بعد سنوات من العمل والجهد المتواصلين افتتح المتولّي الشرعيّ للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) سردابي الإمامين الحسين والجواد (عليهما السلام)، بحضور جمع رسمي وشعبي ضم سادات ووجهاء محافظة كربلاء المقدسة.
رئيس ديوان الوقف الشيعي الدكتور حيدر الشمري أشاد بهذا الإنجاز قائلا: إن "المشروع يضاف الى إنجازات الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة على صعيد توفير الخدمات والراحة للحشود المليونية التي تقصد مدينة كربلاء لزيارة العتبات".
وأضاف: "تتجلى امام الجميع حجم الجهود المبذولة والطراز الرفيع المتبع في تشييد السردابين داخل العتبة المقدسة".
أمّا الأمين العام للعتبة العباسية السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين فأوضح قائلا: ان "هذه السراديب مخصّصة لشريحة النساء، من زائرات المرقد الطاهر لأبي الفضل العباس عليه السلام".
مبينا: "سيُسهم السردابان في تخفيف حالات الزحام وترتيب انسيابية وحركة الزائرات، لاسيّما في أيام الزيارات المليونية كزيارة الأربعين المباركة وغيرها".
وأشار: "تسعى العتبة العباسية لتقديم أفضل الخدمات لزائري مرقد أبي الفضل عليه السلام، من خلال استمرارها في أعمال توسعة العتبة المقدسة ومحيطها، وإنشاء فضاءات واسعة لجلوس واستراحة الزائرين، مزوّدة بمختلف الخدمات التي يحتاجها الزائر، إضافةً إلى شروعها بإنشاء صحن السيّدة أم البنين (عليها السلام) الخدمي للزائرين".
سرداب الإمام الحسين (عليه السلام):
وبلغت مساحة سرداب الإمام الحسين (عليه السلام) الذي يقع أسفل الصحن المطهر وتحديداً في الجهة المقابلة لساحة ما بين الحرمين الشريفين (1000 م²) بطول (66 م) وعرض (14,2م).
وقد زُيّنت جدران السرداب بأشكال ونقوش وزخارف مرمرية، فضلاً عن وجود الأواوين الخاصّة بالمصاحف الشريفة وكتب الأدعية والزيارات والمتارب.
وجرى إتمام جزئه العلويّ الفاصل بين الجدار والسقف بشريطٍ كتابيّ قرآنيّ أحاط بجميع أضلاعه.
كما احتوى السرداب على (32) ثريّا من منشأٍ (تشيكي) نوع (مارتيزا)، مطليةً بماء الذهب والكريستال العصفوري، إضافةً إلى تزجيج السقف بالزجاج الملّون والمقطّع فنياً.
فيما زوّدت السراديب بمنظومة تبريد متكاملة نُصِبت بطريقة فنية واحترافية، لخلق أجواء ملائمة لأداء الزيارة، وإلحاقها بمنظومات التهوية والإنارة والكهرباء، والإنذار، والحريق، والمراقبة والصوتيات، وجُهّز كذلك بسلالم كهربائية.
سرداب الإمام الجواد (عليه السلام):
اما مساحةُ سرداب الإمام الجواد (عليه السلام) فقد بلغت (1000م²)، ويقع أسفل الصحن المطهّر لمرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) تحديداً في الجهة الشماليّة منه، في المنطقة المحصورة بين بوّابتي الإمام موسى الكاظم وعلي الهادي عليهما السلام.
صعوبات العمل
الى ذلك بيّن رئيس قسم المشاريع الهندسية المهندس ضياء الصائغ ان عمل المشروعين كان معقّداً جداً؛ بسبب عمر القبة والمنارة الذي يتجاوز أكثر من (700) عامٍ، لذلك تمّ عمل ركائز كونكريتية على عمق سبعة أمتار للحفاظ على القبّة والأواوين، ومن ثمّ المباشرة بالمشروع.
وقال: "السردابان يقعان وسط حوض من الماء؛ بسبب وجود المياه التي تجري بالقرب من المرقد الطاهر، وقد تمّت معالجة دخولها من جميع الجهات بعمل الآبار داخل السرداب تبرّكاً بحضرة المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام).
وأضاف: "تم ربط سردابي الإمامين الحسين والجواد (عليهما السلام) ببعضهما البعض من جهة، وربطهما بمشروع التوسعة القديمة من جهةٍ أخرى أي بالحدود المحيطة بالصحن الشريف، وتم دمجهما عبر نفقٍ مع التوسعة الجديدة".
الجدوى العملية
وبحسب مختصين فإن الهدف من إنشاء المشروعين هو تقليل الزخم الحاصل في صحن مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام، وتوفير أجواء مناسبة وملائمة للنساء في تأدية مراسيم الزيارة والأعمال العبادية.
إذ تصل القدرة الاستيعابية إلى أكثر من 20 ألف زائرة.