مشروع (بناية الحياة) السابعة في بابل دقة في التنفيذ وسرعة في الإنجاز
02-11-2020
طارق الغانمي
إنجاز آخر يُضاف إلى مجموعة إنجازات قامت بها العتبة العباسية المقدسة ضمن سعيها لتخفيف حدة الكارثة الإنسانية التي خلفتها أزمة جائحة كورونا (كوفيد-19)، والوقوف صفاً واحداً مع القطاعات الصحية ومساندتها في السراء والضراء، فمنذ اليوم الأول قامت بمشاريع صحية عدة، أدت إلى حصر انتشار هذا الفايروس، وشفاء عدد كبير من المصابين.
هذا الإسهام جاء من منطلق وطني وإنساني وأخلاقي من أجل حماية مجتمعنا من أزمة صحية وكارثة إنسانية كبيرة، وأيضاً امتثالاً لتوجيهات المرجعية الدينية العليا بتقديم الدعم والإسناد للملاكات الطبية في ظل هذه الظروف الصعبة.
مشروع (بناية الحياة) السابعة لعلاج المصابين بفايروس كورونا جرى تنفيذه في محافظة بابل ليكون أحد تلك المشاريع الصحية المهمة، التي قامت بإنجازها ملاكات قسم الصيانة والانشاءات الهندسية بمدة قياسية لم تتجاوز (54) يوماً فقط.
وقامت بتسليم المشروع إلى الجهات المعنية في المحافظة. وهو يقع ضمن محيط مستشفى مرجان الطبي لزيادة السعة السريرية لإنعاش المصابين، وبمساحة تقدر بـ(3500) متر مربع، ضمّت مائة سرير موزعة على (98) غرفة مفردة بنظام (السويت)، بالإضافة إلى (25) غرفة للطواقم الطبية والخدمية.
وعن هذه المبادرات الإنسانية والغرض منها، تحدث لصدى الروضتين، نائب الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة المهندس عباس موسى، قائلاً:
إن العتبة العباسية المقدسة متواصلة بتقديم دعمها وإسنادها للملاكات الطبية لمجابهة وباء كورونا، وما مبادراتها بإنشاء بنايات الحياة لعلاج المصابين بهذا الوباء إلا مثال لما قدمته في ظل هذه الظروف، التي لم تكن عائقاً لها في إنجاز بنايات في محافظات مختلفة تؤدي نفس الخدمة، وهذه البناية هي واحدة من بين سبع بنايات أنجزتها ملاكات قسم الصيانة والإنشاءات الهندسية في العتبة المقدسة، ضمن المواصفات الطبية والفنية المعتمدة لإقامة مثل هكذا مشاريع.
وقد أنجزت في وقت قياسي خلال (54) يوماً، ومن الإضافات التي امتازت بها هذه البناية هي احتواؤها على منظومة لإنتاج الأوكسجين تتألف من معملين، تغذيها بـ(36) متراً مكعباً في الساعة دون الحاجة لاستخدام اسطوانات الغاز. كذلك احتوت على مجموعة من المنظومات الساندة والمهمة كمنظومة التهوية والتبريد والكهرباء والبنى التحتية الأخر، فشكراً لهذه الملاكات التي سابقت الزمن، وتغلبت على جميع الظروف المناخية من ارتفاع درجات الحرارة، إضافةً لقربها من ردهات العزل، فاستطاعت أن تنجز البناية وفقاً لما حدد لها من مواصفات.
وعن أهمية المشروع، تحدث المعاون الفني لمحافظ بابل المهندس حميد علي الزركاني، قائلاً:
في البدء تقدم الحكومة المحلية في المحافظة كل الشكر والتقدير للعتبة العباسية المقدسة وملاكاتها العاملة في قسم الصيانة والإنشاءات الهندسية، بإنجازها هذه البناية الحيوية لعلاج المصابين بوباء كورونا، التي ستسهم إسهاماً كبيراً في زيادة السعة السريرية للمحافظة، ودعم الملاكات الطبية فيها وهي تجابه وباء كورونا.
شكراً مرة أخرى لملاكات العتبة العباسية المقدسة التي واصلت الليل بالنهار، لإنجاز وإتمام هذا المشروع في وقت قياسي، وإخراجه بهذه المواصفات ذات الجودة العالية، فحقاً إنهم أبطال ويستحقون الثناء.
أما المدير العام لدائرة صحة محافظة بابل الدكتور محمد هاشم الجعفري، بين:
ان بناية الحياة السابعة التي أنشأتها العتبة العباسية المقدسة، لعلاج المصابين بوباء كورونا في محافظتنا وفي ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، هي مدعاة للفخر، وستبقى أثراً يدلّ على ما بذلته العتبة المقدسة في مجابهتها لهذا الوباء، وما قدمته للمجتمع من خدمات ومنها هذه البناية، التي تعتبر إضافةً نوعية لمنشأ صحي في محافظتنا.
وباسم دائرة صحة بابل نتقدم بالشكر والعرفان للعتبة العباسية المقدسة، متمثلةً بمتوليها الشرعي وأمينها العام ونائبه والملاكات الهندسية وشعبة الشؤون الطبية فيها، لهذه المبادرة التي ستسهم في زيادة السعة السريرية للمحافظة من أجل استقبال مرضى كورونا؛ لكون مستشفياتنا تعاني من قلة عدد الأسرّة، وافتقارها لبناية خاصة بالحميات، وهذا الأمر جعل عملنا مربكاً خلال الفترة السابقة، لتكون هذه البناية بارقة أمل لنا.
وعن أهم تفاصيل هذه البناية، تحدث المهندس سمير عباس رئيس قسم الصيانة والإنشاءات الهندسية في العتبة العباسية المقدسة، قائلاً:
البناية تتألف من ثلاثة أجزاء، وزّعت على النحو الآتي، الجزء الأول: مساحته (800) متر مربع، ويضمّ (42) غرفةً مفردة (سويت)، مساحة الغرفة الواحدة (13) متراً مربعاً وتحتوي على مجموعة صحية، ووزعت هذه الغرف على جناحين يفصل بينهما ممر.
الجزء الثاني: يطابق الجزء الأول من ناحية المساحة والتصميم والتنفيذ وعدد الغرف. والجزء الثالث: تبلغ مساحته (1100) متر مربع ويضم (14) غرفةً مفردة (سويت) لعلاج المصابين، تضاف إليها (14) غرفةً للأطباء والممرضين والصيدلية، فضلاً عن صالة لاستقبال المراجعين ومجموعات صحية.
تفصل بين الأجزاء الثلاثة ممرات بعرض (3) أمتار، استثمرت لغرض التهوية والإنارة، إضافةً لوضع منظومات التبريد الخارجية (السبلت يونت) وسخانات المياه، وترتبط هذه الأجزاء مع بعضها بممرات خاصة.
زُوّد المبنى بمنظومات ساندة لعمل أجهزة ومعدات المبنى والملاكات الطبية العاملة فيه، أهمها:
- منظومة إنذار حديثة ذات مستشعرات وزّعت على كل مفاصل المبنى.
- منظومة كهربائية رُوعيت فيها الأحمال الحالية والمستقبلية، تعمل بخطين (الوطني والمولد).
- منظومة تصريف صحي.
- منظومة كاميرات المراقبة.
- منظومة تبريد ذات قطع خارجية (سبلت يونت) وزّعت على جميع الغرف تُستخدم حسب الحاجة، إضافةً الى سخانات مياه بسعة تغطي احتياج المبنى.
- منظومة تهوية صحية للهواء النقي (AIR FRESH) تعمل على سحب الهواء من الخارج وتنقيته بآليات خاصة، ليتم دفعه الى الردهات والغرف بدرجة برودة تتناسب مع حالة الراقدين.
- منظومة طرح الهواء الملوث حيث تعمل على سحبه من البناية وطرحه الى الخارج، بعد أن تتم معالجته؛ كي لا يؤثر على المحيط الخارجي؛ لكونه يُعرّض الى حرارة عالية، ويُعالج بمواد خاصة.
- منظومة حديثة للأوكسجين الطبي، تتألف من معملين لإنتاجه بما يسهم في تغطية احتياجها من هذه المادة، والاستغناء عن الأوكسجين السائل والمعبأ بالاسطوانات الجاهزة، يعملان بتقنية (psa) التي تعمل على فصل غاز الاوكسجين عن بقية الغازات، من خلال امتصاص باقي الغازات وتمرير الأوكسجين بدرجة نقاوة عالية، وبسعة (36) متراً مكعباً في الساعة.
كل الأعمال كانت تجرى بواقع أكثر من (18) ساعةً في اليوم مقسّمةً على ثلاث وجبات، وقد وفرت العتبة العباسية المقدسة لنا جميع ما نحتاجه لهذا المشروع من المواد ومن مناشئ رصينة، إضافةً لتوفيرها جميع احتياجات العاملين الذين بذلوا قصارى جهدهم في سبيل إنجازه ضمن التوقيتات الزمنية والمواصفات الفنية والطبية، متحدين جميع الظروف سواءً كانت الجوية منها حيث ارتفاع درجات الحرارة، أو خطورة المكان؛ لكونه يقع بالقرب من إحدى ردهات عزل المصابين، كذلك ما رافق المشروع من صعوبة في نقل بعض المواد التي يحتاجها؛ بسبب حظر التجوال الجزئي، فضلاً عن قلة الكادر العامل فيه؛ لكون ملاكاتنا مُكلّفة بأعمال أخر في بنايات مشابهة في كل من محافظة بغداد والمثنى، إضافةً الى ما تقوم به من أعمال تخص مواقع العتبة العباسية المقدسة وإدامة منشآتها.
يذكر أن المشروع هو واحد من بين سبع بنايات تم تنفيذها في كل من محافظة بغداد وأخرى في محافظة المثنى، واثنتان في مدينة الحسين ع الطبية وواحدة في مستشفى الهندية العام في محافظة كربلاء، وأخرى نُفذت لحساب مستشفى أمير المؤمنين ع في محافظة النجف الأشرف، وجميعها جاءت امتثالاً لتوصيات المرجعية الدينية، وبتوجيه مباشر من المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، لدعم الملاكات الصحية في مجابهة وباء كورونا.