مخيم (بنات العقيدة) ... يطلق نسخته الثالثة عشرة
05-03-2023
خاص صدى الروضتين
تواصلاً لسلسلةِ أنشطةِ المخيمات الكشفية التي تقيمها شعبةُ مدارس الكفيل الدينيّة النسويّة التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة، أطلقت الشعبةُ فعّاليات برنامج مخيم (بنات العقيدة) الثالث عشر.
وأقيم لاستثمار العطلة الربيعية وتوظيفها في الاتّجاه الصحيح؛ لتطوير قدرات الطالبات وتنمية مهاراتهنّ العلميّة والشخصيّة والاجتماعيّة، عبر تقديم العديد من المحاضرات والورش التدريبيّة، وبناء شخصيّتهنّ وتنميتها ثقافيّاً ودينيّاً.
وخُصّص البرنامج للجامعيات المشاركات في (رابطة بنات الكفيل التطوّعية)، بمشاركة مجموعةٍ من طالبات الجامعات العراقية.
وشهد اليوم الأوّل للبرنامج مشاركة (١٠٢) طالبة جامعية شملت كلّيات الطبّ وطبّ الأسنان والهندسة، والصيدلة والعلوم الإنسانية وأقسام اللغة العربية والإنجليزية، والعلوم البيولوجية في جامعة المثنى.
واستُهلّ البرنامج بتلاوةٍ عطرة من آيات الذكر الحكيم تلتها التدريسيةُ في مدرسة فاطمة بنت أسد (عليها السلام) القرآنية السيدة تهاني عريبي، أعقبتها كلمة معاونة مسؤولة شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية وجاء فيها: بنات العقيدة مخيم كشفي يحمل في طياته العديد من المحاضرات المتنوعة الفقهية والعقائدية والعلمية والإعلامية الفنية، وغيرها..
الهدف منها ترسيخ وتجذير مبادئ الدين الإسلامي وتعاليمه وفق نهج وسلوك النبي (صل الله عليه وآله وسلم) والتي أثمرت وأينعت خلال الزيارة الأربعينية.
كما شهدت فقرات البرنامج محاضرة طبية توعية صحية (الكشف المبكر لسرطان الثدي) ألقتها الدكتورة أخصائية الفسلجة الطبية والكشف المُبكر عن سرطان الثدي الدكتورة أنوار الهاشمي، وبيّنت من خلالها: أن هذا المرض من أكثر السرطانات شيوعًا عند النساء في العالم وفي العراق، ويعد ثاني أكثر مرض فتاك بعد سرطان الرئة من حيث الانتشار.
وأوضحت: كيفية انتشاره في الجسم ومخاطره التي تحدث نتيجة إهمال الفحص المبكر، وكما تناولت كيفية الوقاية منه ومتابعة التاريخ العائلي والشخصي للمرأة.
وقد استأنف فقرات اليوم الثاني بجولة تعريفية في مزرعة الفردوس والتي تحوي مزارع متخصصة في زراعة البطاطا الداخلة في صناعة الرقائق حيث التعريف بالمراحل التي تمر بها من الزراعة والمعالجة والري بالمرشات المحورية والحصاد والتعبئة، ومزارع المحاصيل الخضرية مثل الرقي والبطيخ وغيرها.
وبين تجوال واستطلاع كان نصيب الغذاء العقلي والروحي حاضرًا وبقوة وذلك تجسد في محاضرة السيدة حوراء الأسدي التي أجرت مقارنة بين الإنسان الخام والذهب الخام والمراحل التي يمرّ بها الذهب وصعوبتها ليتشكل حلية جميلة ثمينة، وبالمقابل كيف يمرّ الإنسان بمراحل في حياته فيها تحديات وصعوبات وبالتالي تتكون شخصيته التي عليها اليوم، تم التركيز على كيفية إدارة الضغوط وتحويل المحن إلى منح.
اختتمت تلك الفقرة بتوزيع قصاصات تكتب فيها تحديات كلّ منهم ووضع حلول مرضية لتجاوزها ثم تشكل تلك القصاصات بطرق فنية.
أعقبها محاضرة للدكتورة شيماء ناصر تحدثت عن السعادة التي تتركها الخدمة الحسينية في النفس وجاء ذلك في حوارية بين الخادم الحسيني والسعادة وكيف تتحقق، من ثم جاءت إجابات الطالبات لتثبت ذلك عن طريق تجاربهن التي خضنها في مسير العشق الحسيني.
وبينت: كلّ عمل يجب أن يكون معه مراقبة النفس ثم محاسبتها، إضافة إلى استحضار النية التي تعطينا الطاقة والشعور بالسعادة، عندما تواجهنا الصعاب نسهلها، ونتقبلها وبهذا العمل ننال رضا الله تعالى وهو قمة السعادة، ونعكس هذا الشيء على حبنا للإمام الحسين (عليه السلام) عندما نقوم بخدمته.
الجولة الترفيهية:
شهدت المخيم جولات ترفيهية ومسابقة فكرية تضمنت (313) سؤالًا فكريًا وعقائديًا وفقهيًا وترفيهيًا، لخلق جو من التنافس والمثابرة، وتدفع بالمشاركات للبحث عن المزيد من المعلومات لإثراء العقل وتنميته وبنائه، وسط أجواء تعبق بها نسائم الطبيعة الخلابة، التي نصبت خمس خيمات جمعت طالبات بنات العقيدة طرحت فيها محاضرات موضوعها الأساسي هو العدل وتفرع منه أربعة محاور كل محور تناولته إحدى المبلغات، وحاضرت في كل خيمة مبلغة بمحور مختلف، وبطرق وأساليب عملية مستخدمين الرسومات والألوان، والأمثلة، والنماذج، والعصف الذهني، للتوضيح وتوصيل المعلومة بسهولة لكي تبقى راسخة في الذهن.
وهذه المحاور الخمسة هي: العدل بمفهومه العام، ومنهجية العدل الإلهي، والتفاوت في الرزق الإلهي، والملازمة العقلية للحكمة والعدل، والبعد الجمالي لمفهوم العدل، وكل هذه المحاور تتناول موضوع العدل من عدة جوانب: أدواته، مراحل تحققه، ومعناه، وأين يكمن؟ لكنها تؤدي إلى نتيجة واحدة هي أن العدل هو جمال الله عند كل الآراء الفلسفية والعقائدية، والهدف منه دحض بعض الإشكالات الواردة على العدل الإلهي، حيث ستحمل كل طالبة هذه الرسالة والمفاهيم التي حصلت عليها لتفند الآراء المغلوطة في المجتمع، مما يؤدي بالتالي إلى أن تعم الفائدة على المجتمع وتتحقق السعادة المرجوة للعيش بسلام.
لتختتم فقرات البرنامج عند مرقد قمر الهاشميين (عليه السلام). وأما في اليوم الثالث فقد شهدت فعّاليات البرنامج فقرة (صورة وتعليق) وهي فقرة تفاعلية تحفيزية عرض فيها ثلاث صور تحمل دلالات مختلفة وطلب من الحاضرات ترك تعليق مناسب بحسب الانطباع الذي تركته الصورة في النفس وبهذا يحصل التعليق الأنسب على جائزة، كما كانت هناك فقرة مشاريع عملاقة ومنجزات للعتبة العباسية المقدّسة ضاهت بها الدول المتقدمة، قدم ذلك في فلم قصير عن تلك المشاريع الاستراتيجية المهمة والتي تعرفت عليها المشاركات في المخيم الكشفي، أعقبها فقرة (فنّ الإتكيت) وهي محاضرة ألقاها المحاضر يوسف الطائي، التي تعد من أهم المواضيع التي قدمت ضمن منهاج المخيم تناول فيها فن التأثير والإقناع، وكذلك تطرق لأهم ما يتعلق بفن الاتكيت في الاتصال بالآخرين وشبكات التواصل الاجتماعي.
واستكمالا لسلسلة فقرات البرنامج كانت هناك ورشة تفاعلية توعوية قدمها الدكتور حسن الجذيلي والتي تناولت عدة محاور:
- السلوك التوكيدي.
- توكيد الذات.
- سلوكيات ومهارة السلوك التوكيدي، وخصائصه.
- مظاهر انخفاضه.
- سلوك التعامل مع الآخرين.
- أساليب وصناعة توكيد الذات.
- فنيات التدريب التوكيدي.
وضوابط أخرى مع الأمثلة، والنشاطات التدريبية.
خرجت الطالبات بحصيلة من المعلومات جسدتها من خلال الإجابة على الأسئلة الاستبيانية.
لتختتم فعاليات المخيم بتكريم الطالبات الخادمات المشاركات شهادات مشاركة، تعبيراً عن الشكر والتقدير لهن، وقد أبدين إعجابهن وامتنانهن لما حظين به من رعاية وتكريم في رحاب صاحب الجود، وتحت خيمة الزهراء (عليها السلام) التي تحمل كل معاني الحب والوفاء.
يُذكر أن: شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية وبناءً على توجيهات الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة تدأب على إقامة ورعاية الأنشطة والفعّاليات النسويّة على مدار السنة، مع التركيز على أيّام العطل الربيعيّة والصيفيّة، ليكون هذا المخيّم مكمّلاً لما سبقه من نشاطات، حيث ضمّ بين طيّات برنامجه فقرات متنوّعة بما يتلاءم واحتياجات هذه الشريحة المهمّة.