الـ(لماذا)... و(21) إطلاقة ترحيب

29-10-2020
خاص صدى الروضتين
مدمن أنا منذ صغري على تلك الـ(لماذا) التي أستوقفها أو تستوقفني عند كل خير لافت للنظر، أو حدث غريب حتى لو كان عابراً، رأيت في أحد الفضائيات استقبالاً لرئيس دولة ضيف، وقد أطلقت 21 اطلاقة.
استوقفتني الـ(لماذا)، لماذا هذا العدد؟ وهل هو عرف دولي ثابت؟
رحت أبحث، فوجدت أن العُرف جرى في غالبية دول العالم على إطلاق (21) طلقة مدفعية خلال مراسيم استقبال كبار الشخصيات السياسية والعسكرية والزعماء والقادة، وكذلك خلال إقامة جنازات الزعماء.
ويعود أصل هذا البروتوكول إلى أول دولة أجرته، وهي بريطانيا، من ثم أصبح عدد الطلقات يرتبط بمكانة الدولة، فمثلاً ملك بريطانيا كانت تطلق له (101) إطلاقة، والدول التابعة للإمبراطورية البريطانية (21) إطلاقة، وهكذا.
أما في الولايات المتحدة الأميركية، فتطلق (19) إطلاقة لمن هم أقل من الرؤساء والملوك، ومنهم النواب وبعض الجنرالات، أما في كندا فتوجد تحية سنوية لوزير الدفاع تطلق خلالها (17) إطلاقة.
إلا أن تفسيرات أخرى تميل إلى أن السر وراء إطلاق المدافع خلال الاستقبالات يعود إلى قرون عدة منذ اختراع المدفعية، إذ تعد حيازة القوة العسكرية من رموز الدولة وعزتها، فكان إطلاق المدافع نوعاً من التباهي بالقوة، وفى الوقت نفسه، إشارة للضيف الزائر إلى أن المدفعية أفرغت ذخيرتها في الهواء، تأكيداً على معاني السلام والترحيب بالضيف، وإعطائه الأمان الكامل.
أما عن اختيار قذائف المدفعية تحديداً، فترجح التفسيرات أنها أحد أهم وأقدم الأسلحة التي كانت تحصّن قصور الملوك والأمراء، وفي بداية اكتشاف المدافع كانت القذيفة عبارة عن بارود من (نترات الصوديوم)، وتطورت لاحقاً إلى (نترات البوتاسيوم)، وكانت المدافع تُحشى بالبارود، وتوضع أعلاه كرة حديد أو حجر على شكل كرة، وكانت المدافع تستغرق وقتاً ليتم تعبئتها، فكان رقم (21) يدلّ على أن القوات أنهت كل الذخائر؛ إكراماً للضيف ومقامه.