(نزهة ثقافية في جنائن التفسير)
22-08-2020
اللجنة القرآنية
حَصَب:
قال الله تعالى: «إِنَّكُم وَمَا تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُم لَهَا وَارِدُونَ» (الأنبياء/98), هيبة وتعظيماً بأنها تحرق الحجارة والناس، وقيل: إن أجسادهم تبقى على النار وبالقدح، وقال قوم: معناه أنهم يُعذبون بالحجارة المحماة مع النار.
ويرى الشيخ الطوسي في كتابه التبيان في تفسير القرآن: «إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا...» (القمر/34) بمعنى حجارة تحصبون بها، أو ترمون بها، والحصباء الحصى الصغار، ويقال حصب الحصى اذ رماه متتابعة، والحاجب دون الحصب فاعل الحصب.
يرى ابن عباس: إن حصب جهنم يعني وقودها، ويرى السيد مكارم الشيرازي وجمع من المفسرين قالوا: إن المقصود بالحجارة الأصنام الحجرية، وجمع آخر قالوا: الحجارة اشارة الى صخور معدنية كبيرة تفوق حرارتها.
قَصَمْنَا:
قال تعالى: «وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ» (الأنبياء/11) القصم: كسر الصلب قهراً، ويعني الهلاك. وفي تفسير الصافي للفيض الكاشاني H، يرى أن معنى القرية تعني أهل القرية، حيث يقول: «وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ» القصم: أهلكنا، والظالمة بالكفر، وأنشأنا أي أوجدنا، ويفسرها سماحة السيد مكارم الشيرازي بأن القصم يعني الكسر المقترن بالشكل، بل ورد أحياناً بمعنى التفتيت والتقطيع، ومع ملاحظة التأكيد على ظلم هذه الأقوام وجورها، فإنها توحي بأن الله سبحانه قد أعدّ أشدّ العذاب والانتقام للقوم الجائرين.
حَصِيد:
قال تعالى: « ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ» (هود/100) الحصيد: معناها قطع النباتات بالمنجل، وهذه إشارة الى أرض نوح وأرض قوم لوط، حيث إن واحدة منها دمرها الغرق، والثانية أمطرت بالحجارة، «مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ» أي من تلك الديار المعمورة والخربة التي أتى عليها الهلاك، ولم تُعمر فيما بعد، وقيل معناها قائم على بنائه، لم يذهب أصلاً، وإن كان خالياً من أهله، وحصيد قد خرب وذهب واندرس أثره كالشيء المحصود.
فِجَاجًا:
قال تعالى: «وَجَعَلْنَا فِي الأَرضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِم وَجَعَلنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُم يَهتَدُونَ» (الأنبياء/31) جاء في كتاب التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي H أن فجاجاً تعني في الأرض طرق، الفج: الطريق الواسع بين الجبلين، والفجاج جمع فج الطريقة المشقة المتفرقة، والفج المسلك بين جبلين، والفج الذي لم يستحكم أمره الطريق بين جبلين، ولم تكن هذه الوديان والفجاج، فإن سلاسل الجبال العظيمة الموجودة في المناطق المختلفة من الارض كانت ستنفصل بعضها عن بعض حين ينفصل ارتباطها تماماً، وهذا يدل على أن هذه الظواهر الكونية تجري كلها وفق حساب دقيق.