امرأة لم ينصفها التاريخ

01-11-2020
زينب اسماعيل عبد الله
جوهرة ثمينة، سطعت بين ذهب الكوفة وفضتها، جلا عنها غبار الزمن ولي من أولياء الله، وسفير الإمام الحسين ع.
فأصبحت مصدر فخر لكل معادن جنسها، إنها امرأة ولا كل النساء، ضافت سفير الحسين، وأعطته الأمان، ولم تأبه بما سيجري لها بعد ضيافتها له من الطاغية عبيد الله بن زياد، فدته بنفسها؛ لتنال رضا الله ورسوله.
لقد نصرته في حياته وبعد مماته، وأوصلت وصيته لبنات الرسالة عند دخولهن سبايا إلى الكوفة.
إنها طوعة بنت عبدالله بن محمد الكندي الكوفي، تلك المرأة التي لم ينصف التاريخ دورها المشرف في نصرة مسلم بن عقيل، وابن عمه الحسين C بعدما غدرت به الكوفة، وأصبح وحيداً بلا ناصر ولا معين.
استضافته في بيتها، وأعطته الأمان، ودافعت عنه حياً وميتاً، وكانت موالية لأهل البيت ع، عاشت حياة قاسية ومرة؛ بسبب موالاتها لأهل بيت النبوة، اقترنت بالأشعث بن قيس لفترة من الزمن، ثم انفصلت عنه لبغضه لأهل البيت ع ثم اقترنت بأسيد بن مالك بعد انفصالها، وكان من خصوم أهل البيت ع فقضت معه حياة مرة وقاسية؛ وذلك لحبها لآل محمد ص.
وبعد استشهاد مسلم ع أصدر الطاغية عبيدالله ابن زياد (لعنه الله) أمراً باعتقالها، وهدم دارها، وبعد خروجها من السجن ألمّ بها مرض عضال أودى بحياتها التي ختمتها بأروع دور مشرف أفرح قلوب آل محمد J وأقرح قلوب الأمويين.
سيدتي، أقول: لقد بنيتِ في قلوب كل المؤمنات بيتاً اسمه طوعة، وأصبح اسمك محفوراً على كل أبواب الكوفة وأزقتها.
فسلام عليك يوم ولدت، ويوم وافاك الأجل، ويوم تُبعثين حية مرضية.