كربلاء والــزور خـــــانـة

29-10-2020
سارة صالح
(الزور خانة) كلمة مُؤلّفة من مقطعين، وتعني: بيت القوة، وهي المكان المخصص لمتدربي المصارعة، حيث اشتهرت في العشرينيات من القرن الماضي في العديد من الدول، في العراق، وإيران، والكويت، ولها تاريخ قديم جداً يعود إلى أكثر من قرن.
ودخلت إلى العراق منتصف قرن التاسع عشر، ثم انتقلت إلى جميع محافظاته في بدايات القرن العشرين.
وأُسّس الاتحاد الدولي للـ(زور خانة) عام 2004، ويضمّ في عضويته الآن أكثر من 55 بلدًا، وفي إيران يوجد أكثر من 400 (زور خانة)، وتعد مدينة كاشان أكثر المدن شهرة بـ(الزور خانات). وقد أدرجتْ هيئة اليونسكو عام 2010 رياضة الـ(زور خانة) الإيرانية إلى قائمة تراثها المعنوي.
ويذكر المؤرخون أن بيت (الزور خانة) عبارة عن قاعة كبيرة يكون مدخلها عبر باب صغير، وتكون في وسطها حفرة تسمى (الحارة)، وهي مكان اللعب والتمرين، وتكون بعمق ثلاثة أمتار، وقطر ستة أمتار. تواجهها من جهة السقف فتحة زجاجية لدخول الضوء، وفيها فتحات صغيرة تسمى (الروازين)؛ لتغير الهواء وتكون عادة مظلمة.
وخطة اللعب تكون من الفريق الذي يجب أن يتكون من (12) إلى (14) شخصاً. وتختلف طريقة اللعب من مكان إلى آخر، ففي ايران هذه الرياضة التقليدية لها طقوسها ومراسيمها الخاصة بها، حيث يُمنع دهن الجسم، ولا يجوز النطح بالرأس، وعدم رفع الخصم ورميه على الأرض، وعدم السماح بالمسكات المؤدية للخلع والكسر.
ويجب على الفريق أن يكون له زي موحد، قميص عادي، وسروال قصير، السروال عليه بعض النقوش، النقوش رمز ودليل على الحضارة، وعلى الاعتزاز بها، فالنقوش تلك هي ذاتها الموجودة على أقدم السجادات الإيرانية.
الأدوات المستخدمة في التدريب:
السنك بمعنى (الحجر)، وهو على شكل قطعتين من الخشب ثقيلتي الوزن، وتصنعان على هيئة الدرع (الترس)، ويتوسطهما مقبض، ووزن السنك (60-80) كغم.
الكبادة بمعنى (القوس).
الميل بمعنى (الهراوة).
وخشبة الضغط.
ومن الجدير بالذكر، إن (الزور خانة) من الرياضات النادرة في العراق، لكنها مازالت مستمرة في إيران.