سؤال في خاطري

01-11-2020
سعد عبد الرسول الخفاجي
سؤال يدور بخاطري، وأنا أقرأ عن حصاد كورونا المؤلم، هل نحن كشعب التزمنا بالأمور الوقائية التي لا بد أن نلتزم بها، ونحن نواجه أشرس وباء؟ هل خففنا ولو قليلاً من حجم العناق والمصافحة والتقبيل؟ هل التزمنا بعدم إقامة مجالس العزاء والأعراس، وتجمعات المقاهي، وملاعب كرة القدم، والتسوق، والمزاورة، والمصافحة، والعناق، وكأنه لم يرَ صاحبه لسنوات، وكأنهما لم يكونا منذ وقت قريب معاً؟
السؤال الذي انتاب خاطري كان عقب عناق أحدهم لي وهو يقول: (تباً لكورونا)، وأمطرني بسيل من القبلات، وبعد مدة عرفت أنه كان مصاباً بالكورونا..!! لا أحد يعرف ما عانيت من مشاعر القلق عليه، وعلى عائلته، وعلى روحي وعائلتي.
بحثت عن أسرار تدهور الوعي، فوجدت أن إعلام التواصل الاجتماعي ارتكز على بث الرعب والمخاوف، وعجز أن يبحث عن روح الوعي الجماهيري بين الناس، لا بد أن يعي الناس أن التقاليد والأعراف وطقوس الترحيب ليست أهم من الحياة نفسها.
هناك كلمة يقررها الأحباب لأحبابهم (خليك بعيد وعساك سعيد)، علينا في ظل هذه الظروف الطارئة أن نحب أنفسنا وأهلنا، وأن نبعد عنهم شرّ هذا الوباء ونحتاج الوعي، والوعي الذي يصل بنا الى الهدوء النفسي، ويبعدنا عن الذعر، التزامنا يجعلنا نحفل بإطاعة المرجعية المباركة، ويعيدنا الى الحياة، التزامنا بالبعد عن التجمعات، وهو أمر بالغ الأهمية يعمل لإبطاء وتيرة انتشار الفايروس.
الوعي المتزايد بطبيعة الوباء سيدفع الناس الى البقاء على اتصال، واتخاذ اجراءات أخرى ايجابية بعيدة عن الخوف، وتمسكاً بالمحذورات، وأهم نقاط الالتزام هو انتقاء المواد الاعلامية المخصصة لمكافحة هذا الوباء، الانتقاء يعني تهذيب مقدرتنا، وعدم تشتيت أفكارنا، ونعي مقدرة الصحة الفعلية بما تفترضه العزلة دون استفحال القلق والاكتئاب والشعور بالوحدة، وخاصة أن الله تعالى مَنّ علينا بوجود وسائل اتصال أخرى: كالتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نمارس الاجتماعات والحوارات، ونتصل بمجتمعات افتراضية، ونستطيع رؤية بعضنا البعض والاستماع اليهم، وهذا الأمر سيسهّل الصعوبات كثيراً.