الإصدار الثاني لمركز الفكر والابداع وبعنوان (كشف الغطاء عن معاني خطبتَي الزهراء ع)
07-09-2020
خاص صدى الروضتين
صدر مؤخراً عن مركز الفكر والإبداع التَّابع لقسم الشُّؤون الفكريّة والثَّقافيّة في العتبةِ العبَّاسيّةِ، منجزًا علميًا جديدًا يضاف الى إصدارات المركز، والذي توسم بعنوان (كشف الغطاء عن معاني خطبتي الزهراء -عليها السلام- توثيقاً وشرحاً واعراباً) للأستاذ الدكتور كريم حسين ناصح.
وعن هذا المنجز، تحدث الأستاذ الدكتور كريم حسين ناصح المستشار العلمي في مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات قائلاً:
هذا هو الكتاب الآخر، الذي أؤلّفه عن خُطبَتَي سيّدتي ومولاتي فاطمة الزهراء ع بعد صدور كتابي (فيضة النفس.. دراسة نصيّة عربيّة في ضوء لسانيّات النصّ) الذي شرحتُ فيه النفثاتِ النفسيّةَ، والآهاتِ الفاطميّةَ، في خطبتها الأولى المشهورة التي حوت من الحِكم، والفرائد، والنوادر من درر القول، والنفائس من وجوه العلوم، والمعارف، والأحكام، وتضمّنت المنح الإلهيّة، والهبات الرحمانيّة، ممّا تنبّأت به عن حوادث الأيام القادمة، وكوارث العصور المظلمة، التي ستحلّ بمن خاطبتهم، وأشركتُ معها الخطبة الثانية، وأخضعتها إلى معايير البحث أنفسها.
وأضاف: كانت رؤيتي للتمهيد في هذا الكتاب أن يكون استنباطًا من النصوص مع الإفادة من قليل من الروايات، فرجعتُ إلى عدد من النصوص التي بنيتُ عليها الاستنباط والتحليل، وكانت الآيات الكريمة، وأحاديث النبيّ محمد ص وأحاديث الأئمة المعصومين ع المعينَ الذي استقيتُ منه ما يكشف عن جوانب من حياة السيدة فاطمة الزهراء ع؛ لأنّ تفصيلات حياتها صارت معروفة وواضحة في الكتب التي دوّنت حياتها ع، ولا يأتي الباحث بجديد إذا اعتمد الروايات التاريخيّة أنفسها؛ لذا جعلت النصوص هي التي تنطق بالأحداث.
وأشار: وخصّصتُ الفصل الأول بتوثيق الخطبتين من عدد من الكتب التي دوّنتِ الخطبتين، وذلك بمقابلة النصوص في تلك الكتب، وبيان وجوه الاختلاف بين الروايات فيها، فاعتمدتُ الهوامش في ذكر الفروق بين الروايات، من زيادة أو نقصان.
وبيّن: وبعد الانتهاء من التوثيق، بدأت بشرح الخطبتين في الفصل الثاني، مستندًا إلى فهمي القاصر للغة السيدة فاطمة الزهراء ع ومستعينًا بأقدم المعجمات التي وصلت إلينا، وهو كتاب (العين) للخليل بن أحمد الفراهيديّ، ولم أنظر في أيّ شرح سابق لنصّي الخطبتين؛ لكي لا يؤثّر ذلك في شرحي، أو يوجّه آرائي نحو الاتجاه الذي يذهب إليه ذلك الشارح في تفسير النصّ، بل اعتمدت فهمي الخاصّ للنصّ وثقافتي اللغويّة، مستشهدًا بالنصوص القرآنيّة، وأقوال الأئمة المعصومين ع.
وبعد الانتهاء من هاتين المرحلتين، راودتني فكرة إعراب النصّين، فتوكلتُ على الله تعالى وشرعت بإعراب الخطبتين في الفصل الثالث، وجرى إعراب النصّ الذي جعلته الأصل، من غير إعراب للزيادات أو الفروق بين الروايات؛ لكي لا يحدث اضطراب في المعاني العامة.
وأوضح: واتّبعت طريقة الإعراب التفصيليّ وإن كان فيه تكرار؛ ولكنّه أكثر فائدة، وقد حاولت تضمين الإعراب آرائي النحويّة التي ذكرتها في كتبي، ولاسيّما ما يتعلّق منها بما سمّي (الحذف)، أو بإعراب (الجمل)، أو بإعراب ما سمّي (المصدر المؤوّل)؛ وذلك بتوظيف الإغناء عمّا سمّي المحذوف، أو الإغناء عن الاسم المعرب الذي أغنت عن ذكره الجملة أو شبه الجملة لدلالتهما عليه.
وختمت الكتاب بخاتمة أوجزتُ فيها أهم ما تصل إليه النظرات الفاحصة في مثل هذا الكتاب الذي انماز بسمات التوثيق، والتبيين، وليس البحث.
ومن جانبه، بيّن مسؤول المركز الأستاذ رضوان السلامي، قائلاً:
تأتي هذه السلسلة ضمن إصدارات المركز والتي تُعنى بمنجزات الإعلام من الباحثين العراقيين على كلام أهل البيت ع توثيقاً وتحقيقاً ودراسة، التي كان من ضمنها اصدارنا الثاني للأستاذ الدكتور كريم حسين ناصح الخالدي، وسيكون هنالك إصدارات مهمة أيضاً تطبع في القادم من الأيام لأساتذة علماء.
علما أنّ المركز أخذ على عاتقه مهمة إحياء سيرة اهل البيت ع في تبنيه لطباعة مثل هكذا إصدارات تخدم المجتمع العام والأكاديمي، وتوثيقاً لسيرة أهل البيت ع وعلومهم.