مقتل الرضيع يوم الطفولة العالمي

21-10-2020
صفية الجيزاني
لوحة يعجز أمهر الرسامين عن رسمها، مأساة لا تستوعبها العقول ولا تتحملها النفوس، وهل يوجد أبشع من قتل طفل بريء في حضن أبيه؟ من أبشع الصور المأسوية لانتهاك الطفولة في يوم عاشوراء، براءة مذبوحة بسهم الغدر المريع، تلك الطفولة التي قدمت قرباناً للحق والعدالة.
لذلك استحقت هذه الحادثة الفجيعة أن يُخصص لها يوم عالمي يشهده جميع العالم لبيان بشاعة هذه الجريمة النكراء، يوم اغتيال البراءة، فجعل يوم مقتل عبد الله الرضيع، يوم الطفولة العالمي؛ لاظهار وبيان المظلومية التي تعرض لها سليل النبوة وسبط رسول الله ص، وكيف ذبح طفله الرضيع بين يديه، ذلك المنظر الذي يدمي القلوب ويقرح الجفون، لا يتحمله أي انسان عادي.
وليعلم العالم مقام الطفل الرضيع عند الله تعالى، وكذلك لبيان مدى حقد وظلم بني أمية وعدائهم للإسلام ولأهل البيت D الذين لم يسلم من ظلمهم وحقدهم حتى الطفل الصغير، فأي قلوب قاسية يحملون؟
انبثق هذا اليوم (اليوم العالمي للطفولة) ليكون صرخة بوجه الظالمين الذين ذبحوا هذه الطفولة البريئة، وهي أيضاً صرخة استنكار لما يجري اليوم من ظلم لكثير من الاطفال الذين يتعرضون للظلم في ظل حروب عبثية في شتى أنحاء العالم، فهولاء الاطفال هم اول الضحايا لبشاعة هذه الحروب، إما بالقتل او باليتم حيث يقتل المعيل لهم، اضافة الى التعذيب النفسي الذي يعيشه هؤلاء الاطفال جراء هذه الحروب الطاحنة بما يسمعونه من دوي المدافع وما يرونه من جثث القتلى المتناثرة أمام أنظارهم.
فإحياء هذه الذكرى السنوية لمظلومية عبد الله الرضيع هو إحياء لكل اطفال العالم المظلومين؛ كي يكون رضيع الحسين ع شهيداً على هذه الجريمة النكراء، وهي ذكرى تتجدد أمامنا في كل طفل يسقط ظلماً وجوراً.
في هذا اليوم، يجتمع مئات من الموالين والمعزين برفقة اطفالهم الرضع وهم يرتدون اللباس الأخضر الرمزي لرضيع الحسين ع، ويضعون الاشرطة على رؤوسهم مكتوباً عليها اسم عبد الله الرضيع أو عبارات تعبر عن حبهم وولائهم لأهل البيت ع.
لوحة فنية قلّ نظيرها، ومنظر تهتز له الجبال الرواسي، يجتمع الأطفال الرضع مع أمهاتهم من جميع أنحاء العالم، ليعلنوا استنكارهم لأبشع جريمة في العالم؛ وليعلم العالم أجمع بأن الامام المنتظر ع عندما يظهر بإذنه تعالى سيثأر لجده الحسين، وسيخرج ذلك الجسد الطاهر للرضيع وينادي جميع العالم بصوت ملؤه اللوعة والأسى: أيها العالم، ما كان ذنب هذا الرضيع إذ قتلوه على صدر أبيه؟