ابواب صحن ابي الفضل العباس (ع) بعد التطوير لمسات فنية وتراكيب هندسية ذات مسحة جمالية متفردة
22-11-2021
احمد صالح
تشكل الابواب المؤدية الى ضريح المولى ابي الفضل العباس (ع) اهمية واضحة بالنظر الى المسحة الجمالية التي تحملها من خلال الهندسة المعمارية ذات الطابع الاسلامي وقد شهد الصحن الشريف قفزة تطويرية خلال العقد الاخير تعد الاوسع عبر فترات وحقب تاريخية منصرمة، عمل كان محفوفا بالتحديات الكثيرة الا ان بركات انفاس صاحب المرقد الشريف وهمة الغيارى لها كلمة السبق، تطوير وتوسعة للمداخل المؤدية الى شباك النور جاءت ضمن مشروع توسعة وتطوير ابواب صحن المولى ابي الفضل العباس (ع) لتكون اليوم تحفة معمارية تسر الناظرين وتحيا بها النفوس قداسة وروحانية، وللوقوف على تفاصيل هذا المشروع يبين المهندس ضياء مجيد الصائغ رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة قائلا:
بعد ان تأسست ادارة العتبة العباسية المقدسة اخذت على عاتقها اطلاق مشاريع عمرانية واسعة وشاملة لصحن المولى ابي الفضل العباس (ع) بعد ان شهد اهمالا لعقود من الزمن مما ادى الى تهالك البنى التحتية للصحن الشريف نتيجة عوامل الطبيعة وغيرها من الظروف المحيطة، لذا جاءت هذه الخطوة بعد دراسات مستفيضة وبحث شامل عن كيفية الشروع بأعمال تطوير هذا المكان المقدس ليكون بحلة تتناسب وصاحبه.
مبينا: مما لاشك فيه فان اعمال كبيرة كهذه ترتبط بها امور اخرى يفرضها الواقع كونها ترتبط بعضها مع بعض فمشروع توسعة صحن ابي الفضل العباس (ع) هو خطوة مهمة وتاريخية في كربلاء المقدسة وبحمد الله وبجهود ابناءها تمت وفق ما مخطط له اما فيما يخص ابواب الصحن الشريف فهي مشروع منفصل بحد ذاته نظرا لاحتوائه تفصيلات كثيرة وجوانب يجب مراعاتها.
واضاف الصائغ قائلا: لكل باب من ابواب الصحن الشريف خصوصية تمت مراعاتها اثناء انجاز اعمال تطويرها فباب القبلة لها من التميز ما هو بارز اليوم من تحفة معمارية بعد ان شهدت اضافة مساحات لها واضحت تتسع لأعداد الزائرين الكبيرة فضلا عن كونها تعد الممر للمواكب الحسينية المعزية خلال شهري محرم الحرام وصفر الخير، اما الزخارف الخاصة بها تفردت بهندسة غير مسبوقة من حيث النقوش الموضوعة فيها لاسيما في السقف مشكلة تحفة معمارية جميلة وكثرة التذهيب باستخدام مادة خاصة تتحمّل درجات الحرارة العالية، وشملت ايضا اعمال بنى تحتية متكاملة من حيث المنظومات الكهربائية والميكانيكية، اما بوابة باب الإمام الحسن(عليه السلام) وهي من الأبواب الكبيرة والرئيسية تمّ استخدام الكاشي المعرّق فيها بشكلٍ كامل لكلّ التفاصيل الداخلية لصحن الباب، إذ إنّ مساحة هذه الباب تبلغ (130م2) تقريباً وهي مزيّنة بمقرنصاتٍ خاصة على ارتفاعات عالية تتلاءم ومساحة هذه الباب الكبيرة، والتي تواجه الساحة الرئيسية لما بين الحرمين الشريفين، الأمر الذي أعطاها هذه الأهمية والمساحة.
وتابع رئيس قسم المشاريع قائلا: فيما يخص باب الإمام الحسين(عليه السلام) امتاز بوجود قبّة داخلية غلفت بالقطع المقرنصة التي تم اخالها لأول مرة في مشروع الابواب وتحمل اللون الازرق بالإضافة الى تركيب قبة شفافة تسمح للضوء باختراقها والوصول الى مدخلها المؤدي الى الصحن الشريف ، اما باب صاحب الزمان(عجل الله فرجه) يصنف ايضا من الأبواب الجميلة من حيث الزخارف والنقوش الاسلامية كما انها تتضمن سلالم كهربائية للأعلى و للأسفل باتجاه السرداب، وتمتاز هذه الباب بكبر حجمها لتستوعب أعداد الزائرين نزولاً وصعوداً للسرداب والطابق الثاني، وتمّ إدخال المرايا والزجاج في التصميم الداخلي لهن وبالوصول الى باب الامام موسى الكاظم (عليه السلام) والتي تمتاز بالارتفاع العالي الذي تم تزيينه بالكاشي الكربلائي الرسمي وهو تصميمٌ خاصّ بهذه الباب، كما تم تغليف الباب من الداخل بالمقرصنات المعرّقة بالذهب.
موضحا: وتمتاز باب العلقمي بقبّتين شفّافتين تسمح بدخول الضوء الى مدخل الباب مع نقوش ومقرنصات بارتفاعات كبيرة تصل الى (2,5م)، وكذلك باب الامام علي (عليه السلام) الذي امتاز بالزخارف والبنى التحتية المتكاملة بالإضافة الى الاكساء بمادة المرمر ذات الجودة العالية اما باب الامام محمد الجواد وباب الامام علي الهادي (عليهما السلام) فقد تضمنتا ايضا الزخارف والنقوش بواسطة الكاشي الكربلائي المعرق وشهدتا اضافة مساحات اليهما ليستوعبا الاعداد الكبيرة من الزائرين.
ومما تجدر الاشارة اليه تعد اليوم ابواب صحن ابي الفضل العباس (ع) تحف معمارية مميزة اذ تعد بصمة واضحة عند هذا المرقد الشريف سجلها ابناء هذه المدينة المقدسة الخلص ليحفروا اسمائهم على جدران التاريخ ولتكون هذه البقعة المطهرة ملاذا امنا على مدى الدهور.