حقق معمل البلوك المقرنص التابع للعتبة العباسية المقدسة أهدافاً عدة من خلال اعتماده على طرق صُنفت الأكثر تطوراً في هكذا مشاريع مهمة، تخدم الحركة العمرانية في البلد، ويعد هذا المعمل أنموذجاً متكاملاً؛ لما يحتويه من وسائل تضمن رصانة المنتج، فضلاً عن الطرق المعتمدة التي توفر السلامة للعاملين والبيئة. واستكمالاً لخطة النجاح المحققة في هذا الصرح الصناعي، اعتمدت تقنية معالجة البلوك المنتج في المعمل التي كان لها دور في اختصار الوقت وزيادة القدرة الانتاجية، وعن هذه التقنية تحدث المهندس جعفر القطب مدير المعمل قائلاً:
يشهد معمل البلوك والمقرنص أحد تشكيلات قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة مراحل تطويرية عدة، حيث أضحى اليوم أحد أهم المنشآت الصناعية التي تخدم الحركة العمرانية في محافظة كربلاء المقدسة وبعض المحافظات الاخرى.
مضيفاً: حرصنا في هذا الموقع على اعتماد كل ما من شأنه أن يكون اضافة نوعية للمنتج الذي يخرج من المعمل؛ نظراً لارتباطه بشكل مباشر بالمشاريع العمرانية سواء الخاصة بالعتبة العباسية المقدسة أو المشاريع الأخرى على حد سواء، وقد أثبت انتاج المعمل كفاءته، ونال استحسان الجهات المستفيدة منه، خصوصاً وأن المعمل قد حصل على شهادة الايزو (9001) المعتمدة في الجودة.
وتابع قائلاً: ضمن الخطط التطويرية التي حققها المعمل، هو اخراج مادة البلوك التي ينتجها وهي تحمل مواصفات عالية من حيث قوة المقاومة، وأيضاً الكفاءة التي تعطيها من خلال ادخالها في عملية البناء، وجزء من تحقيق ومواكبة للتطور الحاصل تم ادخال تقنية معالجة البلوك بالبخار من خلال اجهزة خاصة وغرف يتم ادخال المنتج فيها واخراجه بمواصفات أكثر قوة ومتانة.
وجاء هذا الخط بدلاً عن الطرق التقليدية المتبعة في اكساب مادة البلوك المقاومة وهي طريقة الماء والتي تستغرق ما يقارب 7 أيام للحصول على النتائج المطلوبة، فيما تحتاج تقنية المعالجة بالبخار الحديثة الى 7 ساعات فقط، فضلاً عن المواصفات التي تضيفها هذه الطريقة على عكس الطريقة القديمة، وقد شكلت هذه الخطوة قفزة نوعية في الانتاج إذ تعد الأولى من نوعها على مستوى البلد.
وتجدر الاشارة الى أن معمل البلوك والمقرنص هو أحد أهم المشاريع الخدمية التي اطلقتها العتبة العباسية المقدسة، وكان له دور واضح في رفد مشاريع المحافظة بالمواد ذات الكفاءة العالية التي أظهرت نتائج موافقة للمواصفات العالمية.