في العمل التربوي فتحًا مبينا، يجسِّدُ أمنية من تقدَّم، وينسج على نوله من تأخّر، وقد صار ذلك واقعا بحمدِ الله تعالى وشكره، إذ سطعت شمس العميد لتغشى الأنظار، وصار منجزها حكاية على أفواهِ الكبار والصغار".
واضاف: بهذا العقد الحافل بالعطاء، صار القسمُ مؤهلا، بل مدعوًّا إلى أن يلتفتَ إلى الوراء، ليتأملَ مسارهُ الذي عليه سار، ومآلهُ الذي إليه انتهى، ويُسائِلُ نفسَه: أما زالَ على مُؤدى المسار الذي انطلق منه؟ وهل بلغَ ما كان مرادا له أن يبلغه بحلول هذه المدة؟ أين وصل مشروع العميد اليوم؟ وأين كان ينبغي أن يصِلَ؟ وهل ما زالت جذوة الطموح إلى الأقاصي متقدة فيه.
وأكد: ليست هذه الأسئلة وليدة الترف الإداري أو الاندفاع الشخصي للتميز، بل هي أسئلة ضرورية تفرضها سنة العمل، ومجتمع المؤسسة الذي ما فتئ يتغير ويتحول على نحو متسارع: ثقافيا واجتماعيا وفكريا واقتصاديا وقيميّا، حتى ليستحيلَ مع تطوراته وتغيراته قول: كفى، أو أن الرحلة قد بلغت وجهتها، ولها فيها مستقرٌ ومقام.