(قـيـم الـتـعـــامـل الانـســـانـي)

01-11-2020
سوسن عبد الله
الانسانية هي الفاصل بين الخير والشر، وبين العدل والطغيان، وتقاس العلاقات البشرية بوفائها وعمقها وديمومتها، واليوم أصبحت تقاس بمدى انسانيتها، السؤال: كيف ينظر المجتمع الى مثل هذا التعامل الانساني مع تغيير حجم القيم والمشاعر والعلاقات وردود الأفعال السريعة والقرارات الأسرية؟
التقيت قبل الاستطلاع بندى محمد جعفر/ باحثة اجتماعية، فقالت:
هناك ركائز تحكم جميع العلاقات البشرية التي ترتبط بود وتفاهم؛ كي تتوثق صلة الانسانية، والقيم المهمة ينبغي أن لا تتسم بالزيف، مشكلتنا اليوم أن المجتمع يعاني ضعف هذه الآصرة التي انهارت؛ بسبب هذا الضعف الكبير في العلاقات على صعيد الأسرة والعمل .
زيد عبد الرزاق/ موظف:
العلاقات الانسانية ضرورية لخلق الاندماج بين العاملين والموظفين، يضيفون لمعرفتهم وفق ما تقتضيه حاجة العمل من نواحٍ فنية فحسب، وبعضهم لا يدرك ما للبعد الاجتماعي وما للعلاقات الانسانية الجديدة من انعكاس على الانتاجية، فعلى المسؤولين أن يدركوا بأن العامل ليس آلة، بل هو مزيج من غضب ورضا وانتقال وانفعال وتعصب، ويتقلب بين السعادة والاحباط، وفي الأغلب يقدم نتاجاً أكبر من الادارة نفسها .
سلوى جاسم مظلوم/ تربوية:
الطاقات الانسانية تستنزف أيضاً؛ بسبب بعض العلاقات مع الأشخاص من حولنا الذين يبثون الطاقة السلبية، شخصيات تبث السموم في العمل، فهناك من يلوم باستمرار، وهناك من لا يعمل بجد، والعلاقات الانسانية تتطلب الإخلاص من جميع الأطراف (الموظف والمسؤول)، بينما الموظف اللعوب الذي يستغل انسانية الادارة، فيحتاج الى حزم، والمسؤول الاحترازي الذي يعمل فقط ليخلص نفسه من اللوم، وليكن ما يكون، لا همّ له سوى تحصين نفسه بالروتين، وعدم تحمل المسؤولية.
أبو سعد الخادم/ كهربائي طائرات:
العلاقات الانسانية اذا استقامت فانها تكون قادرة على جعل الحياة جميلة، ولها أثر كبير يبقى على مدى العمر الذي نعيشه، فهو يتمتع بعلاقات انسانية مع المجتمع والناس، فينعم بصحة أفضل، ويعيش حياة أكثر سعادة، وأصحاب العلاقات الفردية المغلقة يعانون سموماً غير منظورة تضر بصحتهم، ويعيشون حياة تتسم بالكآبة على مستوى العلاقات الأسرية، وعلاقات الصداقة والعلاقات المهنية والعلاقات المختلفة مع الآخرين .
زهراء قاسم حسين/ تربوية:
بعض الناس يعيش العلاقات الاجتماعية بمقاييس مغلوطة، مثلاً ينظرون الى عدد معارف الانسان أو عدد من حوله، وبعض المسؤولين والمدراء يخلقون أتباعاً لهم يتم تعيينهم لأغراض التكتل؛ باعتباره المقوم الاساس للعلاقات الانسانية، فهناك من يعرف عدداً كبيراً من الناس، ولكنه يبقى وكأنه في عزلة؛ بسبب غياب مقومات العلاقات الاجتماعية المتميزة، وقد يعرف الانسان عدداً محدوداً من العلاقات، ولكن معرفته بهم تكون وثيقة تحقق له سعادة الحياة ونعمة الصحة .

الخلاصة:
اتفق جميع الشباب على أهمية العلاقات الانسانية، لكنهم يجدون أن تلك العلاقات تعتمد على الذوق والمجاملة، ولا تعني تحصين النظر عن الأخطاء، والمداراة عليها، الى حد التواطؤ من المسؤولية، ولا تعني تغليب الشفقة والرحمة على حساب العمل والكفاءة، فالشباب يدركون جيداً ماذا تعني العلاقات الانسانية.