قراءة انطباعية في كتاب (قلم حر)الجزء الثالث تحت عنوان (معانقة الحياة) للكاتبة: منتهى محسن محمد

08-09-2020
خاص صدى الروضتين
من المؤثرات الوجدانية التي تمتلك جواذب الارتقاء الى بلوغ المعنى الكمالي، هو جوهر الواقع والبحث في مكامن المسكوت عنه، وتوجيه الأنظار الى أشياء لا نتوقعها داخل الموضوع؛ لأننا ننظر اليها بسطحية، وعظمة الكتابة هي بث روح المعنى في هذا النمط وجذب الانتباه الى جوهر الأشياء.
الكاتبة (منتهى محسن محمد) أدركت معنى عظمة الأشياء في الجزء الثالث من كتابها (قلم حر) والذي كان بعنوان (معانقة الحياة) حرصت على تعريف هذا الجزء (مقالات تنموية) تلقي الضوء على بعض العناوين المهمة التي تنير عتمة المارين عبر سطورها الإرشادية الهادفة.
قدمت تعريف اسلوب الاشتغال الذي عملت عليه، فاكتسب الموضوع لديها فسحة معنوية كانت هي الأقرب الى روح الفلسفة، فلسفة الموضوع، إدراك العلاقة الجوهرية للمضمون الانساني، فكان مثلاً موضوع التفكير الايجابي والتفكير الايجابي يعني قدرة الفرد على تقويم أفكاره ومعتقداته، وبينت الكاتبة مراحل التفكير:
1- التركيز. 2- الأحاسيس. 3- السلوك. 4- النتائج.
بحثت في مكبوتات المعنى لبث الروح الجمالية من خلال احتواء كامل الموضوع، وذكر النقاط السلبية من الخرافات والتجارب الفاشلة، ولكي لا يكون العرض تنظيرياً، فهي تسنده بالأمثلة كالتشاؤم من صوت البوم، أو رؤية الغراب، أو انكسار القدح، وأجمل ما تقدمه الكاتبة أن يكون في كل موضوع نتيجة خلاصة الحكمة في موضوع (تقدير الذات) التطلع على خصائص هذا التقدير من خلال المعايير الرائجة مجتمعياً، صنف الايجابي (الفضائل الأخلاقية)، والسلبي اعتماد المظهر الخارجي.
وترى الكاتبة أن لا بد من مدّ الفكرة بشعاع الأمل الذي يحرر الانسان من سلبيات الظرف، ولا بد من جعل معايير الثقة والكفاءة والأداء، والنقطة الأهم الاعتماد على الموهبة، ونبذ معيار السيطرة، والخلاصة احياء نفوسنا عبر تقديرنا لها.
نجد أن خصائص الموضوع عند الكاتبة منتهى محسن انها تبتعد عن العرض النمطي والسطحي، وتلج العمق الموضوعي في أهم حيثيات المعاش, وتوجيه الانتباه الى القيمة المعروضة بواسطة الخلاصة، وكل هذا من اجل تنمية القدرات المعرفية، تجري معاينة ذكية لحيثيات الخارج النصي للحياة، مثلاً طرحها لموضوع الذكاء العاطفي, قدرة الفرد على التعرف على عواطفه الشخصية وفهمها، وإدراك مديات التأثير على الآخرين، والقدرة على تحفيز النفس على العمل، وادراك العواطف، والقدرة على التعامل مع العلاقات الشخصية، والتحكم بها، وتحدد تبعية الشخص، وتقبل الناس، لغة الوضوح وترتكز على البعد المضموني لتأثيرها على المتلقي عبر مستويات السرد التوضيحي فتعطي فاعلية مبدعة تتجسد في اشتغال الفكر، فهي مثلاً ترى ان الذكاء العاطفي يمتلك اهمية لدى الاطفال، ويشمل ضبط النفس والحماس والمثابرة؛ سعياً لتعليمها للطفل لتوفر له فرصا افضل لملكته الذهنية.
ضخ المعلومة وتنويعها يمنحنا المتعة والفائدة، ترى ان الدماغ لا يخزن المعلمات فحسب بل يخزن المشاعر والعواطف في جزء منه.
تكشف نصوص (منتهى محسن) فاعلية المدرك وهذه الفاعلية هي التي تمنح لذة المتلقي ففي موضوع (فن الحوار والاقناع) تخلق الاثر الجمالي في تعريف الحوار بأنه نشاط عقلي ولفظي يقدم المتحاورون الادلة والبراهين لإثبات صواب افكارهم, بينما تعرف الاقناع بعملية تهدف الى تعزيز موقف الاستخدام العرفي وتحفيز العاطفة، لتصل الى خلاصة اننا قادرون على اقناع الاخرين باستخدام اساليب وآليات مختلفة.
وبينت في نماذجها التأثيرية أنموذج الاقناع/ التفاوض/ التعصب/ الاستقطاب/ وتفتح الكاتبة آفاق التعريف لكل أنموذج، الاقناع يقرب الاخر الى الفكرة والتفاوض التنازل للحل الوسطي، والغضب غير فعال لخلوه من الثمرة والاستقطاب أنموذج سلبي.
دلالات النص واضحة عند الكاتبة، لكنها معمقة ولجت عمق الموضوع، ففي موضوع تنمية الذات تعرفها بآليات رفع تقدير وتنمية، وهناك حديث داخلي ايجابي، واختيار القدوة المميزة مع وجود البيئة المنتجة التعلم لكيفية تقبل الحال، دراسات تنموية ركزت كاتبتها على توأمة الفكرة والانتقاء الموضوعي والتركيز على اسلوبية الطرح حتى نجدها متقاربة متعمقة، وكل موضوع له تفرده ومقارباته الذهنية، مثلاً في موضوع الثقة بالنفس تربط الذكاء العاطفي والذكاءات المتعددة وتقنيات رفع القدرات, الثقة بالنفس ولغة الايمان لكنها تفردت بالسؤال: هل هي فطرية ام مكتسبة؟ وتراها تتنامى عبر الدربة والخبرة كما تبين مكونات الشخصية: (روح/ انفعالات عاطفية/ مظهر خارجي/ حالة اجتماعية/ قدرات عقلية).
والخلاصة: على اي كائن بشري استثمار الثقة بالنفس والوثوق بها والايمان بقدراتها، والسؤال الذكي: هل لدينا القدرة على وعي الحالة العاطفية اختيار وسيلة التعبير تحددها امكانية المدة، ومبدعتنا اختصاص تنمية وكاتبة وشاعرة متمكنة من حرفها تجيد التعبير عن موقفها بسمات مبدعة، فهي تبحث في عوامل الذكاء: كالوراثة والعامل الاقتصادي والاجتماعي وثقافة الاهل وعوامل اخرى: كالمدرسة والمناخ والغذاء.
تبحث الكاتبة (منتهى محسن) في كتاباها عن تمثيل الواقع النفسي في المتلقي والبحث في امكانية رفع القدرات ومفهوم تحديد الاولويات وبعض المواضيع المهمة.
الكاتبة (منتهى محسن) في مشروعها الكتابي تعلن عن نفسها كاتبة تنموية مبدعة.