استطلاع حول ضيف صدى الروضتين (الـصـحـــافـة)

08-09-2020
خاص صدى الروضتين
تطور مفهوم الوعي الإعلامي، يجعلنا نراجع بعض الشعارات التي كانت بمثابة موجهات إعلانية، يستشهد بها الكثير من الأدباء مثل: (الصحافة مقبرة الأدباء)، كيف يرى الأدباء اليوم مثل هذا الشعار؟ وكيف يتعاملون معه؟ هل يؤمنون به؟ وما هو رأيك انت؟
الشاعر محمد جواد الدخيلي/ رئيس تحرير جريدة الأضواء المستقلة:
لا يقتصـر الوعي الإعلامي على تحليل الرسائل الإعلامية وتقويمها، بل يتعدى ذلك إلى ملكة قراءة (الطبقات المتعددة) والنصوص الموازية، وصولاً إلى نتائج تلبّي طموح القارئ الواعي، فالصحفي الواعي ماهر في التفكير الناقد، ليوصل رسالته الصحفية عبر لغة برع في استخدام وترويض أدواتها، ولكل مشهد من مشاهد الحياة له تكوينه الفكري والعقلي لمجاراة الحياة الطبيعية أو غير طبيعية.
وأعتقد أن ما يجري في البلاد مخالف للقيم والأخلاق، عبر عوامل عدة، حددها (جاكبسون) بـ: (المُرسل، والمرسل إليه، ووسيلة الاتصال، والمرجعيات أو (النظام) الذي تجري فيه عملية الاتصال)، أصبح مغايراً للقواعد الأساسية، فاللغة تقوم على وظائف تواصلية تؤديها من خلال أدوات (نحوية)، وهناك بديهية لا يختلف عليها اثنان تكمن في عدم قدرة أي أحد أن يجبرنا على متابعة (وسيلة إعلامية) محددة، فالمتلقي الواعي وذائقته هي التي تختار قناة دون أخرى، فالمتلقي هو من يختار (ما يقرأ) وما يسمع أو ما يشاهد.
ولولا براعة (الصحفي) ووعيه في سبر أغوار المتلقي ودراسته دراسة نفسية واعية، لما استطاع أن يوصل إله رسالة عجز عشرات الأدباء عن ايصالها من خلال لغة تخون البعض.
تكمن الخلاصة في مهارة التعامل مع اللغة. وذكاء ووعي (المرسل) صحفياً كان أم أديباً، فاللغة تحمل رسالة قد تحملها (لغة صحفية) أو (لغة أدبية).
الشاعر حسين جنكيز:
بصراحة، الواقع الثقافي لم يعد يستند إلى مفاهيم ليتجرد منها، فهناك من لا يميز أصلاً بين الصحافة والإعلام، أما من ناحية الإيمان بمفهوم (الصحافة مقبرة الأدباء) أقول لك: نعم، العمل الصحفي أو الإعلامي يبعد ويأخذ من الأديب الكثير، وقد تكون كما نعبر بالعامي (خبزته في الصحافة)، ولذا سوف يكون مستعداً لترك الأدب من أجل لقمة عيشه.
الأديب إذا أردنا أن نحتويه، فيجب أن نؤسس له حاضنة حقيقية، تستوعب نشاطه وقناعاته وفكره، فمثلاً الأديب الإسلامي يعيش في أزمة ضيقة؛ بسبب سيطرة اللا إسلاميين على الساحة الأدبية، وهذا بحد ذاته قتل لإبداع الأديب الإسلامي، مع إننا لدينا مرتكزات ثقافية ومادية، ولكن لا أعرف لماذا لا نؤسس للأديب الإسلامي وطنًا ثقافيًّا؟
خالد مهدي الشمري:
(الصحافة مقبرة الأدباء) شعار دقيق ووصف لما يجري للأديب، حينما يمتهن الصحافة والاعلام، ولأني عملت في الاعلام، أجد أن الاعلام طريق معاكس لمسيرة الاديب، وعقبة كبيرة تؤثر تأثيراً سلبياً على نتاجه الادبي، وبما أننا اليوم نعيش حياة يغمرها العوز المادي للأديب، مما يجعله يسلك مسلك الاعلام؛ لتوفير الدخل المادي، والكل يعلم أن الأدب اليوم غير منتج مادياً، ونلاحظ أنّ الأدباء يوزعون كتبهم مجاناً إلا ما ندر، لذلك يتجه الى الاعلام فقط للحاجة المادية، مع علمهم أنّ الأدب والتأليف يحتاج وقتاً وجهداً كاملاً، أما عن نفسي، فقد تأخرت كثيراً؛ بسبب الاعلام، كما لا أشجع ولا أدعم أن يكون الأديب إعلامياً أو صحفياً على الرغم من وجود أسماء كبيرة تزاول عمل الاعلام، ولهم ثقلهم في مجال التأليف، لكن لو سألتهم تجد أن المادة كانت سبباً لمزاولتهم عمل الاعلام.
الكاتبة المسرحية سحر الشامي:
أنا أرى الموضوع إيجابياً، وخاصة أن الكثير من الأدباء كتبوا في عالم الصحافة، وكتبوا المقالات الناجحة، وهم مبدعون في المجال الأدبي.
أنا لا أؤمن بهذا الشعار، وأرى أن الموضوع يعتمد على الأديب نفسه، أنا لو تقدّم لي طلب عمل بالصحافة لقبلت، وهذا الأمر اعتبره معياراً لمهنيتي، وسأعمل بكامل همتي، وأنا متأكد أنه لن يؤثر على مستوى ما أكتبه للمسرح.
المقالات الآن تُكتب بطريقة ادبية رائعة، والدليل أدباء واعلاميو صدى الروضتين وغيرهم من المبدعين الذين يعملون في الصحف الرشيقة، ففي عملهم الكثير من الاندماج بين اللغة الأدبية والموضوع الذي يستوجب أحياناً لغة مجردة.
أما كتابة الخبر السياسي أو الإخباري، ففي هذه الحالة يستوجب الفصل، وهذا يعتمد على ذكاء الكاتب، ومدى حبّه للعمل الصحفي، أيضاً حتى يستطيع أن ينتج خبراً مجرداً من اللغة الأدبية الخالصة.