الحـســين ع ثأر الله
21-10-2020
زينب اسماعيل عبد الله
تعد إقامة الشعائر تعبيراً صادقاً عن إيمان مبني على عقيدة راسخة، وكلما طال البعد الزمني بين الهدف والغاية من الشعيرة، وما يرافقها من تماسك بنيوي للجيل المتمسك والقائم عليها، ومع ما يرافقها من تضييق وقتل وتهجير، أي ان التماس المباشر الذي يحتم على الفاعل أو المؤدي لتلك الشعائر بما يلحقه الضرر والقتل والتهجير، ماهي إلا دليل على نصوع معتقده، وصحة تلك الشعائر، ويهدي الطرف المعادي لها العري والخزي، وهذا ما عانته الشيعة منذ استشهاد الحسين ع وحتى عهدنا، وكما روي عن الإمام الصادق ع : «بني الإسلام على خمس، على الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والولاية، ولم يُنادَ بشيء كما نُودي بالولاية، فأخذ الناس بأربع، وتركوا هذه الولاية».
أي أن للولاية مقاماً فاصلاً بين الحق والباطل، ألم تسجد الملائكة لآدم تعظيماً لله تعالى، فعظمة خليفة الله في القرآن بهذه المرتبة، والإمام الحسين A هو وريث آدم A، ووريث جميع الأنبياءD، ووريث خاتم النبوة J، فخروج ابليس من الجنة ولعنته ليس لأنه لم يكن من المصلين، بل لأنه لم يتولّ خليفة الله، وفي زيارة الإمام الحسين A نقول: انك ثار الله، والدم الذي لا يدركه الا الله وحده، وأوضح ذلك الإمام الصادق A بقوله : «إن الله عزّ وجلّ إذا أراد أن ينتصر لأوليائه انتصر لهم بشرار خلقه، وإذا أراد أن ينتصر لنفسه انتصر بأوليائه، فلقد انتصر ليحيى بن زكريا -A- ببخت نصر».
أي أن دم الإمام الحسين ع يختلف عن بقية دماء الأولياء؛ لأنه دم يطلبه الله لنفسه، ولهذا فمن وهب نفسه لله كان على الله أن يخلد ذكره، وأن يكون هو الطالب بثأره، فالحسين بخروجه كان شعلة ومنارة لكل الأجيال؛ إعلاء لكلمة الله، واحياءً للدين، وإماتة للبدعة بعدما أصبح ارتكاب المحرمات مباحاً، وخلق الفوارق معمولاً به تحت ستار الدين، وقد وصف ذلك الإمام الحسين ع بقوله لأعدائه: «فتباً لكم يا عبيد الأمة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ومحرّفي الكلم، وعصبة الإثم...».
فما بين ساعٍ إلى فان، وبين خالد رغم فناء كل فان، يتضح نص المقال، والحق ظاهر يخلده الزمان.
ويؤيد ذلك ابن خلدون بقوله: «إذا استحكمت طبيعة الملك من الانفراد بالمجد وحصول الترف والدعة، أقبلت الدولة على الهرم».
ومع اختلاف الكيفيات، فكيف يسلم بالأمر لابن الدعي بدين ختامي ووصيه سيد شباب أهل الجنة ومصباح هداية الامة؟
وكما يقول أنطوان بارا: «إن هدف حركة الحسين ع أحدث رجة عنيفة في كيان الأمة، وهذا هدف مبدئي وليس مرحلي».
وما طريق الأربعين الا شوكة في نعش من قام مقام يزيد؛ لأن بقاء الحسين ع يكشف اللثام، ويضيء الطريق للأنام، فإما الإمام الحسين ع، وإما يزيد، فاختر أيهما يحدد لك المسار إمّا الجنة وإمّا النار.