لا على التعيين .... عـافـيـة الـقـلـــب
10-09-2020
محمود هاشم
هل تموت القلوب وهي تعيش جوهر الحياة؟ هناك الكثير ممّن يعيشون الحياة بلا حياة، قلت لأبي: أمهلني قليلاً؛ كي أفهم المعادلة؟ أجابني: المسلم الحقيقي هو من يبحث عن أسباب صلاح قلبه، القلب هو مفتاح السعادة والغنى، ووعاء السلامة والهدى، ومصدر القوة والرضا، وحرصك على نقائه أهم من حرصك على الهواء.
ومن حياة القلب أن تكون صاحب عقيدة، ومؤمناً بالله، والايمان يصنع الطمأنينة في القلوب، والسكينة بالنفوس، فاملأ نفسك باليقين؛ كي لا يتقلب، عليك أن تتطهر بالتوبة عند الزلل، الذنوب تمرض القلب يا بني، فلا بد من اجتناب الاثم والبغي والابتعاد عن الحسد.
ثم قال أبي: إياك والحسد يا بني، ولا تستصغرَنّ شأنه، فهو يأكل الحسنات. قلت: وما المقصود بالحسد أساساً يا أبي؟ قال: يعني تمني زوال نعمة المحسود، هو البغض والكراهية، طبع لئيم يسكن القلوب الميتة، والحسد هو اعتراض على حكم الله سبحانه وتعالى.
يقول حكيم: ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحسود، والقلوب الحية تطرده، ويقول رب العرش سبحانه وتعالى: «ومن شر حاسد إذا حسد» فمن يريد أن يبقي حياته مميزة بالصبر والعمل على منفعة الناس، عليه أن يتطهّر ويطهّر قلبه من الحسد، فيكون أكثر نقاء وسلامة.
ولا بد أن تغني القلب بالقناعة، فالحرص يسبب الفقر للقلب، ويحدث به فاقة، القناعة والرضا يولدان الطمأنينة والسكينة، والعناية بمقومات القلب عافية، عليك بذكر الله أعظم عون.