يواصل المركز الثقافي للإرشاد والتنمية التابع للعتبة العباسية المقدسة إقامة المجالس الحسينية بمناسبة ذكرى عاشوراء لشهر محرم الحرام 1442هـ في مركز قضاء سنجار التابع لمحافظة الموصل شمالي العراق، وسط الالتزام بكافة الاجراءات والتعليمات والتوجيهات الصحية الصادرة من قبل المرجعية الدينية المباركة ووزارة الصحة من خلال ارتداء الكمامات والكفوف، وعدم التماس المباشر بين الحاضرين، وترك المسافات التي أقرتها خلية الأزمة؛ وذلك حفاظاً على سلامة الجميع في ظل انتشار جائحة كورونا.
المجلس بدأ في الليلة الأولى من محرم الحرام ويستمر إلى الليلة الحادية عشرة بإقامة محاضرات دينية وتوعوية، وربطها بمآسي أهل البيت (عليهم السلام)، وما جرى على الحسين وأهل بيته واصحابه (عليهم السلام) في ملحمة الطف الخالدة.
وقد ارتقى المنبر في هذه المحاضرات الخطيب الحسيني فضيلة الشيخ حيدر العارضي (دامت بركاته) من قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة بمشاركة الرادود (أبي علي الحسيني).
هذا وقد شهدت المجالس الحسينية حضوراً مكثفاً لأتباع أهل البيت (عليهم السلام) في ذلك القضاء الذي شهد مآسي كبيرة إبان الهجمة الداعشية، حتى تم تحريره على أيدي أبطال الحشد الشعبي في سنة 2018م.
من جانبها، إدارة المركز اتخذت خطة وقائية متكاملة للحفاظ على سلامة المعزين من خلال تعقيم المركز وتجهيز الحاضرين بالكمامات والكفوف والمواد المعقمة وغير ذلك.
فضيلة الشيخ حيدر العارضي من قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة، تحدث قائلاً:
مثلما يعلم الجميع وبعد تحرير المناطق التي اغتصبت من العصابات الداعشية الاجرامية، وبتوجيه من قبل سماحة المتولي الشرعي السيد أحمد الصافي (دام عزه) قامت العتبة العباسية المقدسة متمثلة بقسم الشؤون الدينية، لجنة الإرشاد والدعم المعنوي واللوجستي بإنشاء بعض المراكز المهمة في تلك المناطق المحررة، ومن بينها منطقة سنجار في محافظة الموصل، إذ تم فتح مركز باسم (المركز الثقافي للإرشاد والتنمية) ومن مهامه يقوم بمجموعة من النشاطات الدينية والثقافية والفكرية على مدار السنة.
مبيناً: من نشاطات المركز يقوم بمجالس دينية توعوية لنقل فكر وعلوم أهل البيت (عليهم السلام) لتنمية الثقافة الإسلامية الصحيحة لدى أهالي ذلك القضاء بعد أن شوهت الزمر الداعشية الإسلام بالقتل والذبح والتعذيب والتشريد وغيرها من الأفعال المشينة التي لا تمت إلى الإنسانية بصلة.
مضيفاً: وللعام الرابع على التوالي يقوم المركز في شهر محرم الحرام بمجالسه الحسينية والتوعوية لنقل مصائب سيد الشهداء (عليه السلام) وما جرى عليه في يوم عاشوراء مع ربطها بالواقع الحالي وما جرى من مصائب على هذه المدينة المظلومة من قتل وسبي وتهجير وما إلى ذلك من أمور أخرى قامت بها عصابات الإجرام الداعشي اللعينة، نسأل الله أن يرفع الوباء والبلاء عن العالم وعن بلدنا العزيز ببركات صاحب العزاء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
ومن الجدير بذكره يعد مركز الثقافي للإرشاد والتنمية في محافظة نينوى، هو أول مركز تنموي ثقافي يزرع الحياة في قضاء سنجار بعد تحريرها من براثن الارهاب الداعشي، ليكون نقطة انطلاقة لمشاريع أخرى تعمل على زيادة الوعي الديني والتربوي والفكري لأجيالها القادمة، وبهذا نهلوا معيناً صافياً من بركات قمر العشيرة أبي الفضل العباس (عليه السلام) بالرغم من حجم الدمار الذي عصف بمدينتهم الجميلة.