بانوراما خدمة الأربعين رسائل أمل ووفاء عند حضرة الكافل أقسام العتبة العباسية المقدسة صفحات مشرقة من الخدمة والعطاء

02-11-2020
خاص صدى الروضتين
تتحشد القلوب، وتتوشح السواعد لباس الخدمة المباركة، حاملة عزيمة الملهم، لتدون ملاحم الوفاء من عرين الاباء، حيث شرف الخدمة والانتماء المقدس. أقسام تسنفر طاقتها القصوى، وتعمل دون هوادة مع بزوغ شهرّي محرم وصفر، منطلقة بتقديم الخدمات الى الزائرين القاصدين الى رحاب كربلاء المقدسة.
بدأت استعدادات أقسام العتبة العباسية المقدسة في وقت مبكر لاستقبال المعزين على مدى شهرَي العزاء، مقدّمة الخدمات الطيبة، كلّ حسب اختصاصه، فكانت لصدى الروضتين هذه الإطلالة الرائعة على مجمل تلك الاستعدادات المباركة:

قسم الشؤون الخدمية:
بدأت النشاطات الخدمية بتوفير الجوانب التي تتعلق بأداء الزيارة والصلاة من أماكن يتم تزويدها بجميع الوسائل المطلوبة، فقسم الشؤون الخدمية يسعى الى متابعة احتياجات الزائر داخل وخارج الصحن الشريف.

قسم حفظ النظام:
حرص قسم حفظ النظام على أمن وأمان الزائر، وتنظيم المرور من والى الصحن الشريف، فضلاً عن متابعة الوضع الأمني العام في محيط المنطقة المؤدية الى مرقد أبي الفضل العباس A.

رعاية الصحن:
كان لملاكات رعاية الصحن، وأيضاً رعاية الحرم، دور مهم وحيوي، إذ تُسند اليهم مهمة متابعة كل الأمور داخل محيط الصحن والحرم الشريفين، حيث تراهم يعملون بجهد مضاعف خلال هذه الفترة، ويساندهم في ذلك السادة الخدم، بالإضافة الى بعض المهام الموكلة اليهم المرتبطة بالزائر من الناحية الروحية.

قسم الآليات:
تتجه الأنظار بعد ذلك الى أولئك الذي رهنوا أنفسهم لحمل الزائر، ورفع التعب عن كاهله بعد مسير طويل للقاء المعشوق، هناك حيث يجدون منتسبي قسم الآليات باستقبالهم بقلوب ملؤها الخلق الرفيع، ورحابة الصدر، فتراهم في حركة مستمرة على مدار اليوم دون انقطاع، وهم يتسارعون لتأدية واجباتهم على أكمل وجه من خلال خطة شاملة للنقل يتم وضعها من قبل قسم الآليات، ومساندة كبيرة من قبل جهات حكومية وأهلية، إذ يُعدّ النقل من أكثر الملفات اهتماماً من قبل العتبة العباسية المقدسة؛ لما له من دور كبير في تسهيل رجوع الزائر الى مدينته سالماً غانماً.

مدن الزائرين:
كفوف العطاء تستقبل الزائر مع أول محطة يحلّ بها، وهو يتجه نحو المرقدين الشريفين، هنالك عند مداخل مدينة كربلاء المقدسة، تنتشر محطات لخدمة السائرين، حيث تعدّ مدن الزائرين ومعها المضيف الخارجي للعتبة العباسية المقدسة من المحطات التي اعتاد الزائرون أن يحطوا رحالهم عندها؛ ليتزوّدوا من معينها المبارك وسط خدمة دؤوبة من قبل منتسبي العتبة العباسية المقدسة، حيث تنتشر مدن الزائرين على محاور الدخول الثلاثة الى كربلاء.

قسم الشؤون الدينية:
التزوّد بالمعلومة الدينية أحد أهم المشاريع التي أوجبتها المرجعية الدنية خلال زيارة الأربعين، فكان للفضلاء من السادة والمشايخ دور واضح في تفعيل هذا الأمر من خلال نشر محطات للإجابة عن الاستفسارات والأسئلة الشرعية في جميع جوانب الحياة، ومنها ما يتعلق بالزائر ومسيره نحو كربلاء العتبة العباسية المقدسة، إذ كان لها دور كبير على مدى السنوات المنصرمة في هذا المشروع المبارك (المشروع التبليغي في زيارة الأربعين)، فتراها توفر جميع الأمور اللوجستية لإنجاحه في كل عام. ومن أولوياته تقويم المعلومة القرآنية وتنميتها لدى الزائر من خلال مشاركة قرّاء القرآن في العتبة العباسية المقدسة ممّن نال مرتبة متقدمة على مستوى العالم الاسلامي في التلاوة وتعليم العلوم القرآنية، لاسيما تلك المرتبطة بالقراءة الصحيحة، فمعهد القرآن الكريم التابع للعتبة العباسية المقدسة أحد أهم المحطات التي تستقبل الزائر لتقويم المعلومة القرآنية لديه.

خدمات الاسعاف الطبي الأولي:
شرعت الملاكات العاملة في هذا المجال في العتبة العباسية المقدسة بخطتها الطبية خلال زيارة الأربعين، وبجهود مضافة شاركت فيها جهات ساندة لتقديم هذه الخدمة المهمة للزائرين، بتوفير كل المتطلبات الضرورية.
جهود مباركة تقدمها المفرزة الطبية التابعة للعتبة العباسية المقدسة من خلال محطاتها المنتشرة على الطرق المؤدية الى كربلاء المقدسة، وأيضاً بالقرب من الصحن الشريف، ينهل الزائر بركات زاد مضيف أبي الفضل العباس A، حيث كرم الضيافة على مدار اليوم الواحد، من قبل منتسبي قسم المضيف، الذين اجتهدوا بتقديم الوجبات الغذائية بأوقاتها الثلاثة، وتتخللها فقرات مختلفة، تصل الوجبات المقدمة في كل عام الى الملايين من فيض صاحب الجود والكرم.

الجانب الثقافي والفكري:
اهتمت العتبة العباسية المقدسة بالجانب الثقافي والفكري خلال زيارة الأربعين، مستثمرة هذا التوافد المليوني لأجل نشر المبادئ الحقة والواضحة لنهضة الامام الحسين A الذي دعا الى الالتزام بقيم الاسلامي الحنيف الموروث عن القرآن الكريم والسنة النبوية من خلال أهل البيت D.
وتأتي هذه الخدمة عن طريق افتتاح محطات للتزوّد الفكري والثقافي بتوفير مجموعة من المستلزمات للزائر لأجل الاطلاع والقراءة، وتشجيعه على هذا الأمر.

شعبة العلاقات الجامعية والمدرسية:
افتتحت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة- قسم العلاقات العامة - وضمن مشروع فتية الكفيل الوطني (محطّة فتية الكفيل الثقافيّة لطلبة الجامعات والمدارس العراقية بنسختها الأولى في موكب أمّ البنينB الخدميّ في جامعة العميد، حيث تتكوّن المحطة من (15) محوراً متنوّعاً جميعُها تصبّ في زيادة الخزين المعرفيّ والثقافيّ لزائر الأربعين وبالأخصّ فئة الشباب، وهذه هي المرّة الأولى التي يتمّ فيها افتتاح مثل هذه المحطّة وبهذه الكيفيّة.
استهلّ الافتتاح بتلاوة آي من الذكر الحكيم، وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار، من ثمّ الاستماع للنشيد الوطنيّ ونشيد العتبة المقدّسة الموسوم بـ(لحن الإباء)، أعقبتهما كلمة العتبة العباسية المقدّسة ألقاها بالنيابة معاونُ رئيس قسم الشؤون الدينيّة فيها الشيخ عادل الوكيل، وبيّن فيها:
إنّ العتبة العبّاسية المقدّسة تؤكّد على جانبٍ مهمّ وهو الاهتمام بالكفاءات والقدرات والعقليّة العراقيّة، وبالأخصّ فئة الشباب وكيفيّة دعمهم واكتشاف مواهبهم وتنمية قدراتهم.
وأضاف: عندما استُشهِد الإمام الحسنA أرسلوا إلى الحسينA: (أن أقدمْ علينا)، بعضهم يقول: إنّ أهل العراق دعوا الحسين فقتلوه، وهذا فيه إشكالٌ شرعيّ؛ لأنّ وطأة الحكم الأمويّ كانت شديدة خاصّةً على أهل العراق، والسلطة الأمويّة لم تجد من يرفع صوته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلّا أهل العراق، لذلك يقول بعضهم: لقد دُعي علينا من قِبل الإمام علي أو الإمام الحسينC، نحن نقول: إنّ مثل هذا الكلام غير صحيح؛ لأنّ الإمام عادل والذين كانوا في زمن الإمام عليّ كان عدد منهم قد آذوه، وهناك من كان على استعداد لأن يُضحّي من أجله ومن أجل منهجه، كذلك الحال بالنسبة للإمام الحسينA.
واختتم: عندما نشاهد مثل هذه المحطّات الثقافيّة، فهذا دليل على المستوى الثقافيّ الذي يتمتّع به العراقيّون، وبإذن الله ستتطوّر هذه المحطّات وستتوسّع من عامٍ إلى آخر، بجهودكم أيها الشباب وجهود أساتذتكم والقائمين عليها والمشتركين فيها، وأخصّ بالذكر إخوتنا الذين جاءوا من محافظة نينوى، ونحن نمتثل قول مرجعيّتنا التي قالت: «لا تقولوا إخوتنا بل قولوا أنفسنا»، وهذا هو منهجنا فأهلاً ومرحباً.
تلتها كلمةٌ تعريفيّة بالمحطّة ألقاها مسؤول شعبة العلاقات الجامعيّة والمدرسيّة الأستاذ ماهر خالد، وبيّن فيها:
كما نعلم أنّ الزيارة الأربعينيّة هي محطّةٌ كبرى ثقافيّة وفكريّة، وهذه الفكرة انقدحت لتجسّد مفاهيم هذه الزيارة للشباب الزائر، من خلال إقامة هذه المحطّة الواقعة على طريق (النجف – كربلاء)، وبمشاركة تسعة أقسام من العتبة العبّاسية المقدّسة، وانطلاقاً من مشروع فتية الكفيل الوطنيّ الذي يهدف إلى احتضان ورعاية الشباب في العراق، والاهتمام بالجانب الفكريّ والثقافيّ للجامعات والمدارس العراقيّة، وقد تأسّست هذه المحطّة بنسختها الأولى وستنطلق على المحاور كلّها في الأعوام المقبلة إن شاء الله.
وأضاف: تمّ التنسيق مع جامعة العميد وبدعمٍ من الأمانة العامّة للعتبة المقدّسة متمثّلةً بعددٍ من أقسامها، قسم التطوير والتنمية المستدامة، وقسم الشؤون الدينيّة، وقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة، وقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة، وقسم المتحف، وقسم الإعلام.
وأشار إلى أن هذه المحطّة تتكون من:
- محطة مسابقة محطّة فتية الكفيل الثقافية.
- محطة VR تجسيد واقعة الطّف بالواقع الافتراضي.
- محطة تطوير المهارات الشبابية.
- محطة التعايش السلمي الشبابية.
- محطة اقرأ كتاباً واقتنه مجاناً.
- محطة التضليل الإعلامي والغزو الثقافي.
- محطة الإسعافات الأولية.
- محطة معارض الكتاب للفكرية والمعارف وجامعة العميد الطبية .
- معرض مجسمات متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات.
المكتبة المركزية في جامعة العميد تميّزت أيضاً بحضورها الفاعل والمتنوّع من خلال مشاركتها ضمن مجموعة المحطّات التي أقامتها شعبة العلاقات الجامعية التابعة لقسم العلاقات العامة في العتبة العباسية المقدسة، وذلك بتوفير عدد من المصادر والكتب والمطبوعات الدينية والعلمية والثقافية لزائري أربعينية سيد الشهداء الإمام الحسين A، التي تُعين الزائر الكريم على إضافة الكثير من المعرفة والاطلاع الديني والعلمي لنفسه وشخصيته، ويستنير بنور العلم والمعرفة، لتحقيق أحد أهم أهداف نهضة أبي عبد الله الحسين A التي ضحّى من أجلها.
كما عملت شعبة العلاقات الجامعية والمدرسية على نشر المتطوعين البالغ عددهم (١١٠) متطوع من ذوي الخبرة العالية والمتراكمة من طلبة الجامعات العراقية أصحاب الاختصاصات الطبية على المفارز الطبية وسيارات الإسعاف، بعد تجهيزها من المفرزة الطبية التابعة للعتبة المقدسة على شكل وجبات على مدار ٢٤ ساعة.
وقد تم التنسيق مع شعبة الشؤون الطبيّة، وقسم الآليات، بتوفير متطوعين لدعم وإسناد المفارز الطبية بكوادر طبية متخصصة لتقديم الخدمات الطبية للزائرين الكرام، والمنتشرة على أربع مفارز طبية، بالإضافة إلى الكوادر الخدمية المنتشرة أيضاً قرب العتبة العباسية المقدسة والمناطق المحيطة بها.
كما جهزت هذه المفارز قرابة العشر سيارات إسعاف لكل سيارة عدد من المتطوعين في شعبة العلاقات الجامعية (مشروع فتية الكفيل) والمدربين على معالجة الكسور والجروح والقروح، ومساعدات طبية أخرى في المفارز الطبية والإسعافات الأولية، ونقل المصاب وعملية الإخلاء في سيارات الإسعاف، فضلاً عن تدريبهم على كيفية التعامل مع هكذا حالات في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد.
مبيناً: هناك مجموعة أخرى تعمل على تعقيم ورش الزائرين الكرام بالمواد المعقّمة مع إرشادهم بالتوجيهات والتوصيات الوقائية من فيروس كورونا.
كما عملت الشعبة أيضاً على رفد مراكز إرشاد التائهين والمفقودين بأكثر من 300 طالب، من طلبة الجامعات والمعاهد العراقيّة؛ لغرض إدارتها، وذلك بعد أن جهّزتها شعبةُ اتّصالات وتقنيّة المعلومات في قسم مشاريع العتبة المقدّسة بجميع مستلزماتها الفنّية والتقنيّة.
الأستاذ منتظر الصافي مسؤول وحدة الأنشطة الجامعيّة والمشرف على هذه الأعمال بيّن قائلاً:
هذه هي السنة العاشرة على التوالي التي تتكفّل شعبتُنا برفد هذه المراكز بطلبةٍ من الجامعات والمعاهد، سواءً من الذين قد اشتركوا سابقاً أو الذين تمّ إشراكهم جديداً بعد أن أُعطوا دورةً خاصّة بإدارة هذه المراكز، ويكون عملهم متواصلاً على مدار 24 ساعة وبواقع ثلاث وجبات.
وأضاف: وزّع الطلبة على (45) مركزاً، انتشرت على المحاور المؤدّية إلى محافظة كربلاء المقدّسة، إضافةً إلى مركز المدينة الذي افتُتحت فيه ستّة مراكز، في ما بين الحرمين الشريفين ومقام الإمام المهدي(عجّل الله فرجه)، وجامع الحسينيّ في شارع الجمهورية، إضافةً إلى مركز باب القبلة لمرقد أبي الفضل العبّاسA.
وأوضح: لم يقتصر عمل الطلبة على إدارة هذه المراكز فحسب، بل هناك مجموعةٌ تعمل في المركز المسيطر على هذه المراكز بحيث يرتبط بطريقةٍ فنّية تقنيّة بجميع مراكز إرشاد التائهين، كذلك هناك مجموعةٌ تعمل على نقل الطفل التائه أو كبار السنّ إلى مراكز الإيواء التي جهّزتها العتبةُ العبّاسية المقدّسة لحين إيصالهم إلى ذويهم.

قسم الشعائر والمواكب والهيئات الحسينية:
شهدت مدينة كربلاء المقدسة التي تمثل عاصمة العالم في الشعائر الحسينية، وصاحبة الخصوصية في هذه المصيبة؛ لكونها احتضنت تربتها الأجساد الطاهرة، توافداً كبيراً للزائرين من مختلف المحافظات العراقية للمشاركة في إحياء زيارة الأربعين المباركة، إذ تبدأ بالدخول إلى كربلاء بأعداد كبيرة سيراً على الأقدام، بينما تمتد آلاف المواكب الخدمية على طول الطريق لتقدم مختلف الخدمات.
وفي المقابل هناك مواكب وسرادق الخدمة الحسينية تنتشر داخل المدينة المقدسة وخارجها وعلى كل طرقها، وتقوم بشعائر شتى من مجالس الوعظ والإرشاد وتعريف الناس بمصائب أهل البيت D ومجالس اللطم والزنجيل، وقراءة القصائد الحسينية التي تستذكر أحداث واقعة الطف الأليمة.
ولا يخفى على الجميع أن كل هذا التنظيم والمهام والخدمات وتوثيق عمل الهيئات والمواكب الحسينية تقع على مسؤولية قسم الشعائر والمواكب والهيئات الحسينية في العراق والعالم الإسلامي التابع إلى العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وهو الجهة الرسمية الوحيدة المسؤولة عن ذلك، لذا فأن جهوده مضنية، وعمله دؤوب، بدوافع خدمية يحيطها الإخلاص والتفاني تقدمها ملاكات هذا القسم في موسم زيارة الأربعين المليونية، حين شرعوا بأداء مهامهم ونشاطاتهم وتنفيذ خطتهم؛ سعياً إلى توفير أقصى درجات الراحة للزائرين الوافدين إلى مدينة كربلاء المقدسة.
وما إن تبزغ جموع المعزين مع نزول المواكب الحسينية، نشاهد الحركة المنتظمة لها، ويعود الفضل في هذا التنظيم الى الخطة المحكمة التي يضعها قسم الشعائر والمواكب الذي يعدّ صمام أمان الشعائر الحسينية من خلال الإسهام الفاعل الذي يسبق موسم الأربعين بعد أن يضع جداول خاصة بالمواكب ومواقيت نزولها، فضلاً عن انتشار منتسبي القسم لتنظيم الحركة بمرونة وانسيابية عالية.
وبما أن هذا العام اختلف عن سابقه؛ بسبب تفشي جائحة كورونا (كوفيد- 19) التي ألمّت بالعالم، وعلى خلاف ما يتصوره الآخرون، فإن الجائحة لم تستطع إحداث أي إرباك أو عرقلة في إقامة كل الشعائر الحسينية خلال هذه الزيارة، بل أصبحت فرصة استثنائية لإقامتها على مستوى أكبر من السابق، وهذا من خصائص وطبيعة الشعائر والعزاء الحسيني وانسيابيته التي لا تعرف حدّاً ولا قيدًا، فبالإضافة إلى تقديم الطعام والشراب، أصبحت الكفوف والقفازات والمعقمات تُقدّم للزائرين؛ للوقاية من تفشي الفايروس، وهذه مسؤولية أخرى وكبيرة وقعت مهامها على مشرفي هذا القسم المبارك.
وللتعرف أكثر على تلك المهام، ومن أجل أن تكون فيها الخدمة الحسينية متكاملة من كل الجوانب, ارتأت جريدة صدى الروضتين أن تحاور رئيس القسم المذكور الحاج رياض نعمة السلمان، الذي يقود زمام أمور القسم لأكثر من 15 عاماً، قائلاً:
من أهم مهام عمل القسم، هو تعظيم شأن الشعائر الحسينية، وتنظيم المجالس والمواكب، وخدمة الزائرين الكرام، ويعنى بتنظيم وإدارة كل ما يتعلق بالمواكب الوافدة إلى كربلاء المقدسة ومحيطها، وتقديم كل التسهيلات والاجراءات لتسجيلها ضمن بيانات القسم، وضمان عدم التداخل فيما بينها، وتوجيهها بالالتزام بالضوابط والتوجيهات المعمول بها في مقررات العتبتين المقدستين، وكذلك التنسيق مع هذه المواكب الخدمية؛ لتقديم خدماتها لزائري أبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس A ولاسيما في الزيارات المليونية الكبرى ضمن حدود مدينة كربلاء المقدسة، مع تقديم كافة التسهيلات الممكنة لإدخال عجلاتهم وموادهم إلى محيط المدينة القديمة، وضمان عدم تجاوزهم المساحة والوقت الممنوح لهم لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المواكب الخدمية بنيل شرف خدمة الزائرين الكرام، مع التأكيد على الجميع بضرورة الالتزام التام بالضوابط والتوجيهات المعمول بها في العتبتين المقدستين من قبل الجميع.
كل هذه التنظيمات تقع على عاتق (25) منتسباً موزعين على شكل شعب ووحدات، يضاف لهم عدد من المتطوعين في الزيارات المليونية من مدينة كربلاء المقدسة، وممن لهم باع طويل في الخدمة الحسينية، ويبلغ عددهم ما يقارب (300) خادم حسيني، مع توفير كل الخدمات والدعم الضروري لديمومة العمل في خدمة القضية الحسينية المباركة.
وقد باشرت ملاكات القسم بالخطة الخدمية لموسم زيارة الأربعين مبكراً منذ 25 محرم الحرام، وتنفيذ جميع المهام الموكلة إليها، بدءاً بما قامت به الوحدات التابعة لممثليات القسم في المحافظات العراقية والتي يبلغ عددها (156) وحدة تابعة إلى (9) ممثليات، بتسجيل المواكب التي بلغ عددها (10321) موكباً خدمياً وعزائياً من مختلف محافظات العراق وهي ضمن حدود محافظة كربلاء المقدسة فقط.
وعن إصدار توصيات صحية للمواكب العزائية والخدمية المشاركة في زيارة هذا العام، فقد بيّنَ السلمان قائلاً:
في ظل تفشي جائحة كورونا، أصدر القسم مجموعة توصيات صحية للمواكب العزائية والخدمية المشاركة بمراسيم زيارة الأربعين مع التأكيد على الالتزام بها، بما ينسجم مع توجيهات المرجعية الدينية العليا والجهات الصحية للمساهمة في تحقيق السلامة العامة للحفاظ على سلامة الزائرين والمعزين والخدام، وقد نصّت التوصيات الصحية على ما يأتي:
1- يجب ارتداء الكفوف أثناء العمل في الموكب والخروج في العزاء والمجالس الحسينية.
2- يجب استخدام المعقمات والمطهرات بشكل مستمر خلال هذه الفترة، وتعقيم كل الأشياء المتعلقة بعمل المواكب والهيئات والحسينيات.
٣- الالتزام بالتباعد أثناء نزول موكب العزاء والمجالس في الحسينيات، والحفاظ على المسافة المقررة.
4- يكون طبخ الطعام داخل الحسينيات والأماكن المخصصة للطبخ وضمن الشروط الصحية.
٥- يكون توزيع الطعام والشراب على الزائرين (سفري) وفي آوانٍ محكمة.
6- يكون مسير الموكب أثناء العزاء على الخطوط المخصصة للمسير.
7- تشكيل مفارز مصغرة من كل موكب أو هيئة، من (2-3) أشخاص لكل مجموعة، وتكون مهمة هذه المجموعة الحث على ارتداء الكفوف والكمامات والتعقيم والالتزام بالشروط الصحية.
8- يجب منع مشاركة أي شخص في العزاء والمجالس الحسينية إذا لم يكن مرتدياً الكفوف والكمامات.
وعن إنشاء غرفة عمليات مشتركة مع مديرية شرطة كربلاء المقدسة لتسجيل بيانات المواكب (العزائية والخدمية)، والتأكيد على التوصيات خلية الأزمة، فقد تحدث عن هذه الآلية معاون رئيس القسم السيد هاشم الموسوي، قائلاً:
في كل عام يشرع قسم الشعائر والمواكب الحسينية بإنشاء غرفة عمليات مشتركة مع مديرية شرطة كربلاء المقدسة لتنظيم وتنسيق عمل المواكب العزائية والخدمية التي تشارك في مراسيم زيارة الأربعين، ولغرض إصدار الهويات والكفالات القانونية.
وهذا التعاون هو من أولويات عمل القسم للتنسيق مع الجهات الأمنية المتمثلةً بمديرية حماية الحرمين الشريفين التابعة لقيادة شرطة كربلاء؛ وذلك للوقوف على آخر الاستعدادات لاستقبال وتنسيق عمل المواكب القادمة إلى محافظة كربلاء المقدسة، والاطلاع على آلية تسجيلها وإكمال الإجراءات القانونية اللازمة والكفالات الخاصة بكل موكب.
وفي هذا العام، كانت هناك زيارة خاصة لقائد شرطة كربلاء المقدسة اللواء أحمد زويني إلى مقر هذه الغرفة، وبدوره أشاد بأهمية إدامة هذا العمل؛ بغية إكمال آلية التسجيل بشكل مثالي لأجل تنظيم وتنسيق إجراءات دخول مواكب العزاء والخدمة، التي ستشارك في زيارة أربعين الإمام الحسين A.
وأيضاً من ضمن الاستعدادات الخاصة بالقسم هو إصدار الهويات والكفالات للمواكب، ويعتبر ذلك من أهم الإجراءات القانونية والتنظيمية لعمل المواكب خلال زيارة الأربعين؛ وذلك لضمان تنظيم وتنسيق عملها والمحافظة على سياقاتها العامة.
العمل يكون بشقين، الأول تنظيمي وتنسيقي ويقع على عاتق قمسنا، والآخر أمني يقع على عاتق مديرية الشرطة في المحافظة، لتلتحم هاتان المهمتان وتخرج منها هذه الهويات والكفالات التي لا يمكن لأي موكب ممارسة عمله من دونهما، سواءً كان الموكب عزائياً أو خدمياً.
إن ممثليات القسم المنتشرة في المحافظات عملت على تسجيل المواكب الراغبة بالاشتراك في هذه الزيارة خدمياً وعزائياً، وقد زودتنا ببياناتهم؛ لغرض توحيدها وإدخالها في قاعدة بيانات قسم المواكب، بعدها يصدر التخويل والهوية التي تعتبر سمة الموافقة على ممارسة هذه الأعمال.
كما أن محافظة كربلاء المقدسة أصدرت كتباً رسمية تؤيد وتؤكد أن قسم الشعائر التابع للعتبتين المقدستين هو الجهة الرسمية والقانونية الوحيدة المعنية بهذا الشأن، وله الحق بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، ولا توجد أي جهة أخرى لها الحق في تنظيم أو توثيق هذه المواكب.
وبعد أن يتم الانتهاء من هذه الأعمال، يكون عمل قسمنا ميدانياً لتطبيق الخطة الخاصة بتنظيم عمل هذه المواكب، وبما يتلاءم وتوصيات الجهات الصحية، وتمّ إصدار جدول خاص بنزول المواكب العزائية تُذكرُ فيه توقيتات وأماكن نزولها بمتابعة من قبل فريق من القسم، وقد زوّد كل موكب بهذه الجداول وبما يضمن سهولة انسيابها وخروجها، أما المواكب الخدمية فهناك فرق جوالة تعمل على متابعة عمل هذه المواكب.
وعلى صعيد آخر، نظم قسمنا اجتماعاً موسعاً حضره ممثلون عن الدوائر الأمنية والخدمية في محافظة كربلاء المقدسة، وذلك ضمن الاستعدادات الخاصة بزيارة الأربعين، لأجل وضع خطة تنظيمية تضمن سهولة تنقل وحركة الزائرين ومواكبهم العزائية والخدمية، في ظل هذا الظرف الاستثنائي وتداعيات انتشار وباء كورونا في هذا العام المختلف عن الأعوام السابقة، لذا راعت خطتنا الحفاظ على سلامة المعزين والزائرين، والاجتماع الذي عُقد في أروقة العتبة العباسية المقدسة وحضره ممثلون من قسم حماية بين الحرمين الشريفين التابع لقيادة شرطة كربلاء المقدسة، إضافةً إلى مدير بلديتها ودوائر الماء والمجاري والكهرباء، جاء لتوحيد الرؤى والخروج قدر المستطاع بخطة تضمن بالدرجة الأساس الحفاظ على سلامة الزائرين وسهولة تنقلهم وحركتهم، إضافةً إلى المواكب الخدمية والتزامها بالأماكن المخصصة لها، وعدم التجاوز على الممتلكات العامة؛ والحفاظ عليها ومساعدة الجهات ذات العلاقة بتأدية أعمالها خلال فترة الزيارة، وكذلك تم الاتفاق على تشكيل لجان لمتابعة ما يقر سواءً في هذا الاجتماع أو في الاجتماعات اللاحقة، ووظيفتها الإشراف ميدانياً على تطبيق هذه المقررات أمنياً وخدمياً.
وعن جدول نزول مواكب العزاء (الزنجيل) في هذا العام وسط اجراءات صحية مشددة، تحدث الموسوي قائلاً:
مع حلول صباح يوم (16 صفر 1442هـ) الموافق لـ(4 تشرين الأول 2020م)، توافدت إلى المرقدين الطاهرين لأبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس C مواكب العزاء الحسينية (الزنجيل) ومن أغلب محافظات العراق حسب جدول زمني ومكاني أعدّه قسم الشعائر والمواكب الحسينية لهذا الغرض، واستمرت ليومين متتاليين ليجددوا بذلك عهدهم وولاءهم ونصرتهم لسيد الشهداء A.

شعبة محطة المياه:
قدمت شعبة محطة مياه التابعة الى قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة خطة شاملة لتقديم الخدمة لزائري الأربعين في كربلاء المقدسة، حيث عملت الشعبة على تغطية الاحتياج من المياه في مختلف المجالات، وقد بيّنَ المهندس ضياء الصائغ تفاصيل هذه الخطة قائلاً:
تركزت الاستعدادات للزيارة الاربعينية بتقديم مياه الشرب ومياه الغسل والوضوء ومياه الطبخ على محاور عدة: المحور الأول، ادامة وصيانة محطة مياه العتبة العباسية المقدسة التي تقوم بضخ مياه الإسالة الى جميع أماكن الوضوء والمجاميع الصحية، فيما توفر الماء المعقم لمضيف أبي الفضل العباس A، وكذلك تقوم بتزويده الى المواكب الحسينية.
كما جهزت مياه الشرب (R.O) لحافظات المياه (الترامز) المنتشرة داخل الصحن الشريف وخارجه، ومناهل بين الحرمين، ووصلت كمية مياه الشرب داخل المحطة الى مليون لتر باليوم الواحد.
مضيفاً: أما المحور الثاني، تمثّل بادامة وصيانة محطات مياه الشرب التي تم تنصيبها على طرق ومواكب ومدن الزائرين التي تخدم الأهالي والمناطق السكنية على مدار العام، وتخدم الزائرين والمواكب خلال أيام الزيارة، وهذه المحطات موزعة على طريق (كربلاء – نجف)، وطريق (كربلاء – بغداد)، وتوجد بعض المحطات داخل الأحياء السكنية.
وتابع الصائغ قائلاً: فيما يخص المحور الثالث يتضمن العمل على تطبيق المعايير الصحية لمواصفات مياه الشرب المنتجة لكل المحطات، حيث يوجد داخل شعبة مياه العتبة العباسية المقدسة مختبر متكامل يحتوي على استشاريين وفاحصين متخصصين لفحص المياه بالطرائق الفيزيائية والكيميائية والبكتيرية مع مراعاة توصيات وزارة الصحة العراقية من خلال استخدام كل آليات التعقيم المتبعة لاسيما مادة الكلور، إذ نحرص على أن لا تتجاوز المحددات. أما الجانب الآخر، فهو فحص مياه الشرب في حرم أبي الفضل العباس A ويكون 3 مرات يومياً لضمان جودة وسلامة المياه.
قسم الصيانة والانشاءات الهندسية:
استنفر قسم الصيانة والانشاءات الهندسية في العتبة العباسية المقدسة جميع طاقاته لخدمة المعزين بذكرى أربعينية الإمام الحسين A وتوفير سبل الراحة لهم.

وتحدث مسؤول شعبة الأعمال الإنشائية في القسم المذكور المهندس محمد مصطفى الطويل عن الجهود المبذولة لخدمة الزائرين، قائلاً:
تشرفت ملاكاتنا بتقديم الخدمات للزائرين منذ الأيام الأولى لشهر صفر الخير، إذ قامت شعبة الإنشاءات بتنصيب مجسر حديدي مؤقت خاص بمرور الزائرين القاصدين الى مرقد أبي الفضل العباس A مقابل باب الإمام الحسن A من جهة ما بين الحرمين الشريفين، وبما يسهم في تحقيق انسيابية وسهولة في حركتهم وحركة المواكب العزائية، وعدم حدوث تقاطع أو زحام بينهما.
مضيفاً: المجسّر يتكون من قطع حديدية مفككة، يتم ربطها وتركيبها مع بعضها بشكل هندسي خاص، حيث يبلغ عرضه (8م) قُسّمتْ إلى جزأين للذهاب والإياب، عرض كل جزء (4م)، ويبلغ ارتفاعه أكثر من (4م) أيضاً، وتضاف إليه قطع من الخشب طول القطعة الواحدة (2.40م) وعرضها (1.22م)، وتُثبّت على جانبي المجسر لضمان سلامة الزائرين أثناء مرورهم عليه، حيث يقدم فائدةً مزدوجة، وهي ضمان حركة المواكب والزائرين معاً دون توقف أو حدوث زحام.
موضحاً: في كل عام ومنذ وقت مبكر يقوم قسم الصيانة والإنشاءات الهندسية، بتركيب ونصب هذا المجسر، الذي يعد واحداً من ثلاثة مجسرات أخر يقوم قسم الصيانة التابع للعتبة المقدسة بنصبه، أما المجسران الآخران فيقوم بنصبهما قسم الصيانة في العتبة الحسينية المقدسة؛ وذلك لتقليل الزخم الشديد أثناء الزيارة، وتوفير الانسيابية في المسير، وضمان عدم تقاطع مرور الزائرين مع المواكب المعزية.
وأشار الطويل: من الأعمال الأخرى التي قامت بها ملاكات القسم وهي إنشاء معمل لإنتاج الثلج لخدمة الزائرين ومواكبهم الخدمية، وذلك ضمن محيط موكب العتبة المقدسة الخارجي (مضيف أبي الفضل العباس عليه السلام) على طريق (النجف/ كربلاء)، وبطاقة إنتاجية تصل إلى (1000) قالب ثلج يومياً، وبما يسهم في تلبية احتياجات المواكب المجاورة له، إضافةً إلى الزائرين السالكين هذا الطريق الحيوي والمهم، الذي يعتبر أحد أهم البوابات التي تسلك خلال الزيارات المليونية ومنها زيارة الأربعين.
المعمل يُقام على مساحة تقدر بـ(400) متر مربع، وزّعت على أربعة أقسام، الأول والثاني يحتويان على وحدات إنتاج الثلج، أما الوحدتان الأخريان فتمّ تقسيمهما كأماكن لخزن المنتوج إضافةً الى أجزاء المعمل الملحقة به والساندة لإنتاجه، وهو ذو منشأ عالمي رصين وكفاءة عالية، وقد تكفّلت شعبة التبريد في القسم بتنصيب أجزاء المعمل، بعد أن قامت شعبتنا بتهيئة الأرضية والمسقوفات وما يحتاجه من مصادر الكهرباء والمياه والأمور الفنية الأخر.





فرقة العباس A القتالية:
شاركت فرقة العباسA القتالية بالتنسيق مع الجهات الأمنية، في حماية مداخل مدينة كربلاء المقدسة خلال زيارة الأربعين، لتأمين طريق الزائرين وإتمامهم لمراسيم الزيارة.
قائد فرقة العباس A القتالية الحاج ميثم الزيدي بيّنَ قائلاً:
دأبت الفرقة في كل عام أن تشارك في تأمين الزيارة الأربعينية، حيث تتوزع قواطعنا الأمنية عبر ثلاثة محاور هي: (النجف – كربلاء/ بابل – كربلاء/ بغداد – كربلاء)، إضافةً الى القواطع في داخل كربلاء المقدسة.
وأضاف: قبل الشروع بالخطة، عُقِدَ اجتماع موسع لقيادات الفرقة واقسامها ووحداتها وشعبة الممثليات في المحافظات، ونُوقشت معهم الظروف الاستثنائية الخاصة بالبلاد مع جائحة كورونا ووضع خطة تختلف عن كل عام، إذ تم استدعاء خمسة آلاف من قوات الاحتياط؛ لغرض مسك مداخل مدينة كربلاء المقدسة (الشمالي والشرقي والجنوبي).
موضحاً: لم يقتصر عمل الفرقة على الجانب الأمني، بل امتد الى الجوانب الخدمية والطبية، من خلال نشر مفارز طبية في مناطق مختلفة، والقيام بحملات التعقيم وتهيئة أماكن مبيت للزائرين، فضلاً عن توفير عجلات لنقلهم.
شعبة الإغاثة والدعم:
قدمت شعبة الإغاثة والدعم التابعة للعتبة العباسية المقدسة جهوداً كبيرة لخدمة الزائرين المتوجهين إلى كربلاء المقدسة لإحياء زيارة الأربعين في العشرين من شهر صفر الخير 1442هـ.
وبرزت وحداتها المنتشرة في عدد من المحافظات العراقية، والمواكب المرتبطة بها من خلال الجهود المتميزة في تقديم كافة الخدمات من إطعام وتنظيف وتعقيم، وأعمال أخر بيّنها مسؤول الشعبة الأستاذ قاسم رحيم المعموري من خلال هذا اللقاء، قائلاً:
في كل موسم من زيارة أربعينية الإمام الحسين A تكون للشعبة وقفة خدمية للزائرين، ومنها هذه الزيارة، التي جاءت تحت ظروف استثنائية نتيجة تداعيات وباء كورونا.
مضيفاً: أن هذه الخطة تمت بمتابعة مباشرة من قبل معاون الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة الأستاذ ميثم الزيدي، الذي وفر الإمكانيات اللوجستية والإدارية لإقامة مراكز إيواء مركزية، تستوعب أعداداً كبيرة من الزائرين داخل كربلاء المقدسة.
موضحاً: من جملة ما قامت به خلال هذه الفترة المنصرمة والحالية هو:
- وحدة شمال البصرة: قامت بتشييد مراكز لإيواء الزائرين المتوجهين صوب كربلاء المقدسة، ونصب مواكب خدمية على طول طريق الزائرين، وكان شعارهم (خدمة زوار الإمام الحسين -عليه السلام- من البحر إلى النحر)، أما وحدة مركز المحافظة، فهي لم تكن بعيدةً عن هذا المشهد، حيث قامت مواكبها باستقبال الزائرين المارين ضمن وحدتها الإدارية وتقديم أفضل الخدمات ووسائل الراحة لهم.
- وحدة محافظة ميسان: قامت بنصب سرادق العزاء لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسينA من خلال مشاركتها باستقبال الزائرين المتوجهين صوب كربلاء المقدسة، ووفرت لهم مستلزمات الوقاية من خلال توزيع الكمامات والكفوف على المعزين، والقيام بنصب مفارز تعقيم على الطرق الرئيسة التي تسلكها المواكب الحسينية والزائرون، للحد من انتشار جائحة كورونا.
- وحدة محافظة ذي قار: كثفت أنشطتها الخدمية لهذه الزيارة؛ لكون المحافظة تعد واحدةً من المحافظات التي تمر بها جموع الزائرين بأعداد غفيرة، لذلك فقد شمرت مواكب الدعم عن سواعدها، وقدمت أفضل ما لديها من خدمات لزائري الأربعين.
- وحدة السماوة: شرعت بتقديم خدماتها مبكرةً بكل إخلاص وتفانٍ مع الالتزام بالشروط الصحية والوقائية، حيث جهّزت هذه السنة باجات تعريفية لإرشاد التائهين وكبار السن والأطفال، وكذلك القيام بحملات تطوعية خدمية للتعقيم، هذا فضلاً عن الخدمات التي تقدم للزائرين المارين بهذه المحافظة.
- وحدة الديوانية: قامت بتأهيل دار سكنية لإحدى العوائل المتعففة في المحافظة، إضافةً لبعض الأنشطة الإنسانية الأخر.
- وحدة الكاظمية: قامت بافتتاح سوق الوفاء الخيري، الذي جهّزت من خلاله أكثر من (٧٥٠) عائلةً بمختلف المواد، هذا بالإضافة الى نشاطات نفذتها في أحياء مختلفة أبرزها توزيع السلات الغذائية وكذلك القيام بحملات التعقيم، وتوفير قناني الأوكسجين للمرضى الراقدين في الحجر المنزلي، كذلك فإنها أعدت خطةً خدمية لاستقبال الزائرين.
- وحدة بابل: كان لها تواصل مع الدوائر الحكومية في المحافظة أهمها دائرة صحة المحافظة؛ لغرض المساهمة في تقديم الخدمات للمواطن الحلي.
- وحدة شمال بابل: قامت بحملات تعقيم الشوارع الرئيسة التي تسلكها المواكب الحسينية والزائرون، إضافةً الى التحضيرات الخاصة بزيارة الأربعين في داخل المحافظة وخارجها.
- وحدة بغداد الكرخ: كانت لها حملة دعم لوجستي لقوات حشد الدفاع في قاطع جرف النصر، وأسهمت في مدّهم بالمواد الغذائية الأساسية وكذلك القيام بالعديد من النشاطات، أبرزها توفير قناني الأوكسجين وإقامة الأسواق الخيرية في عدد من المحافظات.
- وحدة بغداد الرصافة: أسهمت في تقديم الخدمات للزائرين القادمين من بغداد الى كربلاء، كذلك كانت لها مشاركة في حملة دعم العوائل المتعففة والفقراء في الديوانية.
- وحدة بلد: واصلت ضمن خطتها بدعم العوائل المتعففة والفقيرة وعوائل الشهداء، وقامت بتوزيع السلات الغذائية لهم وفق برنامج أعد لهذا الغرض، فضلاً عن تقديم الخدمات لزائري الأربعين.
- وحدة النجف الأشرف: قامت بتوفير كميات كبيرة من مواد التعقيم للمواكب الحسينية؛ لغرض تطبيق الإجراءات الوقائية للحد من انتشار جائحة كورونا، هذا فضلاً عن إسهامها في استقبال زائري الأربعين.
وجدير ذكره أن العتبة العباسية المقدسة استنفرت أقسامها، لاسيما الخدمية منها، من أجل انهاء الاستعدادات لاستقبال الزائرين الوافدين من مختلف محافظات العراق، مع اتخاذ كل الوسائل والتدابير الوقائية والصحية التي نصّت عليها لجنة الصحة والسلامة.