كـــــنْ واعـيـــــاً...!
21-10-2020
أمونة جبار الحلفي
هناك الكثير ممّن التحق بالركب الحسيني وتركه في الطريق، وهذه الفئة فشلت في الاختبار، وهناك من كان يتهرب من الإمام الحسين ع؛ لكي لا ينصره، وهناك الكثير ممّن وعظهم، وجلس معهم الإمام الحسين ع، ولكنهم لم يتعظوا، ولم يجدِ معهم ذلك نفعاً.
وهذه النتيجة لم تحصل عبثاً، وبدون مسوغات لها، فهي نتيجة سلوك وأخلاق، وكيفية الاتباع للدين والعقيدة والمبادئ، فكل هذه الأمور تعطيك نتيجة في النهاية، إما إيجابية أو سلبية، فمنهم من كان ناصراً، ومن كان خاذلاً، ومن كان عدوا محارباً، وكل هؤلاء الفئات حصلوا على تلك المواقف المختلفة؛ نتيجة تنوع المواقف بين فئة وأخرى، فالناصر منهم كان نتيجة لأعمالهم وجهادهم لأنفسهم، وكذلك الخاذل والمحارب لإمامه وشريعته؛ كان نتيجة رغباتهم وشهواتهم واتباعهم لمبادئ باطلة، وانقيادهم لسلاطين الجور والطغيان.
قال تعالى ((رَبَّنَا لَا تُزِغ قُلُوبَنَا بَعدَ إِذ هَدَيتَنَا وَهَب لَنَا مِن لَدُنكَ رَحمَة إِنَّكَ أَنتَ الوَهَّاب)) (سورة آل عمران:8 ).
نسأل الله تعالى الثبات على الهداية، وأن لا تزغ قلوبنا، ونبقى على ولاية محمد وآل محمد الذي هو نهج الدين الإسلامي والمنهج القرآني، وهذا الأمر يحتاج لجهاد النفس والإتباع قولاً وعملاً وليس لقلقة لسان.
فهناك الكثير من يقول: أنا أحبّ أهل البيت وعندي الولاية، ولا احتاج أكثر من ذلك، كل عمل أعمله مغفور، ويسمي هذا التصرف بقوة العقيدة والإيمان، وغيره يكون ضعيف العقيدة والإيمان.
فتأملْ في نفسك، وتفكّرْ في القرآن وسيرة محمد وآل محمد، وتأكد من صحة دعواك.
وتأمل كثيراً في تاريخ كربلاء؛ لترى كم ممّن لحق بركب الحسين، ولكنه تركه ولم ينصره، وتفكر في الأسباب التي جعلتهم يتركون هذا الركب المبارك، وهذا الفتح المبين مع الحسين، إذن، هي المصالح الدنيوية، والتدين السطحي الذي لا يتعارض مع مصالحهم، والتدين الذي بدون مسؤولية وغيرها.
وتفكر في نفسك حالياً: هل هذه الرغبات تجعلك تترك التزاماتك الدينية بسرعة؟
وكن واعياً، فالإمام الحسين ع سابقاً، والآن، ومستقبلاً لا يتعارض حبه مع الإسلام والقرآن ومبادئهما والتزاماتهما وأهدافهما، فأهل ذلك الزمان، كان اختبارهم في عصر الحسين ع، وفي عصرك الحالي اختبارك في غيابهم، فكن صادقاً مع نفسك.