نـهـضـة الإصــــــلاح تـبـدأ بـالحـســـــين ع وتـنـتـهـي بـالـمـهــــدي عج
21-10-2020
زينب اسماعيل عبد الله
انحنى قلمي، وسجدت حروف كلماتي، وارتجفت أناملي، وأنا أكتب عن نهضة إمامين معصومين حاضر وغائب، ماض ومستقبل، بداية ونهاية، هدفهم واحد هو إصلاح الأمة الإسلامية وتنظيفها من شوائب الظلم والفساد.
قال تعالى: « ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ...»(1).
وقال تعالى: «وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ»(2).
أي أن الأرض يرثها عباد الله الصالحون المصلحون القائمون بالعدل والعاملون بالمعروف والناهون عن المُنكر، كما قال رسول الله J: «يبعث الله رجلاً من ولدي، فقال سلمان: يا رسول الله، من أي ولد؟ فضرب بيده على الحسين A»(3)، فالحسين هو امتداد لمحمد J ورسالته والمهدي f امتداد للحسينA، فلولا الحسين ما بقي الإسلام، فنهضة الحسين هي الأساس في تثبيت أركان رسالة المهديf الإصلاحية ضد الظلم والفساد.
فجميع الأديان السماوية انتهت بموت أنبيائها إلا دين محمد؛ لأن مذهبه كان (التشيُع)، إذ يبقى هذا المذهب الوحيد الذي ألبس الحقيقة حُلة الدوام والاستمرار بعقيدته، فالعلاقة بين العالم الإنساني والإلهي ثابتة ودائمة، فالشيعة وحدهم رفضوا موت عقيدتهم أو مذهبهم؛ لأنهم وضعوا الحسين A في بداية الطريق والمهدي f في نهايته.
فالحسين A يدفعهم من ماضي التاريخ ومن مستقبله يستدعيهم الإمام المهديf، ولأن قيادته حاضرة ومتجددة، فإنه لم يمت، وبقي التشيع متجدداً حياً بفضل رابطة (الولاية) أي ولاية أهل البيت.
فالعلاقة بين نهضة الإمام الحسين A والنهضة المهدوية علاقة متواصلة، وذلك لوجود الأواصر المتشابهة بين النهضتين عاشوراء وقيام القائم f ومن هذه الأواصر:
١- رفض الظلم والفساد.
٢- الحسينA وريث الأنبياء، والمهدي f وريث الحسين A.
٣- نهضة الحسينA كان فيها مسلم بن عقيلA سفيراً للحسينA، المهدي f أرسل أيضاً سفراء أربعة.
٤- نهضة الحسينA أفرزت عن قيم متجددة وقيام الحجةf يملأ الأرض عدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً.
٥- النهضة الحسينية خرج فيها ثُلة من أصحاب الحسينA الصادقين بميثاقهم، المؤمنين الصالحين الثابتين على نصرته، المهديf تخرج لنصرته فرقة تتكون من ٣١٣، نهضة الحسينA فيها نساء، وفرقة المهدي فيها نساء تضمد الجرحى.
٦- خروجهُ في مُحرم، فالحسين خرج في مُحرم، وذُبح في مُحرم.
إذن، هناك أحداث مُشتركة بين النهضتين، وإن الرسالة المهدوية هي امتداد لرسالة الحسينA. اللهم اجعلنا ممن يلتحقون بالقائد وينصرونه، وأسأل الله أن يرزقنا طلب ثأرك يا أبا عبد الله مع إمام منصور من أهل بيت محمدJ.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الروم: 41.
(2) سورة الأنبياء: 105.
(3) بحار الأنوار: ص٥١.
(4) كامل الزيارات: ص٣٢٩.