شدة التعلق والإصرار على أمر معين، حالة ترتبط بالتركيبة النفسية للشخص، يعيش حالة من التمسك، وعدم الرغبة الشديدة بالانحناء، مهما وجدت أمامه من دلائل وبراهين على عدم صلاحية فكرته التي ينتصر اليها.
يرى بعض المهتمين بهذا الشأن، أن هذه الخصلة تعتبر من سمات الشخصية القوية، فيما يرى فريق آخر انها تزامنت وحالة من حالات الدكتاتورية التي لا ترى إلا رأيها سديداً.
لابد من التمعن، ومحاولة فرز الأمور، وتصنيف المواقف والآراء بحسب جوهرها، فأحياناً تحتاج المواقف منا تنازلاً يقابله الخروج الى حلول مناسبة للجميع، وهو المنطق العقلي الذي لابد له من دور في المعالجة للوصول الى نتائج أقلّ ضرراً بالأطراف المتخاصمة.
في خضم هذا الصراع الأزلي، يبرز لنا أولئك المتشبثون الذين يعرفون الحقيقة معرفة تامة، ولكنهم يغضون البصر عنها، هؤلاء تجدهم في جميع مفاصل الحياة يحاولون جاهدين تزوير الحقائق، وايجاد مغالطات مفتعلة، ويسعون الى تصدير صورتهم بشكل ملمع، حتى اذا كان ذلك على حساب الآخرين.
ويقيناً، أن معرفة قدر النفس من الفضائل، إذ أنها تؤدي الى وجوب الرحمة، وانتشار العدالة، بعد أن يأخذ كل ذي حق حقه، ودوره في المجتمع.