النشيد الوطني العراقي
10-09-2020
سمانة العابدي
كان ابراهيم طوقان جاثماً على مكتبهِ يوماً ما .
فزارتهُ في تلك الأثناءِ روحهُ الوطنية، وذكرياتُ التضحياتِ والنكباتِ العربية .
طَرقت رأسهُ كلمةُ (موطني) على استحياءٍ ورهبة، راجيةً منهُ ضمّها في قصائدهِ الدافئة.
ثم سرت في شوارعِ عقله الباطني كلماتٌ مَرمُوقةٌ كالجلالِ والحياةِ والنجاة .
بات كل هذا الجمعِ في رأسه، وقُبَيلَ الفجرِ نهض ابراهيم لامّاً قُرطاسهُ، مُحشّداً أوراقهُ، خاطّاً بيمناهُ قصيدةً لوطنٍ .
لكن، أيُ وطن..!
فمن يبلغُ السِماك؟ ومن سَيُرى سالماً منعّماً، وغانماً مُكرماً؟
أيُ شعبٍ سيعيدُ مَجدنا التليد؟ بل ومَن سيهتفُ بـ(لا نريد لا نريد)؟
يا إبراهيم طوقان، شِعركَ اليومَ لهو قوتنا، وقافيتك التي رددت وطناً كانت تقصِدُ وطننا .
لا فُضّ فوك إذ قلت نشيداً لثوراتنا الأزلية.
الوزنُ الذي نظمتَ فيه لهو وقعٌ لطبولِ نضالنا .
حقاً لو بقينا نقتاتُ من السلام الملكي أو الجمهوري لهلكنا، فنحنُ شعبُ الشِعرِ والشعراء .
في كل خميسٍ، وعندما كنا نَقفُ طوابيرَ في المدرسة، كان العَلمُ يُرفع، والمجدُ يُرفع وحتى جِباهُنا تُرفع، سوى أدمُعِنا كانت في طورِ النزول .